فضحكت وقالت: «لم أكن أحسب أنك..» وأمسكت.
فقلت: «قوليها.. ولا تخشى أن تسيئى إلى. نعم، إن فى بعض خصائص الكلاب.. ومن يدرى، لعل الله كان يريد فى أول الأمر أن يخلق من طينتى كلبا ثم بدا له أن هذه الطينة لا تليق بكلب فصنع منها هذا الإنسان الذى يجلس إلى جانبك. ومن هنا بقيت لى حاسة الشم فى الكلاب، ولكن قوتها فى شىء واحد.. ما شممت شعرا إلا بقيت رائحته فى أنفى.. ولو أنك وقفت بين عشرين فتاة وعصبت لى عيناى لاستطعت أن أهتدى إليك وأخرجك من بينهن بأنفى.. بمجرد شم الشعور».
فدهشت وقالت: «هل تتكلم جادا؟»
قلت: «فى وسعك أن تجربى. هاتى عشرين فتاة.. وأرسلى لهن شعورهن وقفى بينهن وضعى على عينى ما شئت.. ودعينى أشمكن. نعم، فى من الكلب هذا.. وليت لى منه مزاياه الأخرى.. بل ليتنى كنت كلبك على الخصوص».
فضحكت وقالت: «ولماذا؟ لا تخف أن تتكلم فإن حديثك لذيذ».
قلت: «أشكرك.. لو كنت كلبك لكان من حقى المعترف به مثلا أن أقعد بين يديك فى حيث تكونين. لا أحرم ذلك ولا يستطيع أحد أن يقصينى عنك، ولو حاول أحد ذلك لعضضته ومزقت ثيابه ولحمه ولأدبته.. نعم.. ولكان من حقى أن أضع رجلى على.. على.. فى حجرك.. وألحس لك وجهك كلما شئت ذلك وأشتهيته.. معذرة فإن الكلب لا يحسن التقبيل.. وهذا هو البديل عنده من القبل.. ولو كنت كلبك يا فتاتى الجميلة لكنت حارسك الأمين، وفارسك الذى لا يقصر ولا يغفل ولا يسهو.. ولو كنت كلبك لكان من حقى على الأرجح - فإنك رقيقة القلب - أن أنام على سريرك..».
فصرخت ووضعت راحتها على فمى فضحكت، وقلت: «لا تخافى فإنى لم أصر كلبا مع الأسف.. أبى الحظ هذه النعمة على المسكين الذى هو أنا».
واستأنفنا الدرس وعدنا إلى التدريب، وأقبلنا على ذلك بعزم لا يفتر وإرادة لا تلين أو تضعف، ثم وقفنا وأراحت يديها وتنهدت وقالت: «تعبت».
قلت: «إنى آسف.. استريحى».
فسألتنى: «هل تعبت أنت أيضا»؟
অজানা পৃষ্ঠা