আধুনিক আরব চিন্তা: ফরাসি বিপ্লবের রাজনৈতিক ও সামাজিক দিকনির্দেশনায় তার প্রভাব
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
জনগুলি
48
وبالفعل، إننا نجد في الثورة الفرنسية تيارا قويا يأبى اعتبار الذين لا يملكون شيئا مواطنين، ويريد تجريدهم من حقوق المواطن كحق الانتخاب مثلا. وهو تيار قاومه الثائر ماراه مقاومة عنيفة كان من تأثيرها بالنتيجة أن تراجع هذا التيار واندحر. ومع ذلك، فلا شك أن حقوق الإنسان والمواطن، وإن شملت جميع المواطنين نظريا، فإن كثيرين من المواطنين لا تتهيأ لهم ممارستها كما ينبغي؛ إذ ليس يكفي أن تعلن للمواطن حريته الفكرية، مثلا، وحقه في الدعوة إلى رأيه، مع كون هذا المواطن لا يستطيع القراءة والكتابة ولا يتمتع بالطاقة الاقتصادية التي تمكنه من بث فكرته بالتأليف والطباعة؛ وبكلمة أخرى، إن الحرية السياسية والمدنية لا تتوطد ويعز شأنها ما لم توفر باليسر الاقتصادي الشامل؛ وهذا هو وجه النقص الذي حاول أن يتلمسه كاتبانا أديب إسحاق ونجيب الحداد. إلا أنهما لم يهتديا إليه صراحة، بل لمساه لمسا عابرا من طرف ربما خفي عليهما. وقد ذهب نجيب الحداد مع هوغو إلى أن الرحمة المفقودة من قلوب القضاة هي النقص الذي إذا عوض فض المشكلة أو كاد. وربما مرت هنيهات بالكاتبين كليهما طغت خلالها في نظرهما الألوان القاتمة على نظام أوروبا عامة لا فرنسا خاصة، فقررا أن الحرية فيها «اسم بلا مسمى عند القوم، وأن تكرار ذكرها في محافلهم، ورسمها في مجامعهم، هو من قبيل اللغو الساقط والتمويه والتطرئة»،
49
وأن الهمجية السوداء عند الزنوج تقابلها «الهمجية البيضاء»
50
في أوروبا؛ فكأن الثورة الفرنسية وهبات الإصلاح جميعها لم تكن، أو لم تجد فتيلا. وقد يكون مصدر هذا الإجحاف ذهابا مع عاطفة وطنية مستفزة، إلا أنه عند التأمل والتحليل يرجع إلى أن الكاتبين لم يستطيعا أن يفهما حق الفهم وجه النقص الذي ذكرناه في الحرية التي أسفرت عنها الثورة الفرنسية.
وكأنه كان على أديب إسحاق ونجيب الحداد، كما كان على فرح أنطون، أن يدعا مثل هذا المجال للدكتور شميل يخوض فيه. وقد رأينا كيف تصدى له الدكتور الشميل من غير أن يمس بمنزلة أوروبا وقيمة الثورة الفرنسية وما حققته من نهوض ورقي.
على أننا يجب ألا ننسى أن فرح أنطون وأديب إسحاق ونجيب الحداد في هذا الموقف الذي وقفوه من الثورة الفرنسية، كانوا يطمحون إلى مزيد من الإصلاح، لا إلى نقصان، وكانوا يريدون مضيا في التقدم لا رجعة، فإذا نقدوا الثورة فلأنها قصرت عما ينشدون.
أما غوستاف لوبون فقد نقد الثورة لأنها كانت في رأيه حادثا عبثا، ولو أنها لم تحدث قط لما ضاع شيء على فرنسا من نتائجها. وغوستاف لوبون كاتب مدح الحضارة العربية، فكان ذلك ممهدا لاشتهاره في البلاد العربية، فنقل أكثر كتبه إلى لغة الضاد، ومنها كتاب اسمه «روح الثورات والثورة الفرنساوية» عربه محمد عادل زعيتر. ولعله الكتاب الوحيد الذي يستطيع أن يتناوله القارئ باللغة العربية ويطلع فيه على محاولة طويلة في قدر الثورة الفرنسية؛ ذلك أن الكتب الخاصة بالثورة معدومة تقريبا في لغة الضاد. وقد تناولنا نحن سفرا يجمع بين الثورة الفرنسية ونابليون ألفه محمد صبري وجعله من باب تقرير الوقائع.
وهكذا كاد يخلو الجو لغوستاف لوبون. وتتمثل خلاصة رأيه في الثورة في هذه السطور التي حوتها مقدمة كتابه «روح الثورات ...»: «ولا ريب في نيلنا
অজানা পৃষ্ঠা