عاد حاجب المحكمة إلى قاعة المحكمة وأعلن أن جاستين مذنبة! شعرت باليأس الشديد، وحكم على جاستين أن تقضي بقية عمرها في السجن. انهارت إليزابيث إلى جانبي وأجهشت بالبكاء. ولم أدخر جهدا كي أواسيها على الرغم من الألم الذي يجيش بصدري.
كان كل هذا خطئي أنا! ويدي - ليس سواها - هي التي صنعت هذا المسخ. ولم أستطع أن أوقف ذهني عن تقليب هذه الذكريات البشعة مرارا وتكرارا. ماذا لو لم تكن هذه الحادثة هي آخر الأفعال الشريرة التي يرتكبها المسخ؟ ماذا لو أن ويليام وجاستين هما أول ضحاياه؟
أنا حي طليق وأخي ميت وجاستين في السجن. ما من شيء من شأنه أن يزيل الألم الذي يجيش في نفسي؛ فرغبتي العمياء في الوصول إلى اكتشاف عظيم كان ثمنها غاليا للغاية. وبدلا من أن أجد أملا في عملي، لا أشعر بشيء الآن سوى الحزن.
تركت أحداث الأسابيع القليلة الماضية آثارها السيئة على جسدي الواهن أصلا. ولم يستطع شيء أن يفصلني عن حزني العميق سوى حديث طويل مع أبي.
قال أبي بعد ظهر أحد الأيام عندما رآني جالسا في أحد الأركان أحدق عبر النافذة: «يا بني، لم يحب أحد طفله بالقدر الذي أحببت به أخاك، لكننا لا يمكن أن نقضي كل أيامنا نحدق في جمود عبر النافذة. كلنا حزانى. ينبغي أن تكون نافعا لكل من جاستين وأخيك، فبدون هذا لن ينفع أي رجل مجتمعه.»
كان أبي على حق، لكن كلماته لم تعن الكثير لي.
قررنا أن نقضي بعض الوقت في منزلنا الصيفي في بيليريف، إذ كان غلق أبواب المدينة في وقت مبكر من المساء يشعرني بأنني حبيس. وسعدت بوجودي في الريف وبالقدرة على التجوال بحرية.
كنت أترك المنزل معظم الليالي وأفراد أسرتي نائمون. كنت آخذ القارب وأقضي ساعات عديدة في الماء. أحيانا كنت أترك الشراع مرفوعا وأشق طريقي بوجهة معينة، لكنني في معظم الأحيان كنت أترك المياه لتحمل القارب إلى حيث تشاء، وأستلقي في قاعه وأحدق في النجوم، فكان جمال السماء البسيط يحملني على البكاء. كنت أبكي بصوت مرتفع عالما أنه ما من أحد سيسمعني أو يراني سوى الضفادع والأسماك.
عشت في خوف طيلة الوقت لمعرفتي أن المسخ لا يزال على قيد الحياة. ماذا لو فعل شيئا آخر؟ كيف سأحترم ذاتي؟ ماذا لو آذى شخصا آخر أحبه؟ أثارت هذه الفكرة غضبي بشدة فصررت بأسناني وصرخت بأعلى صوتي.
في تلك اللحظات كل ما كان يشغلني هو حرمان ذلك المسخ من الحياة التي وهبته إياها. لو استطعت أن أعيد عالمي إلى الحالة التي كان عليها قبل أن أجري تجاربي، لعلي كنت أستطيع أن أصلح الأمور مرة أخرى. كانت الأفكار التي تشغلني حينها أفكارا شريرة. لكن أيهما أسوأ؟ صنعه أم قتله لمنع وقوع المزيد من الأمور السيئة؟ لقد كانت معضلة أخلاقية من الدرجة الأولى.
অজানা পৃষ্ঠা