ফিতনা কুবরা: আলী ও তার সন্তানরা
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
জনগুলি
وبعض المؤرخين يزعم أن جعدة بنت الأشعث بن قيس زوج الحسن هي التي اختارها معاوية لتدس السم للحسن في بعض شرابه أو طعامه، ورشاها في ذلك بمائة ألف دينار، ومنهم من يزعم أنه وعدها بأن يتخذها لنفسه زوجا، فلما مات الحسن وفى لها معاوية بالمال وكره أن يتزوجها، مخافة أن تفعل به ما فعلت بالحسن، والتكلف في هذه الرواية ظاهر، ذهب بها أصحابه إلى ما عرف من كيد الأشعث بن قيس لعلي فأرادوا أن تكون ابنته هي التي كادت للحسن حتى أوردته الموت.
وبعض المؤرخين يرون أن معاوية لم يبعد في الاختيار بين زوجات الحسن، وإنما اختار لسمه قرشية هي هند بنت سهيل بن عمرو، ذلك الذي سفر عن قريش إلى النبي في صلح الحديبية.
ولست أقطع بأن معاوية قد دس إلى الحسن من سمه، ولكني لا أقطع كذلك بأنه لم يفعل، فقد عرف الموت بالسم في أيام معاوية على نحو غريب مريب، مات الأشتر - فيما يقول المؤرخون - مسموما في طريقه إلى ولاية مصر، فخلصت مصر لمعاوية، وقال معاوية وعمرو: «إن لله لجندا من عسل.» ومات عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مسموما بحمص في خبر طويل، ومات الحسن بين هذين الرجلين مسموما كذلك في أكبر الظن، وخلصت الخلافة لمعاوية وابنه يزيد.
وما ينبغي أن يذكر أمر الحسين بن علي، فإن الحسين لم يكن قد نصب نفسه للبيعة ولم يكن إماما للمسلمين، ولم يكن معاوية قد صالحه ولا وعده ولا شرط له، ومع ذلك فقد هم معاوية أن ينحي الحسين عن مكانه شيئا لتخلص له الطريق من ابني فاطمة وسبطي النبي، فقال ذات يوم لعبد الله بن عباس ممازحا وهو يريد الجد: «أنت سيد قومك بعد الحسن.» ولكن عبد الله بن عباس لم ينخدع له وإنما أجابه في صرامة: «أما وأبو عبد الله حي فلا.»
ومع ذلك فلم يتردد معاوية - كما سترى - في أن يبايع بولاية العهد لابنه يزيد، وأكره الحسين كما أكره غيره من شباب المهاجرين على أن يسكتوا عن هذه البيعة، التي كانوا ينكرونها في أنفسهم أشد الإنكار.
ومهما يكن من شيء فقد صارت رياسة الشيعة إلى أبي عبد الله الحسين بن علي - رحمه الله - بعد وفاة أخيه.
الفصل السادس والأربعون
وكان الاختلاف بين هذين الأخوين في الطبع والمزاج والسيرة شديدا، كان الحسن كما رأيت صاحب أناة ورفق، كرها إليه الحرب وسفك الدماء وحملاه على أن يؤثر السلم ويترك خلافة تكلفه مثل ما كلفت أباه من أهوال الحرب.
وكان الحسين كأبيه صارما في الحق لا يحب الرفق ولا الهوادة ولا التسامح فيما لا ينبغي التسامح فيه، كره صلح أخيه وهم أن يعارض؛ فأنذره أخوه بأن يشده في الحديد حتى يتم الصلح.
وكان الحسين يعيب الصلح لأنه إنكار لسيرة أبيه، ثم لم يكن الحسين مزواجا مطلاقا، ولم يكن ميسرا على نفسه في أمر الدنيا، ولا متبسطا في الحديث، ولا متحببا إلى الناس، وإنما كان صارما على نفسه صارما على غيره، يتجرع مرارة الصبر على ما لا يحب، رأى الوفاء لأخيه حقا عليه فوفى له وأطاعه كما أطاع أباه من قبله، وما أشك في أنه أثناء هذه السنين التي قضاها في المدينة بعد صلح أخيه، كان يتحرق تشوقا إلى الفرصة التي تتيح له استئناف الجهاد من حيث تركه أبوه، وقد أتيحت له هذه الفرصة شيئا ما حين صارت إليه رياسة الشيعة، وأقول: شيئا ما؛ لأن الفرصة لم تتح له كاملة، فقد أصبح سيد قومه ورئيس حزبه، ولكنه بايع معاوية وما كان له أن ينقض بيعته أو ينحرف عما أعطى على نفسه من العهد والميثاق.
অজানা পৃষ্ঠা