102

ফুতুহ শাম

فتوح الشام

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤١٧هـ

প্রকাশনার বছর

١٩٩٧م

إلى المسلمين وقد هموا بقتله وقتل من معه من الأعلاج لا نفقا عين عمر ولا عيونكم ولكن نصور صورة اميركم على عمود ونصنع به مثل ما صنعتم بصورة ملكنا فقالت المسلمون أن صاحبنا فعل ذلك من غير تعمد وانتم تريدون العمد فقال أبو عبيدة: ﵁ مهلا يا قوم فإذا رضي القوم بصورتي فقد اجبتم إلى ذلك ولا يتحدث القوم عنا اننا عاهدنا وغدرنا فإن هؤلاء القوم لا عهد لهم ولا عقل ثم اجابهم إلى ذلك. قال الواقدي: فصوروا ابي عبيدة ﵁ على عمود وجعلوا له عينين من زجاج واقبل فارس منهم حنقا ففقأ عين الصورة ثم رجع اصطخر إلى صاحب قنسرين واخبره بذلك فقال لقومه بهذا نالهم ما يريدون قال واقام أبو عبيدة على حمص يغير يمينا وشمالا ينتظر خروج السنة لينظر ما بعد ذلك. قال الواقدي: وأبطأ خبر أبي عبيدة على عمر بن الخطاب رضي الله ولم يرد عليه شيء من الكتب والفتح فأنكر عمر ذلك وظن به الظنون وحسب إنه قد داخله خبر وقد ركن إلى القعود عن الجهاد فكتب إليه عمر بن الخطاب ﵁ كتابا يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى أمين الأمة ابي عبيدة عامر بن الجراح سلام عليك فاني أحمد الله الذي لا إله إلا هو واصلي على نبيه محمد ﷺ وآمرك بتقوى الله ﷿ سرا وعلانية وأحذركم عن معصية الله ﷿ وأحذركم وانهاكم أن تكونوا ممن قال الله في حقهم: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ﴾ [التوبة: ٢٤] الاية وصلى الله على خاتم النبيين وامام المرسلين والحمد لله رب العالمين فلما وصل الكتاب إلى أبي عبيدة ﵁ قرأه على المسلمين فعلموا أن أمير المؤمنين عمر يحرضهم على القتال وندم أبو عبيدة ﵁ على صلح قنسرين ولم يبق أحد من المسلمين إلا بكى من كتاب عمر بن الخطاب ﵁ وقالوا: أيها الأمير ما يقعدك عن الجهاد فدع أهل شيزر وقنسرين واطلب بنا حلب وانطاكية فلعل الله أن يفتحهما على ايدينا وقد انقضى اجل الصلح وما بقي إلا القليل وما البقاء إلا للملك الجليل فعزم أبو عبيدة على المسير إلى حلب وعقد راية لسهل بن عمرو وعقد راية اخرى لمصعب بن محارب اليشكري وامر عياض بن غانم أن يسير على مقدمتهم واتبعه خالد بن الوليد وسار أبو عبيدة ﵁ إلى أن نزل على الرشين وصالح اهلها وسار الىحماة فخرج اهلها إليه ومعهم الإنجيل وقد رفعه الرهبان على اكفهم والقسس أمام القوم يطلبون منه الصلح والذمام فلما رآهم أبو عبيدة ﵁ وقف وقال لهم: ما الذي تريدون فقالوا: أيها الأمير نريد أن نكون في صلحكم وذمامكم فأنتم أحب إلينا.

1 / 106