أما الكونت دي موري فتقدم إليها وهو ممتقع اللون، ودفع لها صندوقة حليها وقال لها: هل تعرفين هذه العلبة؟
أجابت: أظن أن جواهري فيها.
قال: نعم، وهي التي رهنتها لتدفعي إلى هذا الرجل ثمن رسائل، وما دمت قد دفعت المال وفككت الرهن عن الجواهر، فمن العدل أن تئول إلي تلك الرسائل، فسلميني إياها!
فوثب روبر إلى غلاف الرسائل وصاح: كلا! فإنك لا تحصل عليها لأنها لي وحدي، ولا يحق لأحد أن يأخذها مني، فنظر كل من الرجلين إلى الآخر، وارتمت لورانس بينهما، وقالت: أي شك خامر نفسك يا روجر؟
قال: أتجسرين على هذا السؤال بعدما لقيتك بين ساعدي الرجل يضمك إلى صدره؟ إني أطلب منك رسائل تفتدينها بمال كثير وترفضين، ثم تتجرئين بعد رفضك على أن تسألي عما يريبني منك؟ إنك لمجنونة، فأعطيني الرسائل!
فصاحت الكونتة، احرص عليها يا روبر، فلبث روبر في مكانه جامدا عازما على الدفاع عن سر والدته ولو هلك. فتعاظم حنق الكونت وقال: لئن كانت هذه الرسائل السلاح الوحيد الذي يعجبني أن أشهره على زوجتي، فيوجد سلاح آخر أشهره عليك أنت، فحاذر! وأخرج من جيبه مسدسا، فاكتفى روبر بأن ابتسم، فحاولت لورانس إطفاء ذلك الغضب، وترامت على قدمي زوجها تقول له: وبحق ابنتنا اصغ إلي، فما تطلبه أمر فظيع لو أطعتك فيه لكانت طاعتي نذالة بل جريمة.
فهدر وزمجر، وقال لروبر: هات الرسائل يا رجل وإلا فأنت مقتول! ورفع يده بالمسدس، فصاحت وهي طائرة الفؤاد هلعا ورعبا: لا ترتكب جريمة يا روجر، ولا تقتل بريئا، بل اسمع أنبئك بكل شيء.
قال: علي بالرسائل أولا لأقرأها ثم أسمع.
قالت: نعم ستقرؤها وتعلم أن الذي تحسبه عشيقا لي إنما هو ... ولكن الباب انفتح وقتئذ، ودخل الأميرال وزوجته وقد سمعا اللجب، فقال معا: ماذا حدث؟
أما الكونتة فإنها لما رأت والدتها توقفت عن الاعتراف بحقيقة الأمر، فقال الكونت: حدث أن زوجتي خانتني، وإنني فاجأت ابنتها وهي على صدر عشيقها هذا.
অজানা পৃষ্ঠা