قال الكاردينال بحدة: «لم تروها! إذن فقد فعلتم خيرا بالدفاع عن سيدة. وأنا، بالصدفة، في طريقي إلى فندق برج الحمام الأحمر، وسأتحقق من أقوالكم.»
قال آثوس مزهوا: «سبق أن قلت لسيادتك إننا رجال! نحن لا نكذب لكي نحمي أنفسنا.»
قال الكاردينال: «رباه! أنا لا أرتاب في كلامكم لحظة واحدة، ولكن هل كانت هذه السيدة وحدها؟» «لا، على ما يبدو أن شخصا ما قد زارها، ولكنه، رغم الضوضاء، لم يظهر. وعلى ذلك، فمن المؤكد أنه جبان.»
قال الكاردينال: «لا تتسرع في الحكم! اتبعوني.»
وفي دقائق وصلوا إلى فندق برج الحمام الأحمر، وبالقرب من الباب، أمر الكاردينال خادمه والفرسان بالتوقف، وتقدم بعد ذلك، من باب جانبي، وطرق ثلاث طرقات بطريقة خاصة، فخرج رجل يرتدي معطفا فضفاضا، وتحدث إلى الكاردينال لبضع لحظات، ثم قفز فوق حصانه الذي كان منتظرا هناك، وانطلق به.
قال الكاردينال بعد انصراف ذلك الفارس الغريب: «اقتربوا، يا سادة. لقد نطقتم بالصدق، ولن يكون خطئي، إذا كانت نتائج اجتماعنا في هذا المساء في غير صالحكم، في يوم من الأيام.»
ترجل الكاردينال وأمر الآخرين بأن يفعلوا مثله، ثم سلم عنان فرسه لخادمه، وربط الفرسان الثلاثة أعنة خيولهم في السياج.
من الجلي أن صاحب الفندق، الذي جاء إلى الباب بنفسه، كان يتوقع مجيء ضابط، ولكنه لم يكن يعرف من هو.
سأله الكاردينال: «هل عندك حجرة بمدفأة في الدور الأرضي، ليبيت فيها هؤلاء السادة ويستمتعوا بالدفء؟»
انحنى صاحب الفندق، وقادهم إلى حجرة فسيحة استبدل فيها بالموقد الحديدي القديم، موقد آخر كبير تضطرم بداخله نار.
অজানা পৃষ্ঠা