9- وبوب أيضا (16/263) باب (نفي الإيمان عن مبغض الأنصار) وأورد أحاديث عظيمة مثل (من أحب الأنصار أحبه الله يوم يلقاه، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله يوم يلقاه)، وحديث (لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر).
وابن حبان هو الراوي للحديث في فضل عبد قيس: (أسلم الناس كرها وأسلموا طائعين) والناس هنا لا يدخل فيهم المهاجرون ولا الأنصار قطعا، ولكن الناس يدخل فيهم (الناس) المقصودون في حديث: (أنا وأصحابي حيز والناس حيز).
والحديث لا يستفاد منه أن الطلقاء والعتقاء لم يسلموا كما خشي الشيخ على البعض أن يفهم هذا الفهم، وإنما يستفاد من الحديث تفسير الحديث الآخر: (أنا وأصحابي حيز والناس حيز)، فأصحابي فسرت ب (المهاجرين والأنصار)، والناس فسروا ب (الطلقاء والعتقاء) ونحوهم، فهؤلاء هم الناس والناس فيهم وفيهم
ومن ذلك حديث: (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص) وهو ضعيف فقد فسر بعض مصححي الحديث كلمة (الناس) بأنهم أهل مكة الذين أسلموا معه بعد ظهور الإسلام وانتصاره.
ولا مانع أن يكون المعنى أن من حسن إسلامه من الطلقاء والعتقاء يكونون أولياء بعضهم لبعض في الجنة كما سيأتي.
فأكرر أن كلامي ليس على من حسنت سيرته وإنما على من أساءها، فسوء السيرة والتجبر في الأرض وتغيير سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تدل على أن من لم يفعل ذلك لم يحسن إسلامه، وقد يكون مظهرا للإسلام مبطنا للكفر مثل بعض الذين كان الصحابة يختلفون فيهم بين مبرئ لهم ومتهم، مثلما اختلف الناس بعد ذلك في بعض من وصف بالصحبة كأبي سفيان وابنه معاوية والحكم وبسر والوليد ومسرف بن عقبة وأبي الغادية وغيرهم من طلقاء أو غيرهم.
10- وبوب ابن حبان في المجلد العاشر أبوابا كثيرة (في الترهيب من شق العصا ومفارقة الجماعة).
পৃষ্ঠা ৪০