ومن سوء حظ الشاب المتعجل أنه تصادف أن كان بورثوس يتحدث إلى جندي الحراسة الواقف عند مدخل الشارع. وكانت بينهما مسافة تسمح بمرور شخص، وبطبيعة الحال، لم يتردد دارتانيان في أن يمر مندفعا بينهما. ولما هم بأن يفعل، أطارت قوة اندفاعه معطف بورثوس الطويل المصنوع من القطيفة. وبدلا من أن يكون دارتانيان حرا طليقا في الشارع، وجد نفسه مشتبكا في أطواء المعطف الطويلة. وكان بورثوس ممسكا به بشدة، وجذبه نحوه جذبة قوية، فكانت نتيجة هذه الجذبة المفاجئة، أن أدارت دارتانيان وطوته أكثر داخل المعطف.
وطفق بورثوس يسبه غاضبا، ورغم ذلك، فما برح يقبض بقوة على المعطف، على حين يحاول الشاب الغسقوني الغاضب مثله، والمشتبك في الأطواء، تخليص نفسه.
تذكر دارتانيان حمالة السيف الجميلة، وكان يتوق بنوع خاص إلى عدم إتلاف بريق الذهب المتألق، إلا أن مفاجأة كانت في انتظاره؛ فعندما فتح عينيه وجد نفسه ينظر إلى نقطة بين كتفي بورثوس الضخمتين؛ أي إلى الحمالة ، على مسافة سنتيمترات من أنفه، فوجد عجبا.
يا للهول! إن الحمالة التي تتألق بالذهب من الأمام، لم تكن سوى جلد بسيط من الخلف. لم يستطع بورثوس ذو المجد الزائف، أن يشتري حمالة سيف مطرزة كلها بالذهب، فحصل على حمالة مطرز نصفها من الأمام ليظهره للعالم المعجب. وهكذا انكشفت حقيقة الاعتذار بالبرد، مع الحاجة المزعومة إلى المعطف.
وإذ كان بورثوس في حالة غضب عارم، قام بحركة ليندفع خلف دارتانيان، الذي كان يعدو بسرعة.
صاح الأخير، قائلا: «حالا، حالا عندما لا تكون مرتديا معطفك!» «إذن، فموعدنا الساعة الواحدة خلف قصر لوكسمبورغ.»
صاح دارتانيان وهو يدور عند ناصية الشارع: «حسن جدا، في الساعة الواحدة.»
رغم ذلك لم يتمكن دارتانيان من رؤية الرجل المجهول، في أية جهة. وسأل دارتانيان كل مار ولكن دون جدوى.
الفصل التاسع
منديل أراميس
অজানা পৃষ্ঠা