أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة
أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة
প্রকাশক
جامعة المدينة العالمية
জনগুলি
كذلك جاء رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب، فقال لغلام له قصاب: اجعل لي طعامًا يكفي خمسة، فإني أريد أن أدعو النبي ﷺ خامس خمسة، فإنّي قد عرفت في وجهه الجوع، فدعاهم، فجاء معهم رجل، فقال النبي ﷺ لصاحب الدعوة: «إن هذا قد تبعنا، فإن شئت أن تأذن له فأذن له، وإن شئت أن يرجع رجع، فقال الأنصاري: لا، بل أذنت له».
وكذلك كان من عادته ﷺ مع أصحابه أنه يقبل معذرة المسيء، ولا يجابه أحدًا بما يكره، وإذا بلغه عن أحدٍ شيء يكرهه، نبّه على خطئه بقوله: ما بال أقوام يفعلون كذا، دون أن يذكر اسمه، ولم يكن يحب أن يقوم له أحد، وكان يجلس حيث انتهى به المجلس، وينزل إلى أسواقهم فيرشدهم إلى الأمانة، وينهاهم عن الخداع والغش في المعاملات.
وكان من عادته ﷺ أن يبشّ إلى كلِّ من يجلس إليه، حتى يظن أنه أحب أصحابه إلى قلبه، ويقرّب إليه ذوي السبق في الإسلام والجهاد، ولو كانوا غمار الناس، ويستشر أولي الرأي فيما هو من شئون السياسة أو الحرب، أو أمور الدنيا، وينزل عند آرائهم ولو خالفت رأيه، كما حصل في معركة بدر وغيرها.
الرسول المعلم ﷺ:
حياة الرسول ﷺ كلها إرشاد وهداية وتعليم، وخاصَّة ما كان من أقواله ﵊، التي قصد بها التشريع والهداية.
«جاء رجل إلى النبي ﷺ يريد الجهاد، فقال: أحيّ والداك؟ فقال: نعم، فقال له الرسول ﷺ: ففيهما فجاهد»، كذلك قبّل رسول الله ﷺ الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس جالس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: «مَنْ لا يرحم لا يرحم».
1 / 202