আধুনিক আরব চিন্তা: ফরাসি বিপ্লবের রাজনৈতিক ও সামাজিক দিকনির্দেশনায় তার প্রভাব
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
জনগুলি
نعم، أكون صدقت، ولكن ليس لي في هذه الفراسة وفي صدق التصور التصديقي أدنى فضيلة إذا رجعتم وعلمتم أن المقدمات الصحيحة هي التي تنتج النتائج الصادقة.
فمقدمات مجلس نيابي قوته المحدثة له خارجة عن محيط الأمة، والمحدث له قوة خارجة عن الأمة ومجلسها، يعارضها منافع متضادة وهدفان مختلفان؛ فمثل هذا المجلس لا قيمة له، وكما أنه لا يعيش طويلا كذلك لا يغني عن الأمة فتيلا.
سترون أن الذي سيكون نائبا عن شعب لا أعدد مصائبه ولا أنواع رزاياه، لفقدان حريته بكل معناها، هو الذي كان آلة صماء بيد تلك القوة التي عملت على وصول وطنه ومواطنيه إلى ما وصلوا إليه.
تعرفونه إذا شئتم أن تتفكروا قليلا، وإن شئتم وصفه فأنا أقول لكم: نائبكم سيكون على مقتضى ما مر من مهيئات مصركم في زمانكم هو ذلك الوجيه الذي امتص مال الفلاح بكل مساعيه، ذلك الجبان البعيد عن مناهضة الحكام الذين هم أسقط منه همة؛ ذلك الرجل الذي لا يعرف لإيراد الحجة تجاه الحاكم الظالم معنى ولو كانت من الحجج الساطعة؛ ذاك الرجل الذي يرى في إرادة القوة الجائرة كل «خير وحكمة»، ويرى في كل دفاع عن وطنه ومناقشة للحساب «قلة أدب» و«سوء تدبير»! و«عدم حنكة»! و«تهور»! وبالتالي يرى أن كل صفات العزة النفسية والمقومات الأهلية القومية مآلها الويل والثبور.
وكل ما يدعو إلى الذل، واحتقار القومية، وسحق ما تنمو به حرية الأمة، هو من مجالي حكمته العصرية!
هذا مع الأسف الذي أراه سيتكون منه مجلسكم النيابي الموهوم - إذا صحت الأحلام - والذي سيخالف قاعدة كلية لقواعد فلسفية أقرت أن الوجود خير من العدم؛ فعدم مثل هذا المجلس خير من وجوده. (3) جمال الدين وقيصر روسيا
سأل القيصر جمال الدين عن سبب اختلافه مع الشاه، فذكر له رأيه في الحكومة الشورية وضرورة اتباعها، وأن الشاه ينفر من ذلك ولا يحب أن يقر به.
قال قيصر: إني أرى الحق في جانب الشاه؛ إذ كيف يرضى ملك من الملوك أن يحكم به فلاحو مملكته؟
فأجاب جمال الدين بجرأة وفصاحة: «أعتقد يا جلالة القيصر أن عرش الملك إذا كانت الملايين من الرعية أصدقاء له، خير من أن تكون أعداء يترقبون الفرص ويكمنون في الصدور سموم الحقد ونيران الانتقام.» فعلت عند ذلك وجه القيصر علامة الغضب، فقطب حاجبيه ولم يطل الحديث بعد ذلك مع جمال الدين، بل قام من مجلسه وودع جمال الدين بغير الشكل الذي استقبله به إذ كان وداعا باردا، ثم أوعز القيصر إلى أكبر رجال بلاطه أن يسرعوا متلطفين بإخراجه من روسيا. (4) جمال الدين وشاه إيران
صادف وجود جمال الدين متجولا في أوروبا فتح معرض باريز سنة 1889م فشخص إليها، والتقى الشاه في «منيخ» عاصمة «باواريا» عائدا من باريز، فاستزاره، واعتذر له عما فرط، وعتب عليه بعدم عودته إلى طهران. وأخيرا دعاه إلى مرافقته، فأجاب جمال الدين الدعوة وسار مع الشاه إلى بلاد فارس، فلم يصل إلى طهران حتى عاد الناس - وفي مقدمتهم الأمراء والعلماء - إلى الاجتماع به والانتفاع بعلمه، والشاه لا يرتاب من أمره. وأول ما كلفه به أن يسن ما يراه موافقا لروح العصر من القوانين (ربما كان ذلك من الشاه بتأثير سياحته في أوروبا). فعمل جمال الدين بهمته المعهودة فسن القانون الأساسي لمملكة فارس لتكون حكومة ملكية شورية، فما أتم قواعد الدستور الكلية ومواده وأطلع عليه الشاه ناصر الدين إلا وأعظم الأمر؛ إذ رأى أن حكمه سيكون مقيدا وأن أهل فارس سيكونون أوسع سلطة من الشاه بمجلسهم النيابي.
অজানা পৃষ্ঠা