فأحسست أنى سأسقط على الأرض، فانحططت على أقرب كرسى ورفعت يدى إلى رأسى، فأقبل على يهزنى بعنف ويقول بصوت عال جدا: «أين فريدة؟ قل.. انطق، ماذا جرى»؟
فحاولت أن أتكلم، ولكن لسانى وقف فى حلقى، فأشرت إلى البرقية المشئومة، فتناولها مستغربا ولم يكد يقرأها حتى صرخ: «إيه»؟
فوجدت لسانى، وقلت: «ماذا تظن؟ من أرسل هذه البرقية»؟ قال: «لا أدرى.. ماذا نصنع الآن؟.. فكر.. فكر.. فقد ضاع عقلى.. فريدة.. من يدرى فى أيدى من من الأشرار ستقع الآن؟»
فقلت: «وأمى أيضا معها.. رهينتان لا واحدة يا صاحبى».
فقال: «رهينتان؟ هل تعنى أنك تعتقد؟»
قلت: «بالطبع.. أى معنى لهذه البرقية غير ذلك؟ إنها شرك.. وليس المهم الآن حل اللغز بل السفر وراءهما لإنقاذهما.. لمنعهما من الوقوع فى أيدى هؤلاء الأشرار كائنين من كانوا».
فقال: «صدقت.. قم بنا» قلت: «سيارتك لا تصلح لهذا.. ألا تستطيع أن تجد لنا سيارة قوية.. تستعيرها من أى صديق؟»
وفى هذه اللحظة أقبل أخى فتشهدت واستبشرت، فقد كانت له سيارة جديدة من طراز هدسون تستطيع أن تطير بنا، فدفعته إلى الباب وسبقته إلى السلم وأنا أناديه وأدعوه أن يسرع ورائى.
وكان أخى يكره السرعة فتوليت أنا القيادة، وجلس هو وكلبه معه وراءنا، وجلس خليل معى وكان لابد من التمهل حتى نخرج من المدينة وإلا عطلنا الشرطة، وكنت كالجالس على الجمر، ولكن ما حيلتى؟ واجتزنا شبرا بعد أن ضاع ربع ساعة ثمين، فسألت أخى: «هل الأنوار قوية»؟ ولم تكن بى حاجة إلى السؤال فإنى أنا السائق وأمامى مفتاح النور وفى وسعى أن أجرب، ولكن السؤال جاء دليلا على مبلغ اضطرابى. ودليل آخر على هذا الاضطراب هو أننا لم نخبر أخى ما الحكاية، فراح يكلم كلبه ويقول: «روكسى إنه يسأل عن الأنوار هل هى قوية؟ كأنه لا يعلم، لا بأس. هل تظن أن من حقه أن ينتظر جوابا؟ نعم، الجواب تحصيل حاصل.. بالطبع.. الحق معك.. ثم إنه أرسل النور أمامه وهو يضيىء إلى مسافة أميال.. أليس كذلك؟ ولكن إلى أين يمضى بنا يا روكسى؟ نعم؟ أتقول إن هذه هى الطريقة الأمريكية فى الاستيلاء على السيارات واغتصابها من أصحابها الشرعيين؟ إنها كذلك على التحقيق.. وإنى أراك مصيبا دائما فى ملاحظاتك يا روكسى أوه.. تسعون؟ روكسى.. إنه يخطف بنا الأرض فهل تظن أنهما ارتكبا جناية»؟
وهكذا وهكذا..
অজানা পৃষ্ঠা