أدرك دارتانيان شكوكهم فيه، فقال: «جربوني، يا سادة، وسأثبت لكم أنني لن أبرح هذا المكان مهزوما.»
سأله آثوس بإعجاب: «يا لك من شجاع! ما اسمك؟» «دارتانيان، يا سيدي.»
صاح آثوس قائلا: «حسن، يا بورثوس، ويا أراميس، ويا دارتانيان، فلنصمد.»
صاح جوساك غاضبا: «هيا، يا سادة، هل قررتم ما ستفعلون؟»
أجاب أراميس رافعا قبعته بإحدى يديه، ومشهرا سيفه بالأخرى: «أجل، نحن موشكون على أن يكون لنا شرف مواجهتكم.»
صاح جوساك: «هكذا! إذن فأنتم مصممون؛ أليس كذلك؟»
انقض الحراس الخمسة بوحشية على الفرسان الثلاثة، ومعهم دارتانيان.
لم يستغرق القتال إلا وقتا قصيرا، فكان سريعا وضاريا، إلا أنه سرعان ما اكتشف دارتانيان أنه ند لأي من الحراس. ولم يمض وقت طويل، حتى قتل أحد الحراس، وجرح ثلاثة آخرون بجروح بالغة، فلم يستطيعوا مواصلة القتال. فلما رأى الحارس الباقي نفسه وحيدا أمام أربعة فرسان، كسر سيفه على ركبته ليتحاشى الاستسلام.
تحترم الشجاعة دائما في أي مكان، حتى لدى العدو نفسه، فحيا الفرسان الحارس الباقي بسيوفهم، وأعادوها إلى أغمادها، وحذا دارتانيان حذوهم. وبعد ذلك، بمساعدة ذلك الحارس، نقلوا الجرحى إلى باب القصر، ودقوا الجرس.
انصرف الأربعة الظافرون مشهرين سيوفهم، مبتهجين ميممين شطر مقر السيد دي تريفي. وكانوا يغنون وهم يسيرون، وقد تأبط كل منهم ذراع الآخر، شاغلين الشارع كله. وانضم إليهم كل فارس التقوه، حتى كونوا في النهاية مسيرة انتصار. وامتلأ دارتانيان فرحا وهو يسير فخورا بين آثوس وبورثوس.
অজানা পৃষ্ঠা