أولا: الشيخ عبدالله السعد من شيوخي
الشيخ عبدالله من شيوخي الذين استفدت منهم وفتح عيني على كثير من علل الحديث ودقائقه رغم أن حضوري لغيره من المحدثين كان أكثر من حضوري له، كحضوري لدروس الشيخ المحدث محمد الحسن الموريتاني الشنقيطي، ولقاءات علمية مع الشيخ المحدث عثمان حسن (عراقي)، والشيخ المحدث محمود ميرة (سوري)، والشيخ أحمد معبد، وغيرهم من أهل الحديث في مدينة الرياض؛ لكنني أعترف أن استفادتي الأغزر في هذا العلم كانت من الشيخ عبدالله السعد مع أن حضوري لمحاضراته في بعض المساجد وفي منزله الكريم كان قليلا قياسا ببعض الطلاب المختصين بالشيخ؛ إلا أنني ربما كنت من أحرص طلابه على اقتناء أشرطته وحرصت على الاستفادة منها ما أمكن، ولا زلت أتابع الجديد من إنتاجاته التي أستفيد منها، وقد ألاحظ عليها بعض الملحوظات التي لا يمانع الشيخ في بيانها وردها.
وقد سبق لي أن نشرت بعض دروس هذا الشيخ في مجلة الشرق السعودية عام 1413ه حتى تعم فائدتها، وسبق أن كتبت عنه مجموعة من المقالات في بعض الصحف السعودية وهذا من أقل ما يقوم به طالب لأستاذه، فالشيخ عبدالله حفظه الله وسدده يستحق منا الاحترام والتقدير والدعاء والمحبة في الله.
إلا أن هذا كله لا يعني أن نقلده فيما نرى أنه أخطأ فيه وهذا المنهج الذي ارتضيناه لأنفسنا استفدناه منه أيضا ومن غيره فقد كان من الداعين للبحث والعلم والتثبت وترك التقليد الأعمى وترك العمل ب (القواعد التي ليس عليها دليل).
وحسن الظن بالشيخ عبدالله أنه لن ينهانا عن تقليد الآخرين ويأمرنا بتقليده وإنما يطلب منا إظهار الدليل والبرهان، وإذا وصل الأمر إلى الاختلاف مع استفراغ الطرفين الجهد في البحث عن الصواب فالأمر في هذا واسع إن شاء الله ولا يشترط في المختلفين أن يتفقا في كل شيء بل لن تجد اثنين من المحدثين أو الفقهاء أو المؤرخين ولا غيرهم من أصحاب الاهتمام الواحد متفقين في كل شيء.
পৃষ্ঠা ৫