قالت: هل ينام فيها أحيانا؟
قالت: ربما نام فيها أحيانا، ولكنه يجلس فيها لغرض سري لا أرى مانعا من البوح به لك. وذلك أن أباه معاوية كان لفرط دهائه وعلو همته قد اتخذ هذه المقصورة مخبأ له يطل منه على المجلس من كوة صغيرة، فيرى أهل المجلس تحته وهم لا يرونه، فعل ذلك حتى لا تخفى عليه خافية.
الفصل التاسع
محاكمة عبد الرحمن
استبشرت سلمى بتلك المقصورة، عسى أن ترى منها ما سيدور بين عبد الرحمن والخليفة إذا جاءوا به للتحقيق معه، فقالت: وهل يجوز أن أطل من تلك المقصورة لأشاهد مجلس الخليفة، فإني لم أر مجلسه قط.
قالت: إن الخليفة لا يأذن في ذلك لأحد، ولكني لا أظنه يمنعه عنك، على أني أدلك على الكوة فتطلين منها على المجلس، وإذا جاء الخليفة لا تذكري له أنك فعلت ذلك.
قالت: بورك فيك يا خالة، إنك والله لطيفة ومحبة، ولا غرو إذا ارتفعت منزلتك عند الخليفة.
فانشرح صدر العجوز من هذا الإطناب، وزادت رغبة في خدمتها، فقالت لها سلمى: وأين الباب السري الذي يخرج الخليفة منه؟
فأمسكتها بيدها ومشت بها عدة خطوات، ثم دارت من وراء الغرفة فإذا هناك باب صغير فتحته وأرتها سلما ضيقا وقالت: هذا هو الباب السر، فاكتمي ذلك.
قالت: وإلى أين يستطرق؟
অজানা পৃষ্ঠা