قال محمد بن يحيى عليه السلام: هذه نزلت في اليهود لما حاربوا النبي صلى الله عليه وتظاهروا عليه [ووالوا](1) عدوه فلما حاصرهم صلى الله عليه وحاربهم أذلهم الله وأنزلهم كما قال من صياصهم وهو الإذلال لهم والإرغام والقهر غير طائعين فكان إنزاله لهم من عزهم إرغاما وإنما اشتقت الصياصي من النواصي لأنه إذا أخذ بناصية الإنسان فقد بلغ ذله، وكذلك هؤلاء هدم عزهم وأذل خدودهم بالقهر لهم فأذهب بذلك نخوتهم وفرق أمرهم، وقد قيل: إن الصياصي الحصون التي أخرجوا(2) منها وكانوا فيها وليس هذا بمخرجها ولا يجوز في اللغة لأنه لو كان اسم الحصون صياصيا لجاز أن يقال في الحصن الواحد صيصيا ولو قال ذلك قائل لخرج من المعنى فلما لم يجر على ذلك صح أنها ليست الحصون والمعنى الأول أصوب وأحسن في التأويل، والدليل على الصياصي مشتقة من النواصي أن العرب تسمى قرون الأوعال والبقر صياصي، وقد قال بعض العرب: يسمى شوامخ الجبال صياصي لعلوها وامتناعها، وقد قال الشاعر:
(3)وهم ستة شمخ الصياصي كأنها ... مجللة حو عليها البراقع
وسألت: عما روي عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال لعوف(4) بن مالك في الساعة وعلامتها من الحديث الذي ذكرت.
قال محمد بن يحيى عليه السلام: لم نسمع بهذا الحديث عنه صلى
الله عليه ولا نعرفه، وقد سمعنا في ذكر الساعة أخبارا ليس هذا منها.
[فيمن حلف أنه بريء من الله أو من رسوله إن فعل كذا ثم حنث ففعل]
وسألت: عن من حلف فقال: أنا بريء من الله، أو قال: من رسول الله إن فعلت كذا وكذا ففعله، فقلت: هل يحنث في يمينه ويجب عليه الكفارة، وإن قال عليه عهد الله لأفعلن(5) كذا وكذا، ثم لم يفعله؟
পৃষ্ঠা ৪০