إلى الأمم المتمدنة، أيقَنّا بأن التقصير منا لا من الإسلام ذاته.
الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولكن الإسلام ليس محصورًا في كتب الفقه وإنما هو في القرآن وفي السنة الصحيحة. ولقد قام أجدادنا الأولون بالواجب عليهم، أخذوا القرآن فقرؤوه وفهموه واستنبطوا منه (ومن السنة الصحيحة) القوانينَ الشخصية والحقوقية والجزائية والقانون الأساسي والأنظمة الإدارية والشرع الدولي، وتركوا لنا هذه المجموعة الفقهية النادرة المثال، التي تضمن حلّ كل مشكلة اجتماعية أو حقوقية عَرَضت لهؤلاء الفقهاء. ولكن الفلك دار -من بعدُ- دورات والزمان تبدل، فتغير العُرْف، وتحولت أوضاع المجتمع وأساليب التجارة وأشكال الحياة، ونشأ للإسلام خصوم من المبشرين والملحدين وعُبّاد العلم والجاهلين ودعاة الفجور والخلاعة، فماذا صنع العلماء حيال ذلك كله؟
هل تتسع صدوركم لسماع طائفة من الحوادث الصغيرة الواقعة؟
ذهبت إلى عالم فعرضت له طرفًا من المفاسد المنتشرة والحانات المفتوحة والمدارس المضلِّلة، وطلبت منه أن يساهم بعلمه في الإصلاح الخلقي والاجتماعي، فقطع عليّ حديثي وقال لي: "لقد أخبر النبي ﷺ بهذا كله، صار آخر الزمان فلن يفيد شيء". وأخذ سبحته، وقام ليذهب إلى رئيس الحكومة ليهنّئه بالعيد ويتزلف إليه لئلا يقطع راتبه الذي يأخذه بلا عمل.
وذهبت إلى الثاني فحدثته، فقال: "هذا كله من الشيخ فلان،
1 / 20