ثم انتبه ابن زياد إلى النساء الداخلات فالتفت إلى زينب وقال: من هذه التي انحازت وجلست ناحية ومعها نساؤها.
فلم تجبه زينب.
وعاد ثانية وسأل عنها فقال له بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.
فنهض ابن زياد حتى أقبل عليها، فلما رأته سلمى مقبلا بالغت في التقنع لئلا يعرفها. أما هو فحسبها من جملة جواري زينب أو خدمها فلم يلتفت إليها، بل خاطب زينب قائلا: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
فقالت زينب: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد
صلى الله عليه وسلم
وطهرنا من الرجس تطهيرا. إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.
فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟
قالت: كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وليجمع الله بينك وبينهم يوم القيامة فيتحاجون إليه ويختصمون عنده.
فغضب ابن زياد واستشاط، فقال له بعض أهل مجلسه: أيها الأمير، إنها امرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها ولا تذم على خطئها.
অজানা পৃষ্ঠা