فصل فى غرس الاجاص وهو غرس النوامى ووجه العمل فيه ان تأخذ النوامى فى الحفر ثم يرد التراب عليها ولا تملا الحفر منه ولا يرزم التراب حول النوامى، لانه اذا كانت الحفر غير ممتلية بالتراب غير مدكن استقر الماء فيها وبقيت الرطوبة حولها حتى يردها سقي آخر ويجعل بين حفرة وحفرة خمسة عشر ذراعا لا اقل من ذلك، ويكون غرس هذا النامى فى شهر اكتوبر وينبغى ان يتعاهد بالسقى ولا يغفل عنها ويوافق الاجاص من الارض اللينة ويجود فيها لا سيما اذا كانت رخوة، ويكون طعمه لذيذا وكذلك يفعل فى الارض الخشنة اذا صاحبها الماء الكثير ويتناهى فى الجودة، ويعظم ثمره واذا غرس الاجاص فى الارض الحرشا المحمومة الجبلية لم يجد فيها واتى رديا محموما فالوجه فيه ما ذكرنا ان شاء الله.
صفة اخرى وهى اتخاذها من الزريعة لمن اراد استجلابه من بلد الى بلد ونحو ذلك، ووجه العمل فى ذلك ان تأخذ من ثمره ما احببت وتأكله وتخرج زريعته وتصونها حتى تلحق بالبلاد فاذا جاء وقت زراعتها وذلك فى شهر يناير ودخل عليه الوقت اخذت القصارى وجعل تراب طيب موافق لها مثل ما تقدم من تراب اللينة اللزجة والودكة الرطبة وتطيبها بشىء من الزبل البالى الرقيق منه ويزرعها فى الوقت المذكور فى تلك القصارى المعدة ويطرح عليها من الزبل شىء يسير صيانة لها عن الهواء وتتعاهد بالسقى على حسب ما تقدم لنا ذلك فى الزراريع ومن الرمان والتفاح وغيرها ويتركها كذلك عامين ثم ينقلها الى المكان الذى يريد ان يغرسها فيه ويحفر لها حفرا يكون بين حفرة واخرى خمسة عشر ذراعا وفى عمق كل حفرة ثلاثة اشبار ويمتثل بها ما قلناه من ضم التراب حولها وان لا تملأ الحفرة منه كما شرطنا وادمان السقى عليها والمواظبة به ان شاء الله
পৃষ্ঠা ৬৭