Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University
أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة
প্রকাশক
جامعة المدينة العالمية
জনগুলি
ولقد شبّه الرسول ﷺ مَن يَعِظ غيره ولا يَتّعظ بمن يكون كالسراج: يُضئ للناس ويُحرق نفْسَه.
فعن جُندب بن عبد الله ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَل العالِم الذي يُعلِّم الناسَ الخيْر ولا يعمل به، كمَثَل السِّراج يُضئ للناس ويُحرِق نفْسَه»، رواه الطبراني.
وعن أنس بن مالك ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «مررتُ ليلة أُسْرِي بي على قوم تُقرَض شِفاهُهم وألسنتُهم بمقاريض من نارٍ، قلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خُطباء أمّتك الذين يأمرون الناس بالبِرّ وينْسَوْن أنْفسَهم»، رواه ابن حبان.
وعن أسامة بن زيد بن حارثة ﵁، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «يُؤتَى بالرّجُل يوم القيامة، فيُلقَى في النار، فتندلِق أقتاب بطنه -أي: تخرج أمعاؤه-، فيدور بها كما يدور الحمار في الرّحَى. فيجتمع عليه أهل النار، فيقولون: يا فلان مالَك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهَى عن المنكر؟ فيقول: بلَى، قد كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتية»، متفق عليه.
وممّا تجدر ملاحظته: أنّ الداعية قد يأمر ويحثّ على فعل خير وليس في استطاعته القيام به؛ فهذا لا حرج عليه، كمَن يدعو إلى الجهاد في سبيل الله، وتمْنعه من المشاركة عاهة أو كِبَر سنّ، أو كمَن يحثّ الأغنياء بدفْع زكاة أموالهم، وهو لا يَملك نصابًا. أمّا الجرم الأكبر: أن يقترف المنكرات، وهو يعلم حرمتها.
فعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله يعافي الأمِّيِّين يوم القيامة ما لا يُعافي العلماء»، ابن كثير.
1 / 285