كف عن الكفر. وإذا أسقط القتل والقتال مع الإصرار على الكفر لأجل الجزية، وليس فيها إلا صلاح الدنيا، جاز أن تضاف عقوبة القتل والقتال إلى إفساد أمر الدنيا دون مجرد الكفر. وإذا تأمل المنصف وضع الشرع في القتال والقتل، لاح [له] صحة ما قاله أبو حنيفة. وذلك أن الكفر يعم الأطفال والنساء والرجال. جعل النساء والصبيان عبيدًا وآماء. وذلك نوع تمول ومصلحة لأمر الدنيا. وكف عن الرهبان والمشايخ لقصورهم عن القتال الذي هو إفساد. وإذا بذل الرجال الجزية كف عنهم القتل والقتال، لكونها من مصالح الدنيا، مع قيام عين الكفر فيهم.
٢٣ - روى أبو بكر الصديق عن النبي صلعم قال: لا يدخل الجنة بخيل ولا خائن ولا سيء الملكة؛ يعني -والله أعلم -المسيء إلى رقيقه وبهائمه بمنع ما يجب لهم أو تأديبهم بما لا يطيقونه من الجذم. ويدل على هذا اهتمامه صلعم عند الموت: الصلاة! الصلاة! أوصيكم بما ملكت أيمانكم خيرًا.
٢٤ - ركب أبو عبيد الله كاتب المهدي الدين يصاف مرتعيا بباب الطاق التي فيها مولدي، فعرض له في طريقه معاذ بن مسلم وخالد بن برمك، فترجل له معاذ، ولم يفعل ذلك خالد؛ فحقدها أبو عبيد الله في نفسه.
1 / 37