129

فن السيرة

فن السيرة

প্রকাশক

دار الثقافة

সংস্করণের সংখ্যা

٢

জনগুলি

وأميرهم؛ وأهل بلده يداخلون الأمير على التسليم سرًا. ولمواجهة هذه الاتهامات الكثيرة، كان لابد للأمير عبد الله من أن يقص القصة كما يعرفها مخلصًا، بعيدًا عن التزيد، موضحًا ما تلبس بسيرته من إشاعات، نثرها المغرضون وأهل الأهواء، فهو يقول في موضع من كتابه: " ولم نعتقد في أمر المرابطين؟ يعلم الله ذلك؟ صدهم عن جهاد، ولا تضافرًا مع أحد عليهم، ولا أردت بهم شيئًا من مساءة نسبت إلينا، أكثر من أني جزعت الجزع الشديد مما تقدم ذكره من تلك المعاني التي أبصرتها، وما جرى على ابن رشيق، مع هلعي لذلك وتمكن السوداء مني، وسوء الظن من معاينة اليقين فقلت: ما دام تلتقي الفئتان، نخشى حملة السيل على هذه المدينة، فتحصينها أولى، ولن يضر ذلك. فمتى دعاني أمير المسلمين إلى إعطاء عسكر أو مال اتو ما أشبه ذلك، مما يجب من مشاركته وإنجاده، لم نتأخر عنه ... غير أني متى دعاني إلى الخروج إليه بنفسي، نعتذر وندافع ذلك جهدي، فعسى أن يتركني ويقبل عذري، ومتى لم يقبل عذرًا، نعلم أنه يريد إخراج أمري إلى حدود الفعل، فهو إذن علي متعسف، لكلام الأعداء والكذب، فلابد لي عند ذلك من الاحتياط على مهجتي والتحصين على نفسي، ونجعله إذ ذاك كسائر من يريد إخراجي من السلاطين، ولي معه الله، إذ لم أنو به سوءًا، ولا واسيت عليه أحدًا، ولا صددته عن جهاده " (١) .

(١) مذكرات الأمير عبد الله: ١٢١.

1 / 131