اليوم الخامس من الأسر
وكان الساعة تمر بها دهورا والدقائق شهورا، وهي تتجرع أمر من الصبر وتتقلب على أحر من الجمر، حتى كانت الساعة العاشرة، فجاء فلتون فوضع على الباب حارسا جديدا ورجع من غير أن يدخل لأن الوقت لم يئن بعد. ثم قرعت الساعة الثانية عشرة، فاستبدل الحارس، وسمعت ميلادي فلتون يقول له: إياك ومفارقة الباب فيصيبك من العقاب ما أصاب رفيقك بالأمس، وأنا داخل على هذه المرأة لأستوثق منها فلا تفلت، فإذا ناديتك فادخل وإذا نوديت فأبلغني، ثم دخل على ميلادي فقالت: أتيت؟ فقال: نعم على ما وعدت. قالت: وقد وعدتني بشيء آخر. قال: وما ذاك؟ قالت: مدية تأتيني بها. قال: أعرضي عن ذلك يا ميلادي، فما أظن في حالات الإنسان ما يلجئه إلى الانتحار، وأنا لا أجاريك على ذلك. قالت: إذن لا أخبرك بأمري، فاخرج عني ودعني. قال: هذا ما تطلبين. وأخرج من حزامه مدية، وهو يتردد في تسليمها إياها، فقالت: ما بالك تتردد؟ فوالله لا أفعل شيئا حتى أتم لك قصتي، فضعها على المائدة وقف بيني وبينها، ثم أخذتها وتأملتها طويلا وردتها إليه، فوضعها وراءه، فقالت: اسمع يا فلتون ما جرى لي.
لما كنت في إبان الشباب ومقتبل العمر وزهرة الجمال أخذت بحيلة وحاول آخذي أن يراودني عن نفسي فأبيت واعتصمت، فبالغ في الطلب بين اللطف والشدة والوعد والوعيد حتى أعيته الحيلة واعتاص عليه الأمر، فعمد إلى منوم فمزجه لي بالماء وسقاني منه وأنا لا أدري، فما كاد يستقر بي حتى شعرت بالدوار وغلب علي النعاس وارتخت قواي حتى عجزت عن القيام، فوقعت على كرسي منعقدة اللسان واهية العزم، ثم نمت نوما ثقيلا، فلما انتبهت إذا أنا في غرفة مدورة لا ينفذ إليها النور إلا من نافذة في السقف، ولا باب في جدارها يظهر للعين، فجعلت أفكر في أين أكون وما جرى بي، فلا أهتدي إلى شيء ولا أرى حولي سوى الجدران، حتى توهمت أني في حلم، ثم قمت إلى ثيابي فلبستها وتحققت أني لست في البيت الذي كنت فيه، وأني نمت يوما كاملا، ولم أدر ما جرى لي في خلاله. وكانت غرفتي مفروشة فرشا يليق بالنساء كأنها غرفة امرأة، فجعلت أطوف فيها كالهائم، وألمس الجدران فلا أهتدي فيها إلى باب، حتى أطبق الظلام، وكان حالكا جدا في غرفتي لانقطاع النور عنها. وبينا أنا أقلب أجفاني في ذلك الظلام إذ سمعت صريف باب، ثم رأيت نورا قد سطع من نافذة السقف ورجلا على مقربة مني وإلى جنبه مائدة عليها طعام، فعرفت أنه الرجل الذي كان يتبعني أينما ذهبت ويحاول خداعي وخرق حرمتي، فكان أول ما ذكرني أنه تمتع بي البارحة وأنا نائمة.
فثارت الحمية برأس فلتون وأخذته الغيرة، فقال: تبا له وشلت يداه. قالت: نعم، لعنة الله عليه، فكأنه كان يتوهم أنه غلبني وخضعت له إذا اغتالني في نومي، فجاء يطلب رضاي ويعدني بالغنى إذا جاريته في مراده واسترسلت معه في بغيته، فأخذت أشتمه أقبح الشتائم وأهينه أشد الإهانة بكلام يؤثر في الصخر ويحرك الجماد، وهو واقف أمامي كالصنم لا يفعل فيه الكلام ولا تأخذه الحمية، ثم دنا مني فنفرت إلى المائدة فرأيت عليها سكينا فأخذتها وسددتها إلى صدري وقلت له: ارجع فالموت ولا العار. قال: يعز علي والله أن تموتي قبل أن أنال منك نصيبا على رضى منك، وموعدنا الليلة القادمة إن شاء الله. ثم نفخ في بوق كان معه فارتفع السراج من السقف وأطبق الظلام، ثم سمعت صريف الباب وإذا أنا وحدي، فجلست أندب طالعي وأبكي على نفسي لوقوعي بين يدي رجل لا أحبه ولا أطيق أن أراه، وهو مع ذلك ظلوم غشوم. فقال لها فلتون: من هو هذا الرجل يا ميلادي؟ فلم تجبه ومضت في حديثها فقالت:
وقضيت الليلة جالسة على كرسي ترتعد فرائصي لأقل حركة، ولم يحدث لي شيء حتى طلع الصباح، فنظرت وإذا ليس في يدي من الخوان غير السكين، وكان جل اعتمادي عليها. وكان النعاس قد هوم في رأسي، فقمت ووضعت المدية تحت الوساد ونمت، فلما أفقت رأيت خوانا آخر قد أحضر، فقمت وأكلت ما يمسك الرمق وخشيت أن أشرب من ماء المائدة فذهبت إلى ماء يخرج من الجدار بأنبوبة فشربت. وقضيت سحابة يومي على حالي تلك من الضجر واليأس حتى خيم الظلام، وكانت عيناني قد تعودتا النظر في الليل، فرأيت الخوان يمد وعليه الطعام ثم سطع القنديل في غرفتي من نافذة السقف، فعزمت على أن لا آكل إلا ما آمن من دخول مادة سامة فيه، فجعلت طعامي الأثمار والبيض وشربت من الماء الذي في الجدار، فإذا أنا أجد له طعما غير طعمه الأول فأمسكت عنه ورميت بالقدح قبل أن أفرغه، وأخذ العرق يسيل على وجهي فظننت أن أحدا رآني أشرب من ماء الأنبوبة فمزجه بشيء سام، ثم أخذتني عوارض الأمس من الدوار والنعاس، ولكن أخف لقلة الماء الذي شربته، فأخذت أحاول نفسي وأمنعها من النوم حتى أعييت فجلست وأنا بين نائمة ومستيقظة، ثم خطرت لي السكين فقمت لآخذها من تحت الوسادة فلم تحملني رجلاي فسقطت وأنا في حالة أشبه بحال النزاع لا قوة لي على النهوض لآخذ السكين، وفيما أنا كذلك رفع القنديل فأظلمت الغرفة ظلاما حالكا، ثم سمعت صريف الباب وشعرت برجل يدنو مني، فذعرت وحاولت الفرار فلم أستطع فسقطت في يديه. فصاح بها فلتون: ألا تخبريني من هذا الرجل؟ فلم تجبه واستمرت في حديثها فقالت: فأخذت أدفعه عني وأتقيه بيدي وهو لا يرجع ولا يلين حتى تمتع بي وأنا في اليقظة منهوكة القوى لا قدرة لي على الحراك.
فثارت في فلتون حمية زائدة وغيرة شديدة، فجعل العرق يسيل من جبينه وأخذ يمزق ثيابه غيظا وحنقا، ومضت ميلادي في حديثها فقالت: فلما أفقت من سكرتي بحثت على السكين فوجدتها وعزمت على عمل هائل الخطر عظيم الإجراء في جانب ضعفي وهو أن أقتله وإن يكن عملي هذا إثما لا يمحى وذنبا لا يغفر، فتهيأت لذلك ووطنت نفسي على ارتكاب القتل، وقضيت نهاري على ذلك حتى جاء المساء، فأكلت من بعض الأثمار وصببت ما في الإبريق لأوهم أني شربت منه، وشربت من ماء صاف حفظته في زجاجة عندي، ثم أخذت أتظاهر بالأعراض التي كانت تصيبني ونهضت إلى السرير، فتوسدته ومددت يدي تحت الوسادة وأنا قابضة على نصاب السكين، وأقمت على ذلك مدة طويلة حتى خشيت أن لا يجيء، ثم رأيت النور يرتفع وأظلمت الغرفة، فرأيت شبحا يدنو من سريري، فجمعت ما بقي لي من القوى وتهيأت للعمل، فمد يده إلي وحاذاني، فرفعت يدي بالجارحة وطعنته في صدره فراحت ضربتي خائبة كأني أضرب صخرا لأنه كان دارعا، فقبض على يدي وأخذ مني المدية وقال لي بتهكم وازدراء: كنت أظن أنك لنت بعض اللين، فإذا بي أجدك أشد مراسا من بادئ أمرك، وما أنا ممن يحتبسون النساء جبرا، وسأطلق سبيلك في غد. فقلت له: إياك وإطلاقي، فإنك لا تأمن لساني أن يشهرك في الآفاق. قال: كيف تقولين؟ قلت: أقول إذا خرجت من هنا أقص على الناس خبرك واغتصابك إياي، ثم أدل الحكومة على قصرك هذا مقر الشر والفساد، فإنك وإن تكن وزيرا عظيم الشأن فإن فوقك ملكا وفوقكما ربا يأخذ للضعيف من القوي. وما أتممت كلامي حتى شعرت بهزة في يده القابضة على يدي ثم قال: إذن لا تخرجين ؟ قالت: بل أموت هنا وأقبر حيث ضاعت حرمتي وهتك عرضي، ولعلك لا تعدم من صدى قبري ما يذيع أفعالك بين الناس. قال: إذن أنزع منك كل سلاح. قلت: لا يعدم المرء حيلة في قتل نفسه، فإذا قصدت أموت جوعا. قال: ألا ترين أن الصلح أفضل من هذا الخصام إذا مننت عليك بالإطلاق؟ قلت: إذا فعلت لا تأمن إفشاء معايبك وإشهار نقائصك. قال: على ذلك لا تخرجين أبدا، وأنا لا أبخل عليك بلوازم الحياة، فإذا امتنعت عن الطعام حتى تموتي كان ذلك من يدك. ثم خرج عني وسمعت صريف الباب على أثره، ولبثت جالسة أندب نفسي لا آكل ولا أشرب بقصد أن أموت جوعا، وقطعت على ذلك سواد ليلي وبياض يومي وأنا أدعو الله وأتوب إليه عن ذنب بلا عمد وخطيئة عن غير قصد حتى أقبل المساء، فأقبل علي وهو يقول: أما عزمت على الطاعة بالكتمان فأخلي عنك؟ فاحلفي لي يمينا على الكتاب إذا شئت. فقلت: وكتاب الله العظيم لا أحفظ لك أيمانا ولا أحبس عن إشهارك لسانا في زلة ارتكبتها معي ما بعدها زلة ولا وراءها ذنب، وأنا موالية على أن لا أتركك حتى آخذ بثأري منك. قال: احذري من أن أجري معك علاجا يمنع لسانك من الكلام أو يمنع كلامك من التصديق، فانتصحي لقولي وأنا تارك لك بقية هذا الليل وطول النهار لتفتكري في أمرك وتعزمي عزما، فإما أن تتعهدي بالصمت والكتمان أو أجري معك أفعالا تلبسك ما لبسك جلدك فتسقط دعواك بين الناس، وموعدنا المساء المقبل. وما أتمت ميلادي هذه الجملة حتى رأت فلتون يتلون ويرجف حتى كاد يسقط إلى الأرض لو لم يتكئ على الكرسي.
الفصل الحادي والخمسون
تمام الحكاية
فأمسكت ميلادي قليلا حتى هدأ روعه وسكن جأشه، ثم عادت فقالت: وكان قد مضى علي ثلاثة أيام لم أذق فيها طعاما ولا شرابا حتى أضر بي الجوع والعطش وضعف جسمي ووهى عزمي، فقضيت نهاري أجمع في ضنك شديد وضيق زائد حتى كان المساء، وإذا به قد أقبل يتبعه رجل وكل منهما شاكي السلاح، فقال لي: على ماذا عزمت؟ أتحلفين؟ فقلت: أنا على ما قلت لك من أني لا أترك لك ثأري في هذه الدنيا ولا في الآخرة. قال: أما تحولين عن قصدك؟ قلت: لا والله أو تحول الروح عن الجسد. قال: إذن أضع لك في جسمك علامة تحبس لسانك وتمنع كلامك من التصديق. ثم التفت إلى الرجل وقال له: امض فيما رسمته لك. فصاح بها فلتون: أما تخبريني عن اسمه؟ فقالت: فأخذت أصيح وأستغيث لعلمي أنه يقصد بي فعلا أمر من الموت، فلم يسمع الجلاد لي، بل طرحني إلى الأرض فوقعت على وجهي وأخذت أدعو عليه الله وأستغيث به وهو لا يسمع، وإذا به قد أتى بحديدة محماة إلى الحمرة فوسمني بها على كتفي. فصحت صيحة شديدة من الألم واليأس ولكن كان قد قضي الأمر.
ولما انتهت من حديثها كشفت عن كتفها وقالت له: انظر فعل الخائن الماكر بفتاة أطهر من الملائكة، واعلم قلوب الرجال ولا تغرنك الظواهر. فقال: إني أرى زهرة زنبق. قالت: نعم وهي علامة العار والعهر والتهتك والفجور، فلو كانت علامة إنكلترا لدعوت عليه الناس ودفعته إلى القضاة، ولكنها علامة فرنسا فلمن أشكوه. فندم فلتون على تسرعه إلى تهمتها وأثرت فيه حكايتها تأثيرا شديدا حتى صار لونه كالبهار وجعل يقول لها: السماح السماح، وعيناه تقولان: الغرام الغرام، فقالت: مم أسامحك؟ قال: من مساعدتي لأعدائك. ثم مدت يدها إليه فجعل يقبلها وهي تنظر إليه بلحظ لو لحظت به الصخر لغادرته هشيما، فأكب على رجليها يقبلهما، ثم وقف أمامها وقال: لقد بقي علي شيء واحد أسألك عنه، وهو اسم الفاعل. قالت: عجبا! ألم تفطن له؟ قال: من عساه يكون؟ هل هو بنفسه الظالم المجرم؟ قالت: نعم هو بعينه هادم إنكلترا وعدو الله والدين، المتهتك الفاجر والخليع الماجن سفاك الدماء، لعنة الله عليه. قال: هو إذن بيكنهام؟ قالت: إن لم يكن فمن؟ قال: وهل مثله يعيش بعد ذلك وهو مكرم عزيز الجانب نافذ الكلمة مطاع القول؟! قالت : إن الله يترك من يتركه، ونسوا الله فنسيهم. قال: إذن يجب الانتقام منه ورد كيده في نحره ليعلم أن في الدنيا من ينتقم لله. قالت: ومن لك به وهو أمنع من عقاب الجو؟ قال: إلا علي، فإني لا أهابه ولا أخشاه، وإني لأعجب من اللورد ونتر كيف يخالطه وهو كذلك. قالت: إن من الناس من يكون في الخفاء نذلا لئيما وفي الظاهر عزيزا كريما، ولقد كان لي فيما مضى من الزمان خطيب شهم مثلك يا فلتون، وكان قديم المعرفة بي، فأطلعته على أمري وقصصت عليه القصة فما شك في صدقها، ثم أخذ سيفه وخرج إلى بيكنهام يريد أن يفتك به فلم يجده. قال: لقد أحسن فيما صنع، ولكن مع مثل بيكنهام لا يغني إلا الخنجر. فقالت: وكان بيكنهام قد رحل إلى إسبانيا في بعض شأنه، فعاد زوجي وقال لي: إنه قد رحل ولكن رويدا حتى يرجع، ولا بد للورد ونتر أن يصون شرفه وامرأته. قال: إذن أنت امرأة اللورد ونتر؟ قالت: نعم، وقد كان غياب بيكنهام في إسبانيا سنة، وقبل مجيئه بثمانية أيام مات اللورد ونتر ولا أدري كيف مات، فلا أقدر أن أتهم بدمه أحدا، فبقيت أنا بعده وريثة المال، فاغتاظ لذلك أخوه اللورد ونتر مودبك وحاول أخذ الميراث مني، فخفت على نفسي منه ورحلت إلى فرنسا وتركت له كل ثروتي في إنكلترا حتى انقطعت الصلات ونشبت الحرب واحتجت إلى المال، فأتيت لأخذ بعض مالي فوصلت من ستة أيام إذ قبضت علي، وما أظن إلا أن بيكنهام عرف بقدومي فوشى بي للورد بأني مدموغة وأغراه بي فانخدع له وأخذني، وفي عزمه أن يرسلني بعد غد إلى المنفى بين المومسات حيث أفقد شرفي وحرمتي، وأي سبب أعظم من هذا أحب عليه الموت؟ فأعطني الجارحة أقتل بها نفسي، فلا خير في الحياة بعد ذلك ... وما أتمت كلامها حتى سقطت كالواهية القوى بين يدي فلتون، فضمها إلى صدره وقد أسكرته خمرة الهوى وثارت به سورة الغيرة والغيظ، فقال: لا تموتين، بل تحيين مصونة كريمة لتنتقمي من أعدائك، فدفعته عنها بلطف وقالت: الموت ولا العار يا فلتون، فلا تبخل علي به. قال: لا، بل تعيشين قاهرة ظافرة. قالت: أخشى عليك يا فلتون أن يلحقك بي بعض المكروه، فدعني أموت. قال: إذن نموت معا، ثم أهوى عليها يقبلها وهو ثمل بخمرة الحب. وإذا بالباب يقرع، فأفلتت ميلادي من يديه وقالت: لقد سمعونا فقد هلكنا. قال: لا تخافي، فإنما هو الحارس ينبهني، فلا بأس علينا. قالت: إذن فاذهب وافتح الباب. فذهب وإذا بالحارس يقول له: سمعتك تصيح يا مولاي فهممت بفتح الباب فوجدته مقفلا، فقرعت ودعوت رفيقي لأرى ما أصابك فأوجب صياحك. وعلمت ميلادي أن لا خلاص لها إلا بفلتون ولا خلاص لفلتون إلا بها، فوثبت إلى الجارحة وقالت: دعني أموت، فلماذا تمنعني؟ فصاح الفتى بها مرعوبا، وكان اللورد قد سمع الضوضاء فخرج متفضلا وهو متأبط سيفه حتى وقف بالباب وقال لفلتون: دعها ولا تخش عليها، فهي غادرة ماكرة ولا جسارة لها على قتل نفسها. فعلمت ميلادي أن لا خلاص لها إذا لم تر فلتون طرفا من شجاعتها، فقالت: كذبت يا لورد، فإن الشجاعة عندي، ثم ضربت نفسها وهي لا تقصد القتل، فجاءت الضربة على جنبها فخرقت الثوب وشقت الجلد قليلا، فسال دمها حتى صبغ رداءها وسقطت صرعى. فأسرع إليها فلتون وأخذ الجارحة من يدها وقال: أرأيت يا لورد كيف أن امرأة قتلت نفسها وهي تحت حراستي؟ قال: لا تخش عليها، فإن الشيطان لا يموت، فاذهب وانتظرني في غرفتي. قال: نعم ولكن ... قال: اذهب ولا تقف. فدس الجارحة في حزامه وخرج. ودعا اللورد بالخادمة وقال لها: استوصي بها خيرا. ثم خرج فأرسل رسولا يدعو الطبيب.
অজানা পৃষ্ঠা