وذكر ابن حجر بترجمة ابن ماجة محمد بن يزيد ابن ماجة: أن في كتابه السنن أحاديث ضعيفة جدا، حتى بلغني أن السري كان يقول: مهما انفرد بخبر فهو ضعيف غالبا، ووجدت بخط الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني ما لفظه: سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: كل ما انفرد به ابن ماجة ضعيف.
وذكر كل من الذهبي وابن حجر او في كتابيهما المذكورين: أن البخاري احتج بجماعة في صحيحه ضعفهم بنفسه. كما يعلم من تراجمهم في الكتابين، كأيوب بن عائد، وثابت بن محمد العابد، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وحمران بن أبان، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، وكهمس بن المنهال، ومحمد بن يزيد الحزامي، ومقسم بن بجرة، وإنما خصصنا البخاري بهذا لأنه أعظم أرباب الصحاح عندهم، وإلا فكلهم على هذا النمط، بل وجدنا أبا داود كذب نعيم بن حماد الخزاعي، والوليد بن مسلم مولى بني أمية، وهشام بن عمار السلمي، وروى عنهم في سننه، وقال في حق صالح بن بشير: لا يكتب حديثه. وكذا في حق عاصم بن عبيد الله، وروى عنهما، مع أنه كان يزعم أنه لا يروي إلا عن ثقة!! كما ذكره في تهذيب التهذيب بترجمة داود بن أمية، ووجدنا النسائي قال في حق كل من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي، وعبد الرحمن بن أبي المخارق، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف متروك، وروى عنهم في سننه، وكذا الترمذي قال في حق سليمان بن أرقم أبي معاذ البصري، وعاصم بن عمرو بن حفص متروك، وروى عنهما في سننه.
পৃষ্ঠা ১৬