إلزام في منطوق الحديث
ثم الباب الذي ذكره الشيخ وفقه الله قد ذكر ابن حبان بابا بعده في صحيحه (16/239) بعنوان: (ذكر الإخبار عن وصية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الخير بالصحابة والتابعين من بعده، وذكر حديث ((استوصوا بأصحابي خيرا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وسنده صحيح.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى بالصحابة والتابعين وتابعيهم فهل معنى هذا يا ترى ألا نذم الحجاج ولا المختار لأنهما تابعيان؟ بل المختار صحابي على شرطنا في الرؤية ومن نفى صحبته لاينفي كونه تابعيا وكذا سائر الضعفاء والكذابين والظلمة في تلك القرون هم من الذين يلون الصحابة زمنيا وعلى هذا قد يدخلهم بعض الغلاة في الموصى بهم
هل يعني الوصية بالصحابة والتابعين وأتباعهم أن نرفع هذا الحديث في وجه كل باحث ونقول له: لا تتحدث عن الناس في القرون الثلاثة الأولى فقد أوصى بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعرف أن فيهم ظلمة وكذبة... فلا تخالف وصيته؟
وعلى هذا نطالب الشيخ ألا يضعف أحدا من رواة القرون الثلاثة الأولى لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على منطقهم العجيب قد أثنى عليهم وهو يعرف أنهم سيكذبون؟
وأثنى على المختار والحجاج وهو يعلم أن الأول سيكذب والثاني سيظلم.
فهم من رجال القرن الأول الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فكيف نذمهم ونخالف وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟... وهكذا، نستطيع بمثل هذه العجائب من الاحتجاجات أن نبدع ونذم الباحثين المعاصرين وأهل الحديث والفقهاء من المتقديمن لزعمنا أنهم خالفوا وصية النبي (ص) في القرون الثلاثة الأولى، وإذا كان الشيخ يعرف بطلان قول من يقول هذا.
পৃষ্ঠা ৩৬