لا تترك ذلك الرجل؛ إذ لو تركته، فأنت تعرف أن يدي تمتد إلى مسافة بعيدة، وأنك ستدفع الثمن غاليا نظير المائة لويس، التي أخذتها مني.
لم يكن بالخطاب توقيع، إلا أنه لم يكن ثمة شك في أن المرسل هو ميلادي. طوى دارتانيان هذا الخطاب ووضعه بعناية في جيبه، إذ هو دليل مادي قوي لإدانتها.
استدار دارتانيان نحو الرجل الجريح، ومد إليه يده قائلا: «هيا، لا يمكنني أن أدعك هنا بحالتك هذه. اتكئ على ذراعي، وهيا بنا نعد إلى المعسكر.»
جثا الرجل على ركبتيه، وانحنى ليقبل قدمي دارتانيان، متوسلا إليه: «أشفق علي! إنك ستعود بي إلى المعسكر ليشنقوني! دعني أمت هنا! رحماك بي!»
قال دارتانيان غاضبا من فرط جبن الرجل: «انهض؛ فقد حصلت على وعدي. للمرة الثانية، سأبقي على حياتك.»
وصل الحارس الآخر إلى المعسكر بسلام، وأعلن عن موت الأربعة الآخرين من فريقه؛ ولذا فقد دهش من بالمعسكر دهشة بالغة، وابتهجوا عندما شاهدوا دارتانيان يعود سليما معافى.
حكى دارتانيان أنهم هاجموا العدو فيما بعد للحصول على مزيد من المعلومات، وأن العدو تمكن من قتل اثنين، وجرح الجندي الذي عاد معه.
أثنى الجيش كله على دارتانيان ثناء عظيما، ولم يكن ثمة حديث طوال ذلك اليوم إلا في هذا الموضوع. وحتى دوق دورليان، امتدحه بحرارة بعد أن سمع تقريره.
والآن، وقد قتل أحد أعداء دارتانيان، وصار كل هم عدوه الآخر هو أن يكون في خدمة دارتانيان، أحس هذا الأخير براحة بال عظيمة.
وقد أثبتت راحة البال هذه، أن دارتانيان أساء الحكم على ميلادي.
অজানা পৃষ্ঠা