حديث مورق
[16] حدثنا أبو بكر الشافعي ، حدثني محمد بن بشر بن مطر ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ، وسليمان بن يزيد ، عن المفضل بن فضالة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، حدثنا أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان فيمن سلف من الأمم رجل يقال له : مورق ، وكان متعبدا ، فبينما هو قائم في صلاته إذ ذكر النساء ، فاشتهاهن ، وانتشر حتى قطع صلاته ، فغضب فأخذ قوسه فقطع وترها وعقده بخصيتيه ، وشده إلى عقبيه ، ثم مد رجليه فانتزعهما ، ثم أخذ طمريه ونعليه حتى أتى أرضا لا أنيس بها ولا وحش ، فاتخذ عريشا ، ثم جعل يصلي ، فجعل كلما أصبح انصدعت له الأرض ، فخرج له خارج منها معه طعام في إناء ، فأكله حتى شبع ، ثم يدخل فيخرج له خارج بإناء فيه شراب فيشرب حتى يروى ، ثم يدخل وتلتئم الأرض ، فإذا أمسى فعل مثل ذلك ، ومر أناس قريبا منه ، فأتاه رجلان من القوم ، فمرا عليه من تحت الليل ، فسألاه عن قصدهما ، فمد لهما بيده ، وقال : هذا قصدكما حيث تريدان ، فسارا غير بعيد ، ثم قالا أحدهما لصاحبه : ما يسكن هذا الرجل ها هنا أرضا لا أنيس بها ولا وحش ، لو رجعنا حتى نعلم علمه حقا له ، فقالا له : يا عبد الله ، ما يقيمك ها هنا بأرض لا أنيس بها ولا وحش ؟ قال : امضيا لشأنكما ودعاني . فأبيا وألحا عليه ، قال : فإني مخبركما على أن من كتمه منكما أكرمه الله في الدنيا والآخرة ، ومن أظهر علي منكما أهانه الله في الدنيا والآخرة . قالا : نعم . قال : انزلا . فلما أصبحا خرج من الأرض مثل الذي كان يخرج من الطعام ومثلاه معه ، حتى أكلوا وشبعوا ، ثم دخل فأخرج إليهم شرابا في إناء مثل الذي كان يخرج إليه كل يوم ومثليه معه ، فشربوا حتى رووا ، ثم دخل فالتأمت الأرض ، فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال : ما يعجلنا هذا الطعام والشراب ، وقد علمنا سمتنا في الأرض ، امكث إلى العشي فمكثا ، فخرج إليهما بالعشي من الطعام والشراب مثل الذي خرج أول النهار ، فقال أحدهما لصاحبه : امكث بنا حتى نصبح ، فمكثا ، فلما أصبحا خرج إليهما مثل ذلك ، ثم ركبا فانطلقا ، فأما أحدهما فلزم باب الملك حتى كان من خاصته وسماره ، وأما الآخر فأقبل على تجارته وعمله ، وكان ذلك الملك لا يكذب أحد في زمانه من أهل مملكته كذبة فعرف إلا صلبه ، فبينا هو ليلة في السمر يحدثونه مما رأوا من العجائب ، أنشأ ذلك الرجل ، فحدث الملك فقال : ما سمعت بأعجب منه قط ، فحدث فقال : لأحدثنك أيها الملك ، فحدثه بحديث الرجل الذي رأى من أمره ، فقال الملك : ما سمعت بكذب قط أعظم من هذا ، والله لتأتين على ما قلت ببينة أو لأصلبنك . قال : بينتي فلان . قال : رضا ، إيتوني به ، فلما أتاه ، فقال الملك : إن هذا حدثني أنكما مررتما برجل من أمره كذا وكذا ، فقال الرجل : أيها الملك ، ولست تعلم أن هذا كذب ، وهذا ما لا يكون لو حدثتك بهذا كان عليك في الحق أن تصلبني قال : صدقت وبررت " قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فأدخل الذي كتم عليه في خاصته وسمره ، وأمر بالآخر فصلب " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فأما الذي كتم عليه منهما فأكرمه الله في الدنيا والآخرة " ثم نظر إلى ثمامة بن عبد الله بن أنس فقال : يا أبا المثنى ، سمعت جدك يحدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم *
পৃষ্ঠা ৪০