وكذلك قول الشيخ ص3: تعليقا على قوله تعالى:{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار}[الفتح:29] الآية، قال: (وهذه الآية تشمل كل الصحابة رضي الله عنهم لأنهم كلهم مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ).
قلت: أولا: سبق القول بأنها نزلت قبل إسلام الطلقاء.
ثانيا: أريد أن أنبه هنا على تركيز الشيخ على (المعية) فالمعية معيتان: معية خاصة بالمؤمنين الصادقين وهم الممدوحون، ومعية عامة يدخل فيها المنافقون والذين في قلوبهم مرض والأعراب والطلقاء.
وإلا فليقل لي المعارض: ألم يكن عبدالله بن أبي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزواته وصلواته؟
فإن قال: نعم لكنها معية عامة شكلية.
قلنا: فما حد المعية الخاصة عندك؟
إن قال: كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
قلنا: عبدالله بن أبي قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا ذو الخويصرة والمختار.
فإن قال: رؤية مع حسن عمل.
قلنا: هذا لم يتوفر في بعض الطلقاء أيضا.
فإن قال: لكن الطلقاء لم يشكوا في الإسلام.
قلنا: ذو الخويصرة أو الذي اعترض على قسمة النبي لم يشك في الإسلام، فلماذا تذمونه؟ هذا أمر.
الأمر الآخر: هل سوء السيرة في الإسلام ينحصر في الشك في الإسلام؟ نريد جوابا.
فإن قال: نعم، سوء السيرة ينحصر في هذا، ردت عليه النصوص الشرعية.
وإن قال: لا، بل حسن السيرة عندنا لها معنى زائد على إعلان الإسلام من حسن العمل واجتناب كبائر الذنوب وعدم الإصرار عليها.
قلنا: هذا ما قلناه لكم أولا، فكان خلافنا لفظيا أو مبنيا على سوء ظن وعلى شك كل طرف في أدلة الطرف الآخر، وأحيانا في شخصه.
ثم نزيد على ما سبق ذكره بأن نقول الجواب على هذا من وجهين:
পৃষ্ঠা ২৮