أجاب: إني أدرى الناس بذلك؛ لأنني أحب نفسي حبا جما. - ألم تحب امرأة في ماضي عمرك؟ - ما كان ينقصني إلا هذا! - أما أنا فلا أكتم عنك أنني أحب رجلا.
وإذ ذاك صبغ الحياء وجهها بلون القرمز، فقالت: إنه خطبني إلى نفسي وأجبته بالقبول. فبدأ المسيو دراك يرتعد؛ لأن هذا الإنكليزي الشهم ود أن يرجع الكونت دي موري سريعا وينقذه من هذه الورطة.
فقالت الفتاة: سوف ترى ما في بيتنا هذا من سعادة وحب، ويا لله! ما أشد كلفي بهذا البيت العزيز الذي لم أره منذ ثمانية أعوام، إلا أنني أتذكر كل شيء فيه ... واحكم بنفسك، فهنا إلى اليمين يوجد بهو صغير لا أزال أراه كأنني دخلته بالأمس؛ لأنه بهو والدتي الذي تفضله على سواه، وجدرانه وردية اللون، فتعال وانظر، تتحقق! ففتح المسيو دراك الباب الذي أشارت إليه، وقال: نعم هذا بهو صغير إلا أن جدرانه زرقاء لا وردية.
قالت: يا ليته بقي وردي اللون، فإنني كنت أحب أن يبقى على حاله.
قال: إن الألوان تتغير ككل شيء في العالم، حتى المبادئ والعواطف والأفكار والآراء والأميال، فلا تحزني ...
قالت: هذا صحيح، ولكن لست أبالي به، ولكنك سترى أنني غير مخطئة، ففي هذا البهو الصغير إلى يسار الباب يوجد جدار عليه صورة كبيرة.
قال: صورة كبيرة؟
أجابت: نعم، صورة صبية حسناء لابسة ثوبا من الحرير الأطلسي الأبيض، فهي أمي! فارتبك الشيخ إلا أنه قال: كلا يا ولدي، لا، لست أرى صورة.
قالت: ألا يوجد جدار عليه صورة؟
أجاب: أما الجدار فنعم، وأما الصورة فلا.
অজানা পৃষ্ঠা