وأضاف قائلا: «يجب أن تحافظ على ما معك من نقود مهما يكن المبلغ الذي بحوزتك ضخما. وسأكتب خطابا لمدير الأكاديمية الملكية، وسيقبلك غدا دون أية نفقات أو أعباء. لا ترفض هذه الخدمة البسيطة؛ فأحيانا يطلبها رجال نبلاء المولد، كما يطلبها أغنى الرجال دون استطاعتهم الحصول عليها! ستتعلم ركوب الخيل، واستخدام السيف، وكيف تسلك وسط المجتمع، وستتخذ أصدقاء تحتاج إليهم وترغب فيهم. ويمكنك أن تأتي لزيارتي بين الفينة والفينة، لتخبرني كيف تسير، ولتعلمني ما إذا كان بوسعي أن أكون ذا فائدة لك.»
قال دارتانيان: «يؤسفني، يا سيدي، أن أقول كم يحزنني ضياع خطاب التوصية الذي أعطانيه أبي لأقدمه لك.»
قال السيد دي تريفي: «يدهشني كثيرا أنك تتكبد مثل هذه الرحلة الطويلة بدون مثل ذلك الخطاب الضروري لنا، نحن الغسقونيين المساكين.» «كان معي، يا سيدي، ولكنه سرق مني.»
وحكى دارتانيان بعد ذلك ما حدث له في ميونغ، ووصف الرجل المجهول بدقة وصدق أمتعا السيد دي تريفي.
قال السيد دي تريفي بعد تفكير عميق: «هذا كله غريب جدا. أقلت إنك ذكرت اسمي؟» «أجل، يا سيدي، يقينا اقترفت ذلك الخطأ، ولكن لم لا أفعل ذلك؟ فاسم مثل اسمك حماية لي في طريقي.»
قال السيد دي تريفي: «أخبرني، هل بوجنة ذلك الرجل أثر لجرح صغير؟» «أجل.» «وهل هو قبيح الطلعة؟» «أجل.» «وفارع الطول؟» «نعم.» «ذو بشرة باهتة، وشعر بني اللون؟» «نعم، نعم، هو ذاك. كيف عرفت ذلك الرجل، يا سيدي؟ أقسم إن عثرت عليه مرة أخرى، وسأعثر عليه، أن ...»
قاطعه السيد دي تريفي بقوله: «هل كان ينتظر سيدة؟» «أجل، وانصرف مباشرة بعد أن تحدث معها.» «أتعرف موضوع حديثهما؟» «أعطاها صندوقا وأخبرها بأنه يحتوي على التعليمات، وأنها يجب ألا تفتحه حتى تصل إلى إنجلترا.» «هل كانت سيدة إنجليزية؟» «كان يخاطبها بقوله ميلادي.»
ردد السيد دي تريفي: «إنه هو، لا بد أنه هو. ظننته في بلجيكا.»
صاح دارتانيان قائلا: «أي سيدي، إن كنت تعرف من هو ذلك الرجل فأخبرني؛ إذ إن ما أريده، قبل كل شيء، هو أن أعاقبه.»
قال السيد دي تريفي: «احذر، أيها الشاب! وإن رأيته قادما على أحد جوانب الطريق، فاذهب إلى الجانب الآخر. لا تلق بنفسك على مثل هذه الصخرة الوعرة!»
অজানা পৃষ্ঠা