আধুনিক আরব চিন্তা: ফরাসি বিপ্লবের রাজনৈতিক ও সামাজিক দিকনির্দেশনায় তার প্রভাব
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
জনগুলি
يؤدي بنا الحديث إلى دنيس ديدرو، فإذا نحن أمام الروح المحرك لذلك العمل العظيم الذي وسم بميسم متلألئ جبين القرن الثامن عشر؛ نقصد الإنسيكلوبيديا التي ساهم فيها عدد من أعلام العصر، ولكن لم يبلغ فيها نشاط أحد منهم ما بلغه نشاط ديدرو وعناده. وكان في فرنسا قانون مطبوعات أعلن سنة 1757، يهدد بالإعدام كل كاتب أو طابع ينشر كتابا تقضي السلطات أن من شأنه «الإخلال» و«التحريض». على أن هذا الخطر وجميع الصعوبات الأخرى لم توهن عزيمة الرجل. ومن يقرأ له صرخته الممزقة احتجاجا على تشويه المراقبة لعمله في الإنسيكلوبيديا لا يملك إلا أن يرتعش إعجابا بتلك النفس الكبيرة المعذبة.
بنى ديدرو على العقل، ولكنه رأى أن التأملات العقلية المنقطعة عن الاختبارات العملية لا تغني؛ ولذلك قال: «لدينا ثلاث وسائل رئيسة: ملاحظة الطبيعة، والتأمل، والتجربة (التطبيق). أما الملاحظة فتقمش
15
الحقائق والمظاهر، والتأمل يوفق بينها، والتجربة تصدر حكما على النتيجة؛ فللتجربة (التطبيق) الكلمة الفصل في العلم».
وكان ديدرو عميق الشعور بطبيعة عصره الانقلابية، لا سيما فيما يتعلق بالعلوم. «نحن على عتبة ثورة عظيمة في العلوم.» ولعل أحدا في فرنسا لم يمثل، كما مثل ديدرو، روح الثورة الصناعية الممتدة من الجزر البريطانية إلى فرنسا عبر القناة. وكم كان اهتمامه عظيما بالآلات! كان كفرنسيس باكون الإنكليزي يحس بما سيكون لهذه المستنبطات من أثر يغير طابع الحياة؛ فكان كثيرا ما يشاهد في حوانيت النجارين، وفي مختلف أماكن العمل، يرسم الآلات بقلمه ويسجل أوصافها وخصائصها ليدخلها في الإنسيكلوبيديا.
حقا إن ديدرو كان في ميدان الفكر طليعة صريحة للطبقة الصناعية النامية في المجتمع الفرنسي إذ ذاك، وهي الطبقة التي سنرى أنها بدلت فرنسا تبديلا بثورة سنة 1789.
وكانت ثوريته حادة في جميع الآفاق التي تناولها بتفكيره. وبينما نجد أحيانا في قراءة فولتير مجرد دعوة إلى الضحك على آفات الأوضاع القائمة، نحس أبدا في ديدرو دعوة إلى العمل.
ربما لا يختلف مضمون آرائه السياسية والدينية واتجاهاته الاجتماعية عن فولتير مثلا؛ فهو في النتيجة يشجب الملكية المطلقة ويطالب بتقييدها، ويفضل العقيدة الربانية
Déisme
إن كان يفضل، ولا يسمي مواطنا إلا الذي يملك ملكا في الوطن.
অজানা পৃষ্ঠা