بين يديه وبعيدًا -أيضًا- عن ناظريه (١)، فربما قضى بعضُ أصحابه أمامَهُ، وبإذنه (٢)، وربما عبَّر بعضهم الرؤيا بين يديه وبأمره (٣). وبين يدي عمرَ تدرَّب أبو موسى على القضاء، وتحت ناظري عمرَ تعلَّمَ وتدرَّبَ شريحٌ القاضي على أصولِ التقاضي، والفصلِ بين الخصومات. ودَرَّبَ أبو الدرداء أهلَ جامعِ دمشق على تلاوة وتجويد القرآن، وكان أهل حلقته في المسجد يزيدون عن ألفٍ وسِتِّمِائَةٍ! (٤). وعلى هذا دَرَجَ السلف الصالح فَعُرِفَ في حلقاتهم العَرِيْفُ والمعيد، وهو الذي تدرَّب على إعادة درس الشيخ بعدَه للطلبة، وقد عُنِيَ المربُّون سلفًا بتدريبِ من يربونهم بالمخالطة والمشاركة،

(١) أخرجه البخاري، رقم، (١٤٥٨) ومسلم، رقم، (١٩)، أخرجه أحمد، (١/ ١٤٩)، رقم، (١٢٨٠، ١٢٨٣)، وأبو داود، رقم، (٣٥٨٢) والترمذي، رقم، (١٣٣١) والنسائي في الكبرى، (٧/ ٤٢١) وابن ماجه، رقم، (٢٣١٠) والحاكم في المستدرك، (٤/ ٩٣) وقال الترمذي: حديث حسن، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في إرواء الغليل، (٨/ ٢٢٦)، رقم، (٢٥٠٠). (٢) أخرجه البخاري، رقم، (٣٠٤٣) ومسلم، رقم، (١٧٦٨)، أخرجه أحمد، (٤/ ٢٠٥)، رقم، (١٧٨٢٥)، والطبراني في الأوسط، (٢/ ١٦٢)، رقم، (١٥٨٣)، وفي الصغير، (١/ ٩٧)، رقم، (١٣١)، والدارقطني في السنن، (٥/ ٣٦٢)، رقم، (٤٤٥٩). (٣) في الباب حديث أخرجه البخاري، رقم، (٧٠٤٦)، ومسلم، رقم، (٢٢٦٩). (٤) غاية النهاية، (١/ ٦٠٦ - ٦٠٧).