ফুসুল মিন ফালসাফা সিনিয়্যা
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
জনগুলি
يتجلى عقل السماء والأرض.
وينجم عن هذا المبدأ أيضا مبدأ مشترك آخر هو الوسطية أو الاعتدال؛ لأن التطرف في كل شيء سيقود في النتيجة إلى عكس المراد. يقول لاو تسو:
من يتطاول على أطراف أصابعه لا يقف طويلا،
ومن يوسع خطاه (من أجل الإسراع) لا يمشي بعيدا (الفصل 24).
ويقول كونفوشيوس: هنالك قلة من الناس حققت الفضيلة عن طريق الاعتدال.
فلسفة الاعتدال هذه ساعدت الشعب الصيني على التعامل بحكمة مع ما واجهه عبر تاريخه من مصاعب وكوارث؛ فقد كان الصيني لا يأمن لأوقات الرخاء لعلمه أن أوقات الشدة قادمة لا محالة، ولا يأسى لأوقات الشدة لعلمه بأنها لن تدوم. ولدينا أمثولة مصاغة في قالب حكاية تعبر عن موقفه هذا. تقول الحكاية: «فقد فلاح صيني حصانه الوحيد الذي هرب ولم يعثر له على أثر، وكان سنده في أعمال الحقل، فجاء إليه جيرانه يواسونه قائلين: أية مصيبة حلت بك؟ فهز الفلاح رأسه وقال: ربما، من يدري؟ بعد عدة أيام عاد إليه الحصان ومعه ستة جياد برية أدخلها الفلاح إلى حظيرته، فجاء إليه جيرانه يهنئونه قائلين: أي خير أصابك؟ فهز رأسه وقال: ربما، من يدري؟ في اليوم التالي قام الابن الوحيد للفلاح بامتطاء أحد الجياد البرية لترويضه، فجمح الجواد ورماه عن ظهره فكسرت ساقه، فجاء إليه جيرانه يواسونه قائلين: أية مصيبة حلت بك؟ فهز الفلاح رأسه وقال: ربما، من يدري؟ بعد عدة أيام جاء ضابط التجنيد ليسوق شباب القرية إلى الجيش بعد أن تعرضت الإمارة إلى غزو خارجي، فأخذ من وجدهم صالحين للخدمة العسكرية، وعف عن ابن الفلاح لعجزه، فجاء إليه الجيران يهنئونه قائلين: أي خير أصابك؟ فهز رأسه وقال: ربما، من يدري؟»
ومغزى هذه الحكاية هو أن كل ما فينا وفي خارجنا في تغير دائم، وهذا التغير يقوم على تناوب الأضداد؛ النور والظلام، الحرارة والبرودة، الجفاف والرطوبة، الحركة والسكون، الحظ الطيب والحظ العاثر، السراء والضراء، الخير والشر ... والقائمة أطول من أن نستنفدها هنا. هذه الأضداد ليست في صراع من أجل سيادة أحدها على الآخر، بل إنها تنشأ معا ويتخذ كل منها معناه من ضده؛ فلا نور بلا ظلام، ولا حياة بلا موت، ولا خير بلا شر، والنقائص هي نسيج الوجود؛ ولذلك يقول لاو تسو:
يرى الجميع في الجميل جمالا؛ لأن ثمة قبحا.
يرى الجميع في القبيح قباحة؛ لأن ثمة جمالا.
الوجود واللاوجود ينجم أحدهما عن الآخر.
অজানা পৃষ্ঠা