ولا يجود الجوز الا فى البلاد الباردة المفرطة البرد التي غلب على رطوبتها لان هذا الهواء يكسر من حدة حرارته فيتحرك بذلك ويتغذى بالبرودة، واما البلاد الحارة فلا يطول مكثه فيها وينبغى اذا كبرت ان يتحفظ بها وقت تشميرها، واما فى صغرها فلا يسأل عن ذلك والجوز لا يركب فيه ولا منه، وذلك من سبب حرارته والقوة التي ذكرنا والله اعلم.
فصل فى غرس الجلوز من نواميه،
وجه العمل فيه ان توخذ النوامى من اصول الثمار ويحفر لها حفر فى عمق كل حفرة منها ثلاثة اشبار وفى طولها مثل ذلك ويجعل بين ثمرة واخرى عشرة اذرع ويكون عرضها شبرا وتمد النقلة فى اسفل الحفرة ويقلع ما بقي منها مع الكعب والكعب هو جنة الحفرة على نحو ما ذكرناه فى غرس قضيب التين، فاذا فعل ذلك بها رد التراب عليها ويرز رزا خفيفا لينزل قليلا ثم يطلق الماء عليها ولا يغفل عن سقيها وتكون ارضها ابدا رطبة غير جافة وان هى عطشت لم تنجب وينبغى ان تغرس عند مجارى الماء لانها اذا كانت بقربها تغذت منها ولم يحتج الى سقيها كل يوم وبهذا العمل تصلح وتنجب
ويوافقه من الارض الرخوة والملحفة وذلك لان هذه الارض مسامها مفتوحة فيخرقها الماء والهواء ويصل الى اصول الجلور فلذلك اختير له هذه الارض لاحتياجه الى الماء الكثير وبه يتم صلاحه ووقت غرس هذه النوامى شهر يناير
পৃষ্ঠা ৭৩