اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة
اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
مصححة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م (بيت المقدس / فلسطين)
জনগুলি
٥. لا تعارض بين قول النبي ﷺ: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) رواه مسلم، وبين قوله ﷺ: (كل بدعة ضلالة)، فإنه لا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب قولًا آخر له ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله ﷺ أبدًا وبيان دفع التعارض بين الحديثين أن الرسول ﷺ يقول: (من سن في الإسلام) والبدع ليست من الإسلام، ويقول: (حسنة) والبدعة ليست بحسنة وفرق بين السن والابتداع.
ويمكن أن يقال إن معنى قوله ﷺ: (من سن) أي من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها وعلى هذا فيكون " السن " إضافيًا نسبيًا كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت.
ويمكن أن يقال أيضًا إن سبب ورود الحديث: (من سن) وهو قصة النفر الذين وفدوا على النبي ﷺ وكانوا في حالة شديدة من الضيق فدعا النبي ﷺ إلى التبرع لهم فجاء رجل من الأنصار بصرة من فضة كادت تثقل يده فوضعها بين يدي الرسول ﷺ، فجعل وجه النبي ﷺ يتهلل من الفرح والسرور وقال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) فهنا يكون معنى " السن " سن العمل تنفيذًا وليس سن العمل تشريعًا فصار معنى (من سن في الإسلام سنة حسنة) من عمل بها تنفيذًا لا تشريعًا لأن التشريع ممنوع (١).
وأما الجواب عن تسمية ابن عمر لصلاة الضحى جماعةً بدعة فيقال: (إنما أنكر ابن عمر ملازمتها وإظهارها في المسجد وصلاتها جماعةً لا أنها مخالفة للسنة فصلاة الضحى ثابتة في السنة لا شك في ذلك ولا ريب (٢).
(١) المصدر السابق ص ١٨ - ٢٠ بتصرف.
(٢) فتح الباري ٣/ ٢٩٥، وانظر شرح النووي على صحيح مسلم ٢/ ٣٤٣، ٣/ ٣٨٢.
1 / 42