1- وقد وصفنا فيما سلف حال ساير الاعضاء التى فى اجساد الحيوان بقول عام مشترك وبقول خاص، وذكرنا كل جنس من الاجناس على حدته وبينا العلة التى من اجلها صار كل واحد من الاعضاء، اعنى العلة التى تسمى من اجل شىء، لأن العلل المعروفة للاشياء اربعة، اعنى الذى من اجله مثل تمام وكلمة الجوهر، فانه ينبغى ان نظن ان هاتين العلتين مثل علة واحدة، فاما العلة الثالثة والرابعة فالهيولى والذى منه ابتداء الحركة. فقد ذكرنا العلتين فيما سلف، لأن الكلمة والذى من اجله مثل تمام شىء واحد هو فهو فى الحيوان، وانما الاعضاء هيولى فى جميع الكل الذى اجزاؤه <لا> تشبه بعضها بعضا وفى ذلك الذى [لا] تشبه اجزاؤه بعضها بعضا، وقبل ما وصفنا التى تسمى اسطقسات الاجساد. وقد بقى لنا ذكر الاعضاء الموافقة لولاد الحيوان، لأنا لم نذكرها فيما سلف ولم نميز منها شيئا، وبقى ذكر العلة المحركة وماذا ابتداؤها وولاد كل واحد من الحيوان والنوع الذى به يكون ولاده.*** فنحن نبدأ بذكر ولاد الحيوان اولا ثم تتبع ذكر العلة المحركة والامر الاول البادئ. فجميع اجناس الحيوان الذى فيه الذكر والانثى يتولد من جماع ذكر وانثى، وانما اقول هذا القول لأن الذكر والانثى ليس يكون فى كل حيوان وانما يكون فى جميع الحيوان الدمى ذكر وانثى بخلقة تامة، فاما الحيوان الذى ليس بدمى فمنه ما فيه انثى ومنه ما فيه ذكر، فما كان من الحيوان الدمى فهو يلد حيوانا شبيها بجنسه، فاما الحيوان الذى ليس بدمى فمنه ما يلد ما يشبهه بالجنس ومنه ما يلد غير شبيه به ولا مجانس له مثل الحيوان الذى لا يكون من جماع ولا من سفاد بل من الهيولى التى تعفن ومن الفضول. التى تعفن ومن الفضول. وبقول عام جميع الحيوان المنتقل من مكان الى مكان، مثل جنس الطير وجنس الحيوان الذى يعوم وجنس الحيوان السيار، يوجد فيه الذكر والانثى، وليس فى الحيوان الدمى فقط بل فى بعض الحيوان الذى ليس بدمى ايضا. وربما كان ذلك فى جميع الجنس، مثل ما يوجد فى الحيوان البحرى الذى يسمى مالاقيا والذى يسمى لين الخزف، فاما جنس الحيوان المحزز الجسد فما كان منه ولاده من سفاد حيوان مثله فهو يلد حيوانا شبيها بجنسه. فاما ما كان منه من غير سفاد حيوان بل من الهيولى التى تعفن فهو يلد ايضا ولكن يكون المولود منه جنسا آخر، ولا يكون فيه ذكر ولا انثى، وذلك مثل بعض الجنس المحزز الجسد. وبحق عرض هذا العرض، لأنه لو كان ما لا يولد من جماع حيوان يلد حيوانا مثله شبيها بجنسه لكان واجبا ان يكون ولاده متصلا متتابعا، وانما يكون الولاد على مثل هذه الحال فى الحيوان الذى يلد حيوانا مثله. فاما اذا صار الحيوان الذى لا يولد من سفاد حيوان يلد حيوانا آخر لا يشبهه بالجنس وقف لذلك الولاد فلم يولد منه ايضا شىء آخر، لأنه لو ولد منه شىء آخر لا يشبه جنسه ومن ذلك المولود شىء آخر ايضا مختلف بالجنس ومن ذلك غيره ايضا، وذلك كله على خلاف، لكان مذهب الطباع الى ما لا نهاية له ولا غاية. والطباع يهرب مما لا غاية له، لأن ما لا غاية له ناقص غير تام، والطباع يطلب ابدا التمام. فما كان من الحيوان ليس بسيار مثل الجنس الخزفى الجلد والذى يعيش لأنه لاصق بالصخور فليس فيه ذكر ولا انثى، لأن جوهره شبيه بجوهر الشجر، وانما يقال حيوان بالشبه والملايمة. وانما بينه وبين الشجر اختلاف يسير، لأن فى الشجر ما يثمر ثمرة شبيهة بجنسها ومن الشجر ما لا يحمل ثمرة بل موافق حمل الثمرة، لأنه معين على النضوج، مثل العرض الذى يعرض لشجرة التين البرية التى تثمر. فهذا العرض يعرض للنصب ايضا، لأن من الشجر ما يكون من زرع ومنه ما يكون بالبخت من قبل الطباع، اعنى من الارض التى تعفن او من بعض الاجزاء. ومن النصب ما لا يكون تقويمه على حدته من الارض بل يكون فى شجر آخر مثل شجر الدبق. وسننظر فى حال كينونة الشجر ونصفها فى كتاب خاص على حدتها. 2- فاما حيننا هذا فإنا نأخذ اولا فى ذكر ولاد ساير الحيوان بقدر مبلغ رأينا ونلطف النظر فى ذلك ويصير ما نستأنف من قولنا متصلا بما سلف من صفتنا. وكما قلنا آنفا لولاد الحيوان اوايل وهى الذكر والانثى، فاما الذكر فمنه ابتداء الحركة والولاد واما الانثى فهى مثل هيولى. وخليق ان يصدق ويحقق احد قولنا اذا نظر كيف يكون الزرع ومن اين، فان الاشياء التى تكون بقدر الطباع تقوم منه. فهو يعرض ان يكون الابتداء من الذكر والانثى لأن الزرع يخرج منهما جميعا، ومن خلط ذلك الزرع يكون ابتداء خلقة المولود، فلذلك نقول ان الذكر والانثى ابتداء الولاد. وانما يسمى حيوان ذكر الذى يلد فى غيره، ويسمى انثى الذى يلد فى ذاته. ومن اجل هذه العلة يظن الناس ان فى خلقة الكل طباع الارض مثل انثى ومثل ام ، فاما السماء والشمس وما كان من هذا الصنف فمثل اب ووالد. وبين الذكر والانثى اختلاف بالكلمة لحال اختلاف قوتهما وبينهما ايضا بالحس اختلاف من قبل اختلاف بعض الاعضاء. والاختلاف الذى بالكلمة من قبل ان الذكر يقوى على ان يلد فى غيره كما قلنا آنفا، فاما الانثى فمن قبل انها تلد فى ذاتها، فقد استبان الاختلاف الذى بين الذكر والانثى بالكلمة والحس. وقد علمنا ان كل عمل يحتاج الى آلة موافقة له، وانما آلة القوى اجزاء الجسد، وذلك باضطرار لحال الولاد، ومن اجل هذه العلة دعت الحاجة الى الجماع وصير الطباع للجماع اعضاء مختلفة موافقة بعضها لبعض، فبهذا النوع يختلف عضو الذكر وعضو الانثى، فانه وإن كان يقال بقول كلى ان من الحيوان ما هو ذكر ومنه ما هو انثى، ولكن ليس الانثى والذكر متفقين على كل حال بل بينهما اختلاف بالقوة وبعضو من الاعضاء، كما يقال البصير والسيار، وذلك ظاهر بين للحس. ومثل هذه الاعضاء يكون فى الانثى التى تسمى ارحام وفى الذكر الانثيين وما يليهما. وذلك بين فى جميع الحيوان الدمى، فان منه ما له انثيان ومنه ما ليس له انثيان بل سبل تشبهه. فبهذه الاعضاء يكون اختلاف الذكر والانثى، وانما يكون هذا الاختلاف فيما يمكن من الحيوان ان يكون له دم. واعضاء الذكر والانثى مختلفة الشكل ايضا، وينبغى لنا ان نفهم انه اذا تغير شىء يسير من البادئ الاول يتغير بتغيره اشياء كثيرة من الذى بعد ذلك الاول. وقولنا يستبين من قبل الذين يخصون، فانه اذا قطع الذكر وفسد يتغير جميع المنظر ويكثر ذلك التغير حتى يظن ان الذى خصى شبيه بأنثى لأنه ليس بدونها إلا بالشىء القليل اليسير***. فقد استبان ان الذكر والانثى اوايل ولاد الحيوان. فاذا فسد العضو الموافق للجماع تغير معه ساير الجسد، لأنه يتغير مع تغير ابتدائه واوله. 2- وحال الانثيين والارحام مختلف ليس بمتشابه فى جميع الحيوان الدمى، واول الاختلاف فى انثى الذكورة، لأن من اجناس الحيوان ما ليس لذكورته انثيان البتة مثل جنس السمك وجنس الحيات، وانما لما سبيلان فيهما زرع فقط. ومنه ما له انثيان وهما فى باطن جسده قريب من الصلب وبمكان الكلى، ومن ثينك الانثيين سبيلان آخذان الى مخرج الزرع وذانك السبيلان مجتمعان فى مكان واحد ومثل هذين السبيلين يوجد فى جميع اجناس الطير وفى الحيوان الذى له اربعة ارجل ويبيض بيضا ويقبل الهواء وله رئة. ولجميع هذه الاجناس انثيان قريب من الصلب ومنهما سبيلان آخذان الى مخرج الزرع مثل ما للحيات والسام ابرص والسلحفاة وجميع الحيوان المفلس الجلد. فاما جميع الحيوان الذى يلد حيوانا فله انثيان فى مقدم جسده، ومنه ما يكون انثياه داخل فى آخر البطن مثل الدلفين وليس له سبيل بل شىء خاص يخرج من الانثيين الى الناحية التى من خارج مثل ما للبقر. ومن الحيوان ما له انثيان متعلقة مثل الانسان، ومنه ما له انثيان قريب من المقعدة مثل ما للخنازير. وقد وصفنا ذلك فى الاقاويل التى وصفنا فى مناظر الحيوان. واما الارحام فلها جزآن فى جميع الحيوان مثل تجزئ انثى الذكورة بجزءين. والارحام موضوعة قريبأ من المفاصل اعنى ارحام النساء وجميع الحيوان الذى يلد حيوانا، وذلك ليس بخارج فقط بل باطن ايضا، والسمك الذى يبيض بيضا فى الظاهر كمثل. ومن الحيوان ما يكون رحمه قريبا من الحجاب مثل ارحام جميع الطير والسمك الذى يلد حيوانا، فان ارحام هذا الصنف ايضا مشقوق بشقتين. وكذلك ارحام الجنس اللين الخزف والذى يسمى باليونانية مالاقيا. فاما الذى يسمى بيض السمك فهو فى صفاقات تشبه صفاقات الرحم. وليس ذلك خاصة مجزأ ولا محدودا فى الحيوان الكثير الارجل ولذلك يظن ان يكون رحمه واحدا ليس بمجزأ. وعلة ذلك عظم الجسد لأنه متشابه من كل ناحية. وارحام الحيوان المحزز الجسد ايضا مجزأ باثنين وذلك فيما له عظم جثة. فاما فيا كان صغير الجة فليس يستبين لحال الصغر. فهذه حال الاعضاء التى ذكرنا فى جميع اجناس الحيوان. - وإن اراد احد ان ينظر فى فصول آلة الزرع واختلافها فباضطرار يأخذ اولا العلل التى من اجلها صارت، اعنى لأى علة صار تقويم الانثيين. فان كان الطباع يفعل كل ما يفعل إما للذى هو لازم باضطرار وإما للذى هو امثل واجود، فينبغى لنا ان نعلم ان هذا العضو مقوم ايضا لواحد من هذين الامرين. وهو بين ان تقويم الانثين ليس مما يحتاج اليه باضطرار، فانه لو كان ذلك لكانت الانثيان فى جميع اجساد الحيوان الذى يلد، فاما حيننا هذا فقد علمنا انه ليس للحيات انثيان ولا للسملك. وهو بين ان سبل السمك فى اوان سفاده تكون ملوءة زرعا. فقد بقى ان نقول ان خلقة الانثيين للذى هو امثل واجود. وبقول عام عمل كثير من الحيوان خروج وطرح الزرع مثل ما نقول ان عمل الشجر خروج البزر والثمرة، وليس للحيوان عمل آخر غير هذا. كما نقول ان كل ما كان من الحيوان مستقيم المعاء اكثر رغبة لشهوة الطعام، كذلك نقول ان ما كان من الحيوان ليس له انثيان بل سبل فقط وتلك السبل فى باطن الجسد اسرع الى فعال الجماع والسفاد. وما كان على غير هذه الحال فهو اكثر عفة واضبط لنفسه. فكما يكون الحيوان الذى ليس بمستقيم المعاء اقل رغبة لطلب الطعام كذلك ما يكون له التواء فى السبل لا يكون الشهوة سريعة. فاما الانثيان فخلقتهما من حيلة الطباع اعنى ليكون اوعية لفضلة الزرع ولذلك يهيج الحيوان فى الفرط وليس فى كل حين، وفى بعض الحيوان مثل الخيل وما اشبهه وفى الناس فهى نجذب الانثناء وتعصر عند خروج الزرع. ومن الاقاويل التى وصفنا فى صفة اجساد الحيوان تعرف ذلك الانثناء، لأن الانثين ليست جزءا من اجزاء السبل*** كما تفعل النساء حيث يضعن الاعواد المستطيلة فى الانوال وينسجن. فاذا نزعت الانثيين انجذبت السبل الى داخل الى فوق، ولذلك لا يقوى الحيوان الذى يخصى على ان يلد ولدا لأن السبل ليست باقية على حالها. وقد عرض فى الزمان السالف ان ثورا بعد ان خصى نزأ من ساعته فملأ رحم الانثى لأن السبل لم تنجذب الى فوق بعد. فاما اجناس الطير والحيوان الذى له اربعة ارجل ويلد حيوانا فانثياه قابل لفضلة الزرع، ولذلك يكون خروجه بطيا من الحيوان الذى <ليس> له مكان موافق لقبوله. وذلك بين فى الطير لأنه فى زمان السفاد يكون انثياه اكبر كثيرا، وما كان من الطير يسفد فى اوان واحد، فاذا جاز ذلك الاوان فانثياه صغار جدا بقدر ما لا تظهر ولا تستبين، واذا كان اوان السفاد تكبر جدا. وما كان من الطير له انثيان فى باطن الجسد فهو اقل سفادا. فاما الطير الذى له انثيان فى الظاهر فليس يلقى الزرع قبل ان يجذب الانثيين الى فوق. ه- وايضا الآلة الموافقة للجماع والسفاد تكون فى الحيوان الذى له اربعة ارجل، لأنه يمكن ان يكون فيه. فاما فى الطيور وفى الحيوان الذى ليس له رجلان فليس يمكن ذلك لأن ساقى الطير تحت وسط البطن. فاما الحيوان الذى ليس له رجلان فليس يمكن ان يكون له انثيان، وطباع الذكر وخلقته متعلقة بهذا المكان. وينبغى ان يكون امتداد عصب الساقين فى اوان السفاد، لأن الذكر من عصب وطباع الساقين من عصب ايضا. فمن اجل انه لا يمكن ان يكون ذلك باضطرار عرض لهذه الاصناف ان لا يكون لها انثيان وذكر. وان كانت لا تكون فى هذا الوضع، لأنه الموضع المعروف للانثيين والذكر. وايضا فى الحيوان الذى له انثيان من خارج يعرض ان يسخن ويدفى الذكر بالحركة ويجتمع الزرع وينصب اليه ولا يخرج ولا يفضى من ساعته فى وقت الجماع لأنه هناك مجتمع. ولجميع الحيوان الذى يلد حيوانا انثيان فى مقدم الجسد او خارجا ما خلا القنفذ، فان انثييه قريب من الصلب لحال العلة التى من اجلها تكون انثيا الطير كما وصفنا. فباضطرار يكون سفادها عاجلا. ولا يكون مثل سفاد ساير الحيوان الذى له اربعة ارجل اذا ركب بعضه بعضا بل يسفد الذكر الانثى وهى قايمة لحال الشوك. وقد بينا العلة التى من اجلها تكون الانثيان فى الحيوان الذى له انثيان، والعلة التى من اجلها صارت الانثيان فى بعض الحيوان خارجا وفى بعض الحيوان داخلا. 6- فاما ما كان من الحيوان ليس له انثيان البتة كما قلنا لحال الاجود والامثل بل لحال الاضطرار فقط، فهو سريع السفاد من اجل العلة التى ذكرنا مثل طباع السمك والحيات، فان السمك يسفد اذا ماس بعضه بعضا ويلقى الزرع عاجلا. وكما يعرض للناس ولجميع الاجناس التى مثل هذه حبس النفس باضطرار قبل افضاء الزرع، كذلك يعرض للسمك لأنه لا يقبل ماء البحر وهو سريع البلاء اذا لم يفعل ذلك. وفى اوان السفاد ينضج الزرع كما يفعل الحيوان المشاء الذى يبيض بيضا، فالزرع فى ذلك الاوان يجرى فى السبل وهو مكن ان ينضج وليس يكون نضوجه فى اوان السفاد بل يخرج لأنه مهيأ. فلهذه العلة ليس لهذه الاصناف انثيان بل لها سبل مبسوطة مستقيمة مثل العضو الصغير الذى يكون للحيوان الذى له اربعة ارجل فى ناحية الانثيين. وبعض اجزاء الانثناء او السبيل دمى وبعضه ليس بدمى، وهو الذى يقبل الرطوبة، وبه يكون الزرع ومنه يخرج. ويكون خروجه عاجلا مثل ما يكون خروج المنى اذا انتهى الى ذلك الموضع. فاذا خرج الزرع افترقت الانثى والذكر. فاما السمك فله سبيل مثل سبيل الناس والحيوان الذى هو مثله، اعنى ان الزرع يكون فى الجزء الآخر من اجزاء الانثناء. 7- فاما الحيات فانها تلتف بعضها ببعض عند اوان السفاد، وليس لما انثيان ولا ذكر كما قلنا فيما سلف. فاما ذكر فليس لها لأنه ليس لها ساقان، وايضا ليس لها انثيان لحال طول اجسادها بل لها سبيل مثل سبيل السمك. ومن اجل ان خلقتها من قبل الطباع مستطيلة لو كانت لها انثيان لبرد الزرع لحال ابطاء خروجه. وهذا العرض يعرض للذين لهم ذكر طويل. لأنهم يكونون اقل ولدا من الذين لهم ذكر معتدل، لأن الزرع غير موافق للولد من اجل انه بارد وانما يبرد لبعد العضو الذى يكون خروجه منه. فقد بينا العلة التى من اجلها صار لبعض الحيوان انثيان ولم يصر لبعض. فاما الحيات فهى تلتف بعضها ببعض، لأن خلقتها غير موافقة للسفاد ولحال طول جثتها لا تلتام سفادها إلا بعسرة. فمن اجل انه ليس لها اعضاء تلزم بعضها بعضا بدل تلك الاعضاء تستعمل رطوبة ولين اجسادها وتلتوى بعضها ببعض. ولذلك يظن ان افتراقها يكون ابطأ من افتراق السمك، ليس لحال طول السبيل فقط بل لحال الخلقة التى تسلك السبيل ايضا. 8- وخليق ان يعتاص احد فى طلب معرفة خلقة الارحام اذا طلب معرفة انواع اشكالها، من اجل ان فيها اختلاف واصناف شتى، فان الحيوان الذى يلد حيوانا مختلف الارحام، *** لأنه لا توجد ارحامها جميعا اسفل عند المفاصل بنوع واحد. فاما الحيوان الذى يسمى باليونانية صلاشى ويلد حيوانا فرحمه يوجد تحت الحجاب حيت يوجد رحم الحيوان الذى يبيض بيضا. فاما ارحام السمك فهى فى الناحية السفلى، مثل ارحام النساء، وكل ما كان من الحيوان الذى له اربعة ارجل ويلد حيوانا. *** وفى ذلك ايضا اختلاف بقدر الملايمة. ومما يبيض بيضا يختلف ايضا، من اجل ان منه ما يلقى بيضه وهو غير تام مثل السملك، فان بيض السمك يكمل ويتم خارجا وهناك ينشو ويعظم. وعلة ذلك من قبل ان السمك كثير البيض، وانما عمل السمك مثل عمل الشجر. فليس يقوى الطباع على تمام ذلك البيض فى جوف السمك لحال كثرته. ومن كثرته يظن ان الرحم كله بيضة واحدة، وذلك خاصة فى صغار السمك، لأنه كثير البيض. وكذلك يكون فى ساير الحيوان الذى يشبهه بالطباع. وهذا العرض يعرض فى الشجر واصناف الحيوان، لأن نشو العظم ينتقل ويصير الى الزرع. فاما الطير وما كان من الحيوان الذى يبيض بيضا فهو يبيض بيضا تاما. فينبغى ان يصير ذلك البيض جاسى القشر فهو يكون لينا ما دام ينشو، فاذا تم نشوه صار القشر جاسيا وانما تكون تلك الجساوة من كئرة الحرارة التى تنشف الرطوبة من الجزء الارضى. فباضطرار يكون المكان الذى يعرض فيه هذا العرض حارا. ومثل هذا المكان ينبغى ان يكون الموضع الذى يلى الحجاب، لأنه ينضج الطعام. فإن كان ينبغى ان يكون البيض فى الرحم فباضطرار ينبغى ان يكون الرحم ايضا تحت الحجاب فى الحيوان الذى يبيض بيضا <تاما>. وينبغى ان يكون موضع الرحم فى الحيوان الذى لا يبيض بيضا <تاما> على خلاف ذلك، اعنى فى الناحية السفلى لحال سهولته وسرعة خروجه. ومن قبل الطباع يكون الرحم فى الناحية السفلى وليس فى الناحية العليا اذا لم يكن عمل آخر من اعمال الطباع يمنع ذلك. وآخر الرحم فى الناحية السفلى، حيث يكون الآخر، اعنى الغاية هنالك يكون العمل، وليس للرحم العمل بل هو للعمل. 9- وفى الحيوان الذى يلد حيوانا اختلاف ايضا، فان منه ما لا يلد حيوانا من خارج بل هو فى باطن الجوف ايضا مثل النساء واناث الخيل والكلاب وجميع الحيوان الذى له شعر، ومن الحيوان المائى الدلفن والذى يسمى باليونانية فالينا وجميع الحيوان الذى يشبه هذا الصنف اعنى العظيم الجثة. 10- فاما الصنف الذى يسمى باليونانية صلاشى والحيات فهو يلد حيوانا خارجا بعد ان يبيض بيضا فى جوفه اولا. وهو يبيض بيضا تاما، وكذلك يولد حيوان من البيض ، وليس يكون حيوان من البيض الذى ليس بتام. وليس يبيض هذا الحيوان بيضا خارجا لحال برد الطباع وليس يكون لحال الحرارة كما قال بعض الناس. 11- ومن الحيوان ما يبيض بيضا لين القشر، وذلك من فبل ان الحرارة التى فى باطن جسده قليلة ولا ييبس القشر، فلحال البرودة يصير البيض لين القشر. ولو بقى خارجا لين القشر لفسد عاجلا ولم يكن منه حيوان. ومثل هذا الفن يعرض لكثير من بيض الطير ايضا. ومن الحيوان ما يبيض بيضا فى جوفه ويخرج منه حيوان ويولد، فاذا بلغ ذلك الوقت نزل البيض الى الناحية السفلى عند المفاصل وخرج منه حيوان، كما يعرض للحيوان الذى يلد حيوانا من اول خلقته. ولذلك توجد ارحام الحيوان الذى يلد حيوانا والذى يبيض بيضا مختلفة لأن فيها شركة من الصنفين. فالارحام توجد فى جميع الاصناف التى تشبه الحيوان الذى يسمى باليونانية صلاشى فى الناحية السفلى عند الحجاب. ومن اراد معرفة خلقة هذا الرحم وساير الارحام فليعلم ذلك من قبل الشق ومن الاقاويل التى وصفنا فى مناظر الحيوان. فهو بين انه <يشترك من هاذين الصنفين> من اجل ان الحيوان الذى يبيض بيضا تاما يكون بيضه فى الناحية العليا، فاما الذى لا يبيض بيضا تاما فبيضه يكون فى الناحية السفلى كما قلنا فيما سلف. فاما الحيوان الذى يبيض بيضا اولا ثم يلد من ذلك البيض حيوانا فى جوفه، فبيضه فى الناحية <العليا>*** السفلى، لأنه لا يمنع عمل من اعمال الطباع البتة. وايضا مع ما ذكرنا لا يمكن ان تكون خلقة الحيوان قريبا من الحجاب، لأنه باضطرار ينبغى ان يكون لكل جنين ثقل وحركة، وضرورة الحجاب داعية الى سرعة الموت، فليس يحتمل الحجاب لشرف موضعه ثقل الجنين. وايضا باضطرار كان يعرض عسر ولاد لحال طول النزول. ومثل هذا العرض يعرض للنساء ان تثاءبن او جذبن الهواء الى فوق بالتنفس او فعلن شيئا آخر مثل هذا وجذبن الجنين الى الناحية العليا، ويعرض لهن عسر ولاد. واذا كانت الارحام فوق وقفت هناك وخنقت. وباضطرار ينبغى ان تكون الارحام التى تحمل حيوانا صلبة قوية، ولذلك يكون جميع هذه الارحام لحمية، فاما الارحام التى تحت الحجاب فهى صفاقية. وهذا العرض بين حيث يعرض للحيوان الذى يحمل ويلد اثنين، فان الحيوان يكون فى السفلى من الرحم، فاما ما كان على خلاف ذلك فهو يكون فى الناحية العليا من الرحم. فقد بينا العلل التى من اجلها صارت بعض ارحام الحيوان مختلفة والعلل التى من اجلها صارت بعض الارحام فى الناحية السفلى وبعضها قريب من الحجاب. 12- فاما العلة التى من اجلها صارت ارحام جميع الحيوان فى باطن الجسد فاما الانثيان ففى بعض داخل وفى بعض خارج، فمن قبل انه ينبغى ان تكون جميع الارحام داخل، لأن المولود يكون فيها، وهو المحتاج الى الحفظ والنضوج، والمكان الذى من خارج الجسد بارد سريع الضرورة. فاما الانثيان فهى فى بعض الحيوان داخل وفى بعض خارج لأن هذا العضو ايضا يحتاج الى غطاء وسترة لحال السلامة ولحال نضوج المنى، لأنه مما لا يمكن ان تكون الانثيان باردة جامدة وتجذب الى فوق وخرج منها المنى. ولذلك اذا كانت الانثيان فى ظاهر الجسد تكون لها سترة من جلد محدقة بها. فاما فى الحيوان الذى يكون طباع الجلد منه مخالفا لحال جساوته لأنه لا يمكن ان يكون لينا ولا محدقا، مثل جلد السمك وما يشبهه وجلد الحيوان المفلس فباضطرار صارت الانثيان فى باطن الجسد. ومن اجل هذه العلة صارت انثيا الدلافين وجميع الحيوان البحرى العظيم الجثة فى باطن الجسد، وجميع الحيوان الذى له اربعة ارجل ويلد حيوانا والمفلس الجلد. وجلد الطير ايضا جاسى ولذلك يكون الجلد المحدق بالانثيين غير معتدل. وهذه العلة مع جميع العلل التى ذكرنا اولا بينة من الاعراض التى تعرض فى اوان السفاد. ومن اجل هذه العلة صارت انثيا الفيل والقنفذ [والسلحفاة] فى باطن الجسد، لأن جلود هاذين الصنفين من اصناف الحيوان غير موافق لغطائها وسترتها مع ان العضو الذى يستر ليس بمفارق فيما وصفنا. ووضع الارحام مختلف فى الحيوان الذى يلد حيوانا *** خارجا، والذى له رحم فى الناحية السفلى والذى له رحم تحت الصفاق، مثل الاختلاف الذى يوجد فى السمك والطير والحيوان الذى له اربعة ارجل ويبيض بيضا، والحيوان الذى له شركة من النوعين اعنى الحيوان الذى يبيض فى ذاته ويلد خارجا حيوانا، فان الحيوان الذى يلد حيوانا فى جوفه وخارجا ويكون رحمه على البطن مثل النساء والبقر والكلاب وجميع الاصناف التى تشبه هذه، من اجل انه ينبغى الا يكون ثقل على الارحام البتة لحال السلامة والنشو والامر الذى هو امثل واجود. 13- وايضا السبل التى تخرج منها الفضلة اليابسة غير السبيل التى تخرج منها الرطبة فى جميع هذا الحيوان. ولذلك توجد فيه انثيان اعنى فى الذكورة والاناث وفى الانثين سبيل تخرج منها رطوبة *** الذكورة ويخرج الحمل من الاناث. وهذه السبيل فى الناحية العليا، وفى مقدم الجسد بين يدى السبيل التى تخرج منها فضلة الطعام اليابس. فاما الحيوان الذى يبيض بيضا غير تام مثل جميع السمك الذى يبيض فرحمه تحت البطن و<قريب من> الصلب لأن نشو البيض لا يكون مانعا لعمل من اعمال الطباع من اجل انه يتم خارجا وكل ما نشا قليلا نزل الى الناحية السفلى. والسبيل واحد هو فهو فى الحيوان الذى ليس له عضو موافق للولاد اعنى سبيل الطعام اليابس، وذلك بين فى جميع الحيوان الذى يبيض بيضا والذى له مثانة مثل السلحفاة، فان لا سبيلين لحال الولاد وليس لحال خروج فضلة الرطوبة. ولأن طباع الفضلة رطب صارت لفضلة الطعام الرطب شركة ايضا فى تلك السبيل. وذلك بين من قبل ان لجميع الحيوان زرع وليس لجميعها فضلة رطبة. وينبغى ان تكون سبل الزرع التى فى الذكورة ثابتة لا تنقل من مكان الى مكان، وباضطرار تكون ارحام الاناث ايضا ثابتة وباضطرار صارت فى مقدم الجسد ولم تصر فى ناحية الظهر. والارحام تكون فى الحيوان الذى يلد حيوانا فى مقدم الجسد لحال الجنين، وتكون فى الحيوان الذى يبيض بيضا فى ناحية الصلب وناحية الظهر. وفى الحيوان الذى يبيض فى جوفه ويلد حيوانا خارجا توجد الارحام على حال النوعين الذين ذكرنا لحال شركته فى الامرين، اعنى لأنها تبيض بيضا وتلد حيوانا. فهو يكون فى الناحية العليا من الرحم حيث يكون البيض تحت الحجاب قريب من الصلب وفيما يلى الظهر، واذا تقدم الزمان صار الى الناحية السفلى على البطن وهناك يلد حيوانا. فاما سبيل السفاد وخروج الفضلة الرطبة فواحد، لأنه ليس لشىء من هذا الصنف انثيان كما قلنا فيما سلف. والسبيل الذى ذكرنا متعلق موثق فى الذكورة التى لها انثيان والتى ليس لها انثيان. وذلك السبيل متعلق بالارحام وهو لاصق بها فما يلى الظهر اعنى فى مكان الفقار. وذلك لأنه لا ينبغى ان تنتقل من مكان الى مكان ولا تبطل بل تكون ثابتة، ومكان مؤخر الجسد على مثل هذه الحال. وما يكون فيه فهو متصل ثابت. فاذا كانت لهذا الحيوان انثيان توجد متعلقة بالمكان الذى وصفنا مع السبيل ايضا وتلك السبل تلتقى خارجا فى مكان واحد حيث موضع الذكر. والسبل تكون فى الدلافين بمثل هذا النوع ايضا. فاما انثياها فهى خفية تحت جسد البطن. فقد بينا حال الاعضاء الموافقة للولاد وقلنا العلل التى من اجلها تكون وكيف تكون. 14- فاما الاعضاء الموافقة للولاد التى تكون فى الحيوان الذى لا دم له فعلى نوع مخالف اعنى انه ليس بعضها موافقة لبعض ولا لاعضاء الحيوان الدمى. وانما الاجناس الباقية اربعة، اما الواحد فجنس الحيوان اللين الخزف، والجنس الثانى السمى باليونانية مالاقيا، والجنس الثالث المحزز الجسد، والجنس الرابع الخزفى الجلد. وليس حال جميع هذه الاجناس واضحا بل هو معروف ان اكثرها لا يسفد. وسنقول فى أخرة كيف يكون تقويمها. فاما جنس الحيوان اللين الخزف فهو يسفد مثل ما يسفد الحيوان الذى يبول الى خلف اذا كان احدهما على الظهر والآخر على البطن وبدل وضع الاذناب ولولا ذلك لمنعها الاذناب من السفاد***. وتوجد فى الذكورة سبل دقيقة ملوءة زرعا، وفى الاناث ارحام صفاقية قريب من المعاء من هنا ومن هنا والارحام مشقوقة بشقين وفيها تكون البيضة. 15- فاما الجنس الذى يسمى باليونانية مالاقيا فهو يسفد*** اذا تشبك بعضه ببعض اعى اذا تشبكت الاعضاء المماسكة بالاعضاء الأخر التى تشبهها، وهى تتشبك وتلتصق فى اوان السفاد على مثل هذه الحال باضطرار، من اجل ان الطباع جمع آخر الفضلة قريبا من الفم بنوع انثناء كما قلنا فيا سلف. وفى اناث هذا الجنس عضو الرحم بين فى كل واحد من هذا الحيوان. وتكون فيه اولا بيضة ليست بمنفصلة، ثم تنفصل فى بيض كثير ويبيض كل واحد من ذلك البيض غير تام مثل السمك الذى يبيض بيضا. فاما سبيل الفضلة والعضو الذى يشبه الرحم فواحد هو فهو فى جنس الحيوان اللين الخزف وفى هذا الجنس. وهو فى الموضع الذى تخرج منه الفضلة فى مقدم الجسد حيث افتراق الغطاء وحيث يدخل ماء البحر، وفى ذلك الموضع يكون السفاد وزروع الذكر *** وهو فى عضو له قوة موافقة لذلك والعضو يدنو من السبيل الآخذ الى الرحم. واما المجرى الذى يكون فى تشبيك الذكر فهو نافذ الى الانبوبة، وذلك بين فى الحيوان الكثير الارجل، والصيادون يزعمون انه يسفد بالعضو الذى يتشبك به، لأن ذلك العضو خلق لحال التشبك ولم يخلق لأنه موافق للولاد، من اجل انه خارج من السبيل والجسد. وربما سفد هذا الجنس والذكر والانثى على ظهورهما اعنى جنس الحيوان الذى يسمى مالاقيا. ولم يظهر بعد ان كان ذلك لحال ولاد او لعلة اخرى. 16- ومن الحيوان المحزز الجسد ما يسفد ويسفد ويكون ولاده من حيوان مثله كما يعرض للحيوان الذى لا دم له، مثل الجراد والضرار والدبر والنمل، ومنه ما يسفد ويسفد ويلد ولدا لا يشبهه بالجنس بل دود فقط، ولا يكون ذلك الحيوان من حيوان بل من رطوبات تعفن، ومنه ما يكون من اشياء يابسة <مثل> الفراش والذباب والذراريح، ومنه ما لا يكون من حيوان ولا يتسافد مثل البق والبعوض واجناس اخر مثل هذه. ومن الاجناس التى تتسافد اكثر الاناث اعظم جثثا من الذكورة. وليس تظهر فى الذكورة سبل يكون فيها زرع ولا يكون للذكر عضو يدخل فى الانثى البتة بل عضو الانثى يدخل فى الذكر من اسفل. وقد عوين ذلك فى اصناف كثيرة. ولقليل منها يعرض خلاف ذلك***. وبقدر قول القايل يعرض مثل هذا العرض ايضا لكثير من السملك الذى يبيض بيضا والحيوان الذى له اربعة ارجل ويبيض بيضا. اعنى ان الاناث اكبر جثثا من الذكورة لأن ذلك اوفق للمولود وما يحمل فى البطن. وارحام الاناث ملايمة لشكل هذا الجنس وهو يوجد قريبا من المعاء كما يوجد فى ساير الحيوان وفى الرحم يكون المحمول. وذلك بين فى الجراد وكل حيوان له عظم بين***. فاما الحيوان المحزز الجسد فليس يستبين ذلك لحال صغره. فهذه حال اعضاء الحيوان الموافقة للولاد التى لم تذكر فيا سلف. قد بقى لنا ذكر المنى واللبن. فنحن نأخذ حيننا هذا فى ذكرهما لأنهما من جنس ما ذكرنا آنفا ونبدأ بذكر المنى اولا ثم نذكر حال اللبن بعد ذلك. 17- فمن الحيوان ما يخرج منه منى وذلك ظاهر بين مثل ما يستبين فى جميع الحيوان الدمى الطباع، فاما الحيوان الحزز الجسد والذى يسمى بليونانية مالاقيا فليس حاله بمعروفة، اعنى إن كان يخرج منه منى ام لا. ولذلك ينبغى لنا ان نطلب اولا ونعلم إن كان جميع الذكورة تفضى زرع ام لا، وان لم تكن جميع الذكورة تفضى نطلب لأى علة يفضى بعض الحيوان وبعضه لا يفضى. وإن كانت الاناث تفضى اولا وماذا موافقة الاناث فى الولاد. وايضا نتفقد وننظر ماذا يكون من موافقة الزرع للولاد، وبقول كلى ماذا طباع الزرع وماذا طباع الطمث فى الحيوان الذى له هذه الرطوبة وتخرج منه. ويظن ان جميع ما يولد انما يولد من زرع، والزرع من الذين يلدون. فهو من طلبنا الذى نطلب حيننا هذا هل الذكر يفضى والانثى جميعا او احدهما فقط، وهل يخرج الزرع من جميع الجسد ام لا، فانه مما ينبغى ان يكون خروج الزرع من كل الجسد، وان لم يكن خروجه من كله فليس ينبغى ان يكون من الجنسين اعنى الذكورة والاناث. ولذلك ينبغى ان نلطف الرأى فى هذا الطلب ونعلم إن كان الزرع يخرج من كل الجسد وكيف حاله، فان من الناس من يرى ان خروجه من كل الجسد. والشهادات التى تستشهد فيما نطالب حيننا هذا اربعة. اما الشهادة الاولى فشدة اللذة لأن اللذة التى تكون من كثرة الاعضاء اغلب واكثر من اللذة التى تعرض من قليل من الاعضاء. والشهادة الثانية ما يعرض من الولاد. فقد يولد من الجسد الناقص جسد ناقص ايضا، لأنه لحال نقص العضو لا يخرج من زرع بزعم بعض الناس. فاذا لم يجى منه زرع لا يكون للمولود عضو مثله. والشهادة الثالثة شبه الذين يولدون بالذين ولدوا، فان الولاد تشبه الذين ولدوا بكل الجسد والاعضاء تشبه الاعضاء. فان كان المولود يشبه الوالد بكلية فعلة الشبه خروج الزرع من كل الجسد والاعضاء تشبه الاعضاء لحال خروج الزرع من كل عضو. وايضا يظن انه مما ينبغى ان يكون خروج الزرع من كل عضو اذ كان خروجه من الكل، اعنى بقولى الكل الذى منه يكون اولا، فان كان لذلك الكل زرع فلكل واحد من الاعضاء زرع ايضا. وهذه الشهادات مقنعة لأهل هذه الاهواء من اجل ان الذين يولدون يشبهون الوالدين ليس بالخلقة الطباعية فقط بل بالاشياء العرضية ايضا. وقد ولدوا اولاد كثيرة فى اجسادهم آثار جراح مثل الآثار التى كانت فى الوالدين فى تلك الاماكن باعيانها، وولد مولود به شامة فى العضد مثل الشامة التى كانت فى الاب وذلك فى البلدة التى تسمى باليونانية خلقيدون وكانت تلك الشامة مبددة مفترقة ليست بمجتمعة. فمن هذه الحجج يقنع بعض الناس ان الزرع يخرج من جميع اعضاء الجسد. 18- واذا نظر احد فى ذلك نظرا شافيا وجد خلاف ما ذكرنا، لأنه ليس نقض الحجج التى ذكرنا بعسير، ويعرض ان نقول اقاويل أخر لا تمكن ولا تستطاع. فليس الاحتجاج بشبه المولود للوالد مما يقوى قول القايل ان الزرع يخرج من جميع الاعضاء، لأنه ربما كان الولد يشبه الوالد بالصوت والاظفار والشعر والحركة، وليس يمكن ان يكون خروج زرع من هذه الاشياء البتة. ومن الذين يلدون من ليس له بعد شعر ولا لحية. فكيف يكون ذلك فى الولود ان كان الزرع يخرج من كل عضو وايضا يكون المولود يشبه قدماء الآباء مثل الجد وجد الجد ولم يخرج من اولئك زرع. وقد يكون الشبه بعد قرون كثيرة مثل العرض الذى يعرض فى البلدة التى تسمى باليونانية إيليس، فان امرأة من اهلها جامعت حبشيا فولدت ابنة بيضاء ثم حملت تلك الابنة فولدت حبشيا. وهذا العرض يعرض للشجر ايضا، لانه بين ان زرع الشجر لا يخرج من جميع اجزائه. ومن اجزاء الشجر ما يكون ناقصا ومنه ما يكون تاما ومنه ما لا يكون نابتا ومنه ما يمكن ان يخرج منه ما لا يكون نابتا ومنه ما يمكن ان يخرج ومنه ما يكون لاصقا بالشجر. وايضا ينبغى ان يخرج من القشور التى تحيط بالثمرات وتسترها إن كان الزرع يخرج من كل جزء ولذلك يشبه. وايضا ينبغى لنا ان نطلب ونعلم إن كان الزرع يخرج من الاعضاء التى اجزاؤها تشبه بعضها بعضا فقط كقولى من اللحم والعظم والعصب، او يخرج ايضا من الاعضاء التى اجزاؤها لا تشبه بعضها بعضا مثل الوجه واليد والرجل، فان كان الزرع من هذه فقط فبها يشبه المولود الوالد اعنى الاعضاء التى اجزاؤها لا تشبه بعضها بعضا مثل الوجه واليد والرجل. فان كان المولود لا يشبه الوالد بهذه الاعضاء فهو بين ان الشبه لا يكون من قبل ان الزرع خرج من كل الجسد بل لعلة أخرى. فان كان الزرع يخرج من الاعضاء التى اجزاؤها لا تشبه بعضها بعضا فهو بين انه لا يخرج من جميع الاعضاء بل يخرج من الاعضاء التى اجزاؤها تشبه بعضها بعضا، لأن تلك من قبل هذه وتركيب هذه من تلك اعنى تركيب الاعضاء التى اجزاؤها لا تشبه بعضها بعضا من التى اجزاؤها تشبه بعضها بعضا، وكما يولد المولود وهو يشبه الوالد بالوجه واليدن كذلك ينبغى ان يشبه باللحم والاظفار. فان كان الزرع من كليهما فاذا فن الولاد، لأن الاعضاء التى اجزاؤها لا تشبه بعضها بعضا مركبة من الاعضاء التى اجزاؤها تشبه بعضها بعضا، فهو بين انه إن كان الزرع يخرج من هذه فخروجه من تلك اولا لأنه إن كان يخرج من التركيب فهو اولى ان يخرج من الاشياء المبسوطة التى منها صار التركيب. كقول القايل إنه إن كان يخرج شىء من الاسم المكتوب فهو يخرج من الهجاء الذى به يكتب ذلك الاسم وإن كان يخرج من الهجاء فهو اولى ان يكون خروجه من الحروف التى منها ركب الهجاء قبل اعنى من الاسطقسات. فينبغى ان نقول ان الزرع يخرج من الاسطقسات الأول لأنه ليس مما يمكن ان يخرج من التركيب. وليس يمكن ان يكون الولد شبيها بالوالدين اعنى بالتركيب، فان كان التركيب الذى يخلق فهو الامر الآخر الذى يكون علة الشبه وليس خروجه من كل الجسد. وايضا إن كانت الاعضاء مفترقة كيف يعيش. وإن كانت متصلة فهو حيوان صغير. وكيف تكون حال الانثين، فانه إن كان الذى يخرج من الذكر والانثى بنوع واحد ينبغى ان يكون مولود شبيها بكليهما ولا يكون المولود واحدا بل اثنين. وينبغى ان يكون منها حيوانين لأن زرع الانثى يخرج من كل الجسد وزرع الذكر كمثل. وإن كان ينبغى لنا ان نقول مثل هذا القول فيشبه ان يكون قول انبدوقليس موافقا له ايضا،*** فانه يزعم ان فى الانثى وفى الذكر شيئا شبيها باتفاق، وان الكل لا يخرج من احدهما، بل طباع الاعضاء مفترق. ولاى علة لا تلد الاناث من ذاتها إن كان الزرع خرج من كل وللاناث موضع قبول لذلك الزرع. فاما كما يظهر لنا فهو احد الامرين إما لا يخرج الزرع من كل ولما يخرج كما قال اعنى من كليها ولذلك دعت الحاجة الى جماع الذكر والانثى. وهذا ايضا مما لا يمكن، مثل ما نقول انه لا تسلم الاولاد اذا كثرت ان كانت اعضاء مفترقة ولا يمكن ان تكون متنفسة، كما يولد انبدوقليس من الصداقة، حيث يزعم ان رؤوسا كثيرة نبتت بغير اعناق، ثم يقول انه متصل. وهو بين ان ذلك مما لا يمكن، فانه لا يمكن ان يسلم شىء لا نفس له ولا هو حيوان، ولا يمكن ان يكون مثل كثرة الحيوان ويتصل ويلتام بعضها ببعض بقدر ما يكون جميعها حيوانا واحدا. وانما يعرض ان يقول هذا القول من يزعم ان الزرع يخرج من كل الجسد، مثل ما يعرض للنابت من الارض، وذلك من قبل الصداقة، وبهذا النوع يخرج الزرع من الاعضاء التى فى الجسد. وليس يمكن ان تكون الاعضاء متصلة ويخرج ما يخرج منها متصلا مجتمعا فى مكان واحد، لأن الاعضاء لا تجتمع ايضا. وكيف يمكن ان نقول ان الاعضاء التى فوق والتى اسفل مفترقة والتى فى الناحية اليمنى والتى فى الناحية اليسرى والتى فى مقدم الجسد وفى مؤخره فان جميع هذه الاقاويل من الخطأ ومما ليس بمقبول. وايضا بعض الاعضاء منفصلة بالقوة وبعضها بالآفات، فاما الاعضاء التى اجزاؤها لا تشبه بعضها بعضا فهى منفصلة بانها تقوى على ان تفعل شيئا مثل اللسان واليد، فاما الاعضاء التى اجزاؤها تشبه بعضها بعضا فهى منفصلة بالجساوة والين وساير الآفات التى تشبه هذه. فهو بين انه لا يمكن ان يكون الذى يخرج مشاركا بالاسم للاعضاء، اعنى دم من دم او لحم من لحم. وان يمكن ان يكون الدم من كينونة شىء آخر فليس من علة الشبه. وانما يقولوا مثل هذا القول الذين يزعمون ان الزرع يخرج من جميع الاعضاء. ويمكن ان يكون الخروج من واحد فقط ان كان لا يكون من الدم دم. ومن اجل ماذا لا يكون جميعها من واحد. وهذا القول يشبه قول انكساغورس فانه يزعم انه لا يكون شىء من التى اجزاؤها تشبه بعضه بعضا. ولكن هو يوجب هذا القول على ولاد الحيوان، فاما انبدوقليس فهو يوجبه على كل، فبأى نوع تنشو هذه الاعضاء إن كان خروجها من كل. فاما انكساغورس فهو محسن حيث يزعم ان اللحم يزداد على اللحم من قبل الغذاء. فاما بقدر قول الذين يخالفون هذا الرأى ويزعمون ان الزرع يخرج من الكلى، كيف يمكن ان يكون اللحم اكثر اذا زيد عليه غذاء آخر، إن كان الذى يزداد لا يتغير ويصير لحما.*** ولماذا لا يصير الزرع من ساعته مثل الذى يخرج منه ويكون ممكنا ان يكون منه دم ولم***، فان هذا القول مما لا يستطاع ايضا، فهو يكون بالتمزيج فى أخرة كما يمزج الشراب اذا صب عليه الماء. فانه كان قبل ذلك غير ممزوج وهو بعد ما صب عليه الماء مائى دقيق. فاما قول القايل ان الزرع لحم وعظم وكل واحد من ساير الاعضاء من عصب ولحم فهو ما يجاوز قولنا ومبلغ رأينا. وايضا فيما بين الذكر والانثى اختلاف فى اوان الحمل كما يقول انبدقليس، فانه يزعم انه من اول الحمل تكون اناث وذكورة***. وقد علمنا ان النساء يتغيرون والرجال كمثل، وكما يعرض ان لا يولد لهم فى اول الزمان ثم يولد لهم كذلك يعرض ان يكون لهم اولاد ذكورة بعد ان كانت اولادهم اناث، فليس يكون الاناث والذكورة من قبل ان الزرع يخرج من كل الجسد بل لذلك علة أخرى اعنى اعتدال الزرع او غير الاعتدال أى الزرع الذى يخرج من الرجل ومن المرأة. فهو بين ان الذى يجتمع من الزرعين شىء خاص موافق لكينونة عضو الذكر وعضو الانثى لأن من الزرع الواحد يمكن ان يكون ذكر وانثى ليس لأن فيه عضو من الاعضاء التى ذكرنا بل فى الزرع قوة موافقة لخلقة ذلك العضو. ومثل هذا القول نقول فى ساير الاعضاء، فانه <إن> لا يخرج من الرحم زرع الرحم الآخر فالقول واحد على ساير الاعضاء. وايضا بعض الحيوان يكون لا مما يشبه جنسه ولا مما يخالف جنسه، مثل الذباب واجناس الفراش. ومن هذه ايضا يكون حيوان ولكن ليس طباعه شبيها بجنس الذى يكون منه بل يخرج منه دود. فهو بين ان المختلفة بالجنس لا تكون من الزرع الذى يخرج من كل الجسد، فانه لو كان منه لكان شبيها به إن كان الشبه علامة خروج الزرعين من كل الجسد. وايضا من سفاد واحد يلد بعض الحيوان اولادا كثيرة، وهذا العرض يعرض لشجر ايضا. وهو بين لكل ان من حركة واحدة تثمر الشجرة كل ثمرة فى كل سنة. وكيف يمكن ذلك إن كان الزرع يخرج من الكل، فان الافضاء الذى يخرج انما هو من حركة <واحدة> وتهيج واحد وباضطرار يكون من جماع واحد ومن افتراق واحد. وليس يمكن ان يكون الافتراق فى الارحام، لأن الافتراق يصير زرعا مثل الزرع الذى يخرج من الحيوان، وذلك مما لا يستطاع. وايضا ما يوجد من قضبان الشجر وينصب فيثمر ثمرة ويخرج زرعا من ذاته. فهو بين انه قبل ان توجد تلك القضبان من حدود الشجر وينصب كانت فيها قوة نبات الثمر ولم يكن الزرع من كل الشجرة. والدليل على قولنا الشهادة العظيمة التى رأينا مرارا شتى فى الحيوان المحزز الجسد، فانه إن لم يعرض ذلك فى جميع هذا الصنف فهو يعرض لكثرته فى اوان السفاد، اعنى ان الانثى تمد عضوا من اعضائها فتدخله فى جوف الذكر كما قلنا فيما سلف. وبهذا النوع يكون سفادها، لأن الذى يكون اسفل يدخل العضو فى الذى فوق. ولم يعاين ذلك فى جميع الحيوان الحزز الجسد بل فى اكثره. فهو بين انه*** ليس علة الولاد خروج الزرع من كل الجسد، بل علة أخرى ينبغى لنا ان نطلبها ونلطف النظر فيها، فانه اشبه ان نقول*** ان علة الولاد ليس خروج الزرع من جميع الاعضاء بل مما يجبل ويخلق كقولى ان الكرسى يكون من النجار وليس هو من الهيولى. فاما حيننا هذا فانهم يزعمون ان الشبه يكون مثل ما يكون من الخفاف كقول القايل ان الابن يشبه الاب لأنه يلبس مثل لباسه. فاما اللذة فهى تكون شديدة جدا عند وقت المجامعة، وليس علة ذلك خروج الزرع من كل الجسد بل علته من قبل شدة التهيج والدغدغة. ولذلك تكون لذة الذين يكثرون الجماع اقل. وايضا انما تكون اللذة فى آخر الجماع، وقد كان ينبغى ان تكون اللذة فى جميع الاعضاء بالسوية، ولا تكون فى بعضها قبلا وفى بعضها فى أخرة. ومن اجل هذه العلة التى هى فهى يكون اولاد نواقص من والدين نواقص ويكون الاولاد يشبه الآباء. وقد يمكن ان يكون اولاد تامة من آباء نواقص اعنى بذلك مضرورين ويكون اولاد لا يشبهون آباءهم. وسننظر فى علة جميع ذلك فى أخرة، لأن هذه المسألة مشتركة. *** فليس علة ما ذكرنا خروج الزرع من كل الجسد. وإن لم يكن خروجه من كل الجسد ليس يعرض للقول شىء من الخطأ ولا إن لم يكن الزرع يخرج من الانثى. ايضا نقول ان الانثى تكون بنوع من الانواع علة الولاد، فإنا قد علمنا ان الزرع لا يخرج من جميع الاعضاء. وابتداء هذا الطلب وما يتلوه النظر فى طباع الزرع والمعرفة به والبيان ماذا هو. فانا اذا اوضحنا ذلك قوينا على معرفة علل اعمال الزرع والاعراض التى تعرض لها. وينبغى ان يكون الزرع الذى منه يكون ما يقوم من قبل الطباع اعنى الامر الاول الذى منه علة التقويم مثل ما نقول ان المهن ابتداء ما نقول انه من الانسان والزرع مثل الانسان الذى يخرج منه اولا وكذلك هو فى ساير الحيوان. وقد عملنا ان آخر يكون من آخر بانواع شتى نقول انه بنوع آخر يكون الليل من النهار وبنوع آخر يكون الرجل من الصبى لأنه انما يكون بعده. وبنوع آخر يكون صنم النحاس من النحاس وصنم العود من العود والسرير كمثل، وجميع الاشياء التى تكون من الهيولى ويقال انها من شىء يقبل شكلا. وبنوع آخر يقال انه يكون من صاحب علم اللهو آخر <غير> عالم باللهو ويكون من الصحيح سقيم بنوع آخر وبقول عام مثل ما نقول ان الضد يكون من الضد. وايضا وغير هذه الانواع الفن الذى يذكر ابيخرموس، فانه يقول ان القتال يكون من المحل والنميمة والصخب، ولجميع هذه الاشياء اول اعنى ابتداء الحركة. ومن هذه الانواع ما ابتداء الحركة فيه مثل الانواع التى ذكرنا حيننا هذا فان المحل والنميمة ابتداء جميع القتال والمحاربة، ومن هذه الفنون ما علته من خارج مثل ما نقول ان المهن ابتداء الاشياء المعمولة والسراج ابتداء الضوء الذى يكون فى البيت. وهو بين ان الزرع فى احد هذين الاثنين، من اجل ان الذى يكون منه انما يكون مثل من الهيول ومن مثل الاول المحرك، لأنه لا يمكن ان يكون مثل هذا الذى يكون بعد هذا مثل ما يكون غرق المركب الذى كان من اثيناس ولا يمكن ان يكون مثل الذى يكون من اضداد بلاتغير، لأنه لا يمكن ان يكون الضد من الضد ومن قام وهو قايم بذاته، بل ينبغى ان يكون شىء آخر موضوع ليكون منه وهو الموضوع الاول. وينبغى لنا ان ننظر فى حال الزرع وننظر إن كان مثل هيولى ومثل الشىء الذى يلقى ويفعل به اومثل صورة وصانع. وهو بين انهما بكونان بالسوية وكيف يكون الولاد الذى يكون من الاضداد فى جميع الذى يكون من الزرع، فان الولاد الذى يكون من الاضداد طباعى، من اجل انه يكون من الاضداد اعنى من ذكر وانثى ومنه ما يكون من واحد مثل الشجر وبعض الحيوان اعنى الحيوان الذى ليس فيه ذكر وانثى بنوع افتراق. فالمنى يقال ذلك الذى يخرج من الذى يلد فى جميع اصناف الحيوان الذى يجامع ويسفد، وهو من قبل الطباع الاول الذى فيه ابتداء الولاد. فاما الزرع فهو الذى له ابتداء من كل الذين يجامعون مثل الشجر وبعض الحيوان الذى ليس فيه الذكر والانثى مفترقا، مثل الذى يكون من الذكر والانثى فله خلط الاول <مثل> المحمول ومثل البيضة، فان فى هذا الذى يخرج من الاثنتين. وبين الزرع والثمرة اختلاف اعنى ان منه ما هو اول ومنه ما يكون فى أخرة، لأن الثمرة تكون من آخر فاما الزرع فمنه يكون آخر وإن لم يكن كما ذكرنا فكلاهما شىء واحد هو فهو. وينبغى لنا ان نقول ايضا لماذا الطباع الاول اعنى طباع الذى يقال له زرع مثل منى. وباضطرار يعرض ان نقول ان كل ما ناخذ فى اجسادنا اما ان يكون جزأ من الاشياء الطباعية وذلك اما من*** التى اجزاؤها تشبه بعضها بعضا او من التى على غير الطباع، مثل خروج او فضلة او اجتماع او بقية طعام***. وهو بين انه ليس بجزء، لأن اجزاءه تشبه بعضها بعضا وليس من هذا شىء مركب مثل المركب من عصب ولحم. وايضا ليس هو مفترقا، فاما ساير الاشياء فجميعها اجزاء. وايضا ليس هو من التى على غير الطباع ولا هو نوع من انواع النقص والضرورة لأنه فى كل ومنه يكون الطباع. وهو بين ان الطعام والغذاء دخيل. فباضطرار نقول انه ذوب <او فضلة، واما القدماء فقالوا انه ذوب> يخرج من الجسد لأن القول انه يخرج من الكل لحال الحرارة التى تكون من الحركة له قوة ذوب. والذوب من الاشياء التى على غير الطباع، وليس يمكن ان يكون من الاشياء التى على غير الطباع شىء على الطباع. فباضطرار يكون فضلة. وكل فضلة تكون من الطعام الذى لا يحتاج اليه <او من الذى يحتاج اليه> وليس تلك الفضلة مما يستعمل ولا ينتفع به. وانما اعنى بقولى الذى لا ينتفع به الشىء الذى لا يمكن ان يكون منه شىء آخر موافق لاعمال الطباع والذى يزداد ضرورة اذا فنى اكثر، فاما الذى يحتاج اليه فى اعمال الطباع فهو على خلاف ذلك. وهو بين ان الزرع ليس هو فضلة مثل هذه الفضلة، لأن الفضلة تكون كثيرة فى المضرورين لحال مرض او سوء مزاج او قرن لم يبلغ مبالغ الرجال، فاما الزرع فهو فيهم قليل. وربما لم يكن فيهم منه شىء او يكون غير موافق لولاد لأنه يخالطه جزء من الفضلة الردية***. وانما الذى يحتاج اليه وينتفع به الاخير والذى منه يكون كل واحد من الاعضاء فان منه ما هو اول ومنه ما هو اخير. ففضلة الغذاء الاول بلغمى وشىء آخر مثله، لأن البلغم فضلة الطعام الجيد الذى يحتاج اليه. والعلامة الدليلة على ذلك من قبل انه يخالط الطعام ويكون مثل الغذاء وهو يفنى اذا تعب وعمل الجسد. فاما الاخير فانه يكون قليلا جدا من طعم كثير. وينبغى لنا ان نعلم ان جميع الحيوان والشجر ينشو ويعظم فى كل يوم قليلا قليلا حتى ينتهى الى حده الذى طبع عليه والى غاية عظمه.*** فنحن نقول فى الزرع خلاف قول القدماء، لأن اولئك قالوا ان الزرع انما هو الذى يخرج من الكل، ونحن نقول ان الزرع <هو> الذى فى طباعه ان يكون موافقا لكل، واولئك يقولون ان الزرع ذوب من ذوب الجسد ونحن نقول انه فضلة يحتاج اليها. ومن الامثل ان يكون الاخير الذى يزاد على الجسد شبيها والذى يقوى على مثل هذا ايضا، مثل ما يقوى المصور على صنعة الصنم الذى يشبه انسانا***. وكل ما يذوب من الجسد يبلى ويفسد وينتقل عن طباعه. والعلامة الدليلة على ان الزرع فضلة وليس هو ذوب من قبل ان الحيوان العظيم الجثة قليل الولد، والحيوان الصغير الجثة كثير الولد. وباضطرار يكون ذوب كثير فى الحيوان العظيم الجثة وفضلة يسيرة، لأن الفضلة تفنى فى عظم الجثة وهو يحتاج الى غذاء كثير فمن اجل ذلك تكون الفضلة قليلة. وايضا ليس للذوب مكان فى الجسد البتة، اعنى مكانا طباعيا بل يسيل حيث ما سهل عليه. فاما جميع فضول البدن فلها اما كن معروفة اعنى ان فضلة الطعام اليابس مكانه <البطن> الاسفل وفضلة الرطوبة مكانه المثانة، ومكان الطعام الذى يحتاج اليه البطن الاعلى، ومكان الزرع الارحام والاعضاء الموافقة للجماع ومكان اللبن الثديان، لأنه يجتمع فيها وبها يسيل. والاعراض التى تعرض تشهد لنا ان الزرع فضلة ينتفع بها ويحتاج اليها، لأن طباع الزرع على مثل هذه الحال. واذا خرج من الجسد زرع قليل يتحلل ويسترخى ويضعف، وذلك ان الضعف يكون بينا، لأن الجسد يعدم تلك الفضلة التى تكون من تمام الغذاء. ولقليل من الناس تعرض راحة بعد خروج الزرع ويذهب الثقل من الجسد، وانما اولئك الاحداث الذين يكثر فيهم الزرع، كما يعرض للجسد الثقل من كثرة الطعام فاذا ذهب ذلك الثقل اخصب الجسد وخف وحسنت حاله***. ليس يخرج من الرجل زرع فقط بل زرع مخلوط بفضلة، وتلك الفضلة سقيمة ردية فمن اجل هذه العلة لا يولد لكثير من الناس لأنه ليس فيما يفضى الرجل إلا زرع قليل. ويعرض لكثير من الناس من الجماع استرخاء وضعف لحال العلة التى ذكرنا. وليس يكون زرع فى اصحاب الجيل الاول ولا فى اصحاب السن والكبر ولا فى اوان السقم والمرض، اما فى السقم فلحال الضعف واما فى اوان السن والكبر فلأن الطباع لا ينضج ما فيه كفاية، فاما فى الاحداث فلحال النشو، فان قوة الزرع تفنى فى نشو الجسد. وفى خمسة اعوام يأخذ جسد الرجال من نشو عظم الاجساد مثل نصف ما يأخذ فى جميع ساير الازمان. وقد تكون فصول تعرض للحيوان وللشجر والاجناس تقاس الى اجناس أخر بهذه الاعراض التى ذكرنا وتكون الفصول ايضا فى الجنس الواحد الذى هو فهو فى المتشابه بالصورة اذا قيست بعضها الى بعض كقياس بالانسان الى الانسان وكرمة الى كرمة، لأن منها ما هو كثير الزرع ومنها ما هو قليل الزرع ومنها ما ليس فيه زرع البتة وليس لحال الضعف بل لبعضها خلاف ذلك. اعنى ان الفضلة تفنى فى الجسد مثل ما يعرض لبعض الناس. اعنى انهم اذا صحت اجسادهم وكثر لحمهم وكان شحمهم اكثر لا يفضون إلأ زرعا قليلا ويكون شهوتهم الى الجماع اقل. وكذلك تعرض هذه الآفة لكثير من الكروم التى تخصب وتقتلم لحال كثرة الغذاء، فثمرة تلك الكروم تنقص وتفسد. والتيوس ايضا اذا سمنت لاتسفد إلا سفادا يسيرا ومن اجل ذلك يهزلونها قبل السفاد اهل البصر بتدبيرها، ويكسحون الكروم الحصبة جدا. والناس الذين شحومهم اكثر من شحوم غيرهم لا يلدون إلا قلة اولاد اعنى اقل من الذين ابدانهم معتدلة، وكذلك يعرض للنساء ايضا لأن الفضلة التى تكون فى اجساد السمان تنضج وتكون شحما، من اجل ان الشحم انما هو فضلة ايضا لحال جودة الطعم وصحة الغذاء. ومن الشجر مالا يثمر لحال العلة التى ذكرنا مثل الخلاف والحور الرومى. وقد تكون علل أخر لهذه الآفة ايضا، لأن هذا العرض ربما عرض لحال ضعف قوة*** كما قلنا فيما سلف. وكذلك يكون مزمنة ايضا وكثرة الزرع، بعضها لحال القوة وبعضها لحال الضعف. وفى اهل السقم تجتمع فضلة كثيرة لا ينتفع بها، ولذلك يعرض منها امراض ردية ولا سيما اذا لم يستنقى الاجساد. فمن هذا الصنف من يصح من الجماع ومنهم من يهلك، لأن الاجساد تذوب ذوبا كما يعرض لاصحاب كثرة البول. فقد يعرض لبعض الناس منه امراض ايضا. وسبيل الفضلة والزرع واحد***. وفى الجسد فضلة من الطعام اليابس والرطب وفضلة الرطوبة تخرج من السبيل الذى منه يخرج المنى، لأنه فضلة رطوبة، وغذاء جميع الاعضاء رطب، فاما الفضلة اليابسة فلها سبيل آخر مفرد بذاته. وايضا الذوب ابدا ممرض، واما خروج الفضلة فنافع <لان> فى خروج الزرع خروج كليها لحال خلط الطعام الجيد النافع مع غيره. ولو كان الزرع ذوبا دايما ما يزعم بعض الناس، لكان يضر. ونحن نرى ان الزرع لا يفعل ذلك فى كل حين فقول الذين يزعمون ان الزرع ذوب باطل. وقد استبان ان الزرع فضلة طعام يحتاج اليه وفضلة الغذاء الاخير***. 19- وقد بقى لنا ان نفسر ونبين فضلة غذاء الزرع ونصف حال الطمث، فانه يكون فى كثير من اناث الحيوان الذى يلد حيوانا، فانا اذا فعلنا ذلك استبانت حال الانثى ايضا هل تفضى زرعا مثل الذكر، وذلك الذى يخلق ويولد خلط من الزرعين ام لا يخرج من الانثى زرع البتة، ولان لم يخرج منا زرع فنطلب ايضا ان كانت الانثى لا توافق الولاد بنوع آخر ايضا او لها موافقة، وإن كانت تلك الموافقة بقبول الزرع وتعب التربية ام لها ايضا موافقة أخرى بنوع من الانواع. وقد بينا فيما سلف ان الدم هو الغذاء الاخير فى الحيوان الدمى او ما يلايم الدم فى الحيوان الذى له شىء آخر ملاسم للدم. وقد اوجبنا ان الزرع انما هو فضلة غذاء وفضلة الغذاء الاخير، وذلك إما ان يكون دما او شيا آخر ملايما له. وانما يكون كل واحد من الاعضاء من نضوج الدم وتفريعه بنوع من الانواع، واذا نضج وانطبخ الزرع يخرج متغيرا ليس على لون الدم، فاما اذا خرج غير نضيج واذا حمل الرجل على نفسه فى كثرة الجماع خرج الزرع دميا، فمن ها هنا يستبين ان الزرع فضلة الغذاء الدمى الاخير الذى يفترق فى الاعضاء. ولذلك له قوة عظيمة وخروج الزرع من الجسد الصحي مما يحلله ويرخيه ويضعفه. وبحق تكون الاولاد شبيهة بالوالدين، لأن الذى يخرج من الاعضاء شبيه بالذى بقى مثل الزرع الذى يخرج من اليد او من الوجه او من كل الحيوان فانه ليس يقال يد مفصلة ولا وجه ولا حيوان كلى. فالزرع بالقوة مثل كل واحد من الاعضاء التى هى بالفعال، ولم يستبين لنا بعد ان كان ذلك بالجسم او بالقوة التى فيه. ولم يستبين مما فصلنا هل علة الولاد علة جسد او زرع او له حال من الحالات وابتداء حركة بنوع قبول آخر من آخر، فانه لا يمكن ان تكون يد ولا عضو آخر من الاعضاء بغير قوة نفس بل لكل عضو شركة من القوة النفسية ولذلك يشترك العضو والكل باسم النفس. وهو بين ان الذوب الذى يعرض للناس من خروج الزرع فضلة ايضا. وانما يعرض ذلك اذا تحلل فى الاول القديم مثل ما يتحلل البخور اذا وضع على النار. وبهذا النحو يتحلل الغذاء الاخير ويذوب اذا عرض للجسد سقم. فينبغى ان نميز هذه الاشياء بقدر هذا الفن. وباضطرار تكون فضلة كثيرة فى الاجساد السقيمة ويكون نضوج تلك الفضلة اقل واضعف، وينبغى ان تكون تلك الفضلة كثرة رطوبة دمية، وتكون اضعف لأنه ليس فيها إلا حرارة طباعية قليلة. وقد بينا فيما سلف ان طباع الاناث ضعيف اعنى اقل حرارة من الذكورة. فباضطرار يكون الدم الذى يخرج من الاناث فضلة مثل الدم الذى يخرج من الطمث. وهو بين ان الطمث فضلة وتلك الفضلة ملايمة للزرع الذى يخرج من الذكورة. وهذا القول صواب والدليل على ذلك الاعراض التى تعرض لهذه الاشياء، فانه فى جيل واحد ووقت واحد يبتدئ يكون الزرع فى الذكورة والطمث يعرض للنساء، والاصوات فى ذلك الوقت تتغير وترتفع اماكن الثديين وما يليهما. والطمث ايضا يسكن فى آخر السن وينقطع الاولاد من الذكورة والطمث من النساء. وهذه العلامات دليلة على ان الطمث انما هو فضلة اجساد الاناث. واكثر ذلك لا يعرض للنساء نزف دم من عروق المقعدة ولا رعاف من الانف ولا وجع عرق النسا ما دام الطمث قايما، وان عرض شىء من هذه الاعراض يكون الطمث رديا، لأنه ينتقل الى اماكن أخر. وايضا اجساد الاناث الين واملس واقل شعرا من اجساد الذكورة لأن الفضلة التى فى اجساد الاناث تخرج من دم الطمث. وينبغى ان يظن ان هذه علة قلة اجساد الاناث فان اجسامهن دون اجسام الذكورة فى جميع اجناس الحيوان الذى يلد حيوانا، لأن خروج الدم اعنى الطمث انما يكون فى هذه الاجناس فقط وابين ما يكون فى النساء، لأنهن يخرجن دما كثيرا اكثر من جميع اناث الحيوان. ولذلك يكون كثير من النساء اكمد لونا من الرجال وعروقهن ليست بينة مثل عروق الرجال، وعظم اجسادهن اقل من عظم اجساد الرجال. فهو بين ان الطمث الذى يعرض للاناث شبيه بالزرع الذى يخرج من الذكورة فى الحيوان الذى يلد حيوانا، وليس يمكن ان يكون خروج شيئين بهما قوة زرع ولا يكونان معا، فهو بين ان زرع الانثى ليس مما يوافق الولاد، لأنه إن كان زرع لم يكن طمث، فاما إن كان الطمث فلا يمكن ان يكون الزرع. فقد قلنا ان الطمث فضلة كما قلنا ان الزرع فضلة. والاعراض التى تعرض لساير الحيوان تشهد لنا على ذلك، لأن ما كان من الحيوان سمينا يكون اقل زرعا من الذى ليس بسمين كما قلنا فيما سلف. وعلة ذلك من قبل ان الشحم ايضا فضلة كما اوجبنا ان الزرع فضلة وانه دم نضيج مطبوخ، ولكن ليس كينونة الطمث وكينونة الزرع على نوع واحد. فاذا فنيت الفضلة فى الشحم نقص الزرع وذلك فى الحيوان الدمى، ولهذه العلة يجوز حمل الحيوان البحرى الذى يسمى باليونانية مالاقيا والحيوان الخزفى الجلد. لأنه ليس له دم ولا يكون فيه شحم بل يكون فيه شىء آخر ملايم للشحم فتلك الفضلة تخرج من الجسد. وهذه العلامة دليلة على ان الانثى لا تفضى زرعا مثل زرع الذكر ولا يكون الولد من خلط الزرعين، كما قال بعض الناس فانه مرارا شتى تحمل الانثى بغير ان تعرض لها لذة فى وقت الجماع، كما تحمل اذا عرضت لها لذة فى وقت الجماع، وربما افضت المرأة والرجل معا فى وقت مساو ولا يولد منهما شىء ان لم يكن فى الرحم ندى معتدل من بقية الطمث. ومن اجل هذه العلة لا تلد الانثى البتة اذا لم تطمث واذا كثر طمثها لا تلد ايضا لأنه لا يبقى فى الرحم غذاء لكثرة خروج الدم. فربما لم يكن فى الرحم ندى ولا هيولى بقدر ما يقوى ان يكون تقويم الحيوان من قوة الزرع. وربما كثرت الرطوبة وافسدت الزرع فلم يكن منه ولد لحال الكثرة فاما اذا كانت الرطوبة معتدلة اخرجت فضلته وبقى منها ما فيه كفاية فحينئذ يكون تقويم الحيوان. واذا لم يكن طمث لا يمكن ان يكون ولاد واذا كان فيما بين ذلك ولم يكن فى أخرة. وعلة ذلك من قبل انه يبقى فى ارحام بعض النساء ندى كثير مثل ما يبقى بعد التنقية فى ارحام النساء الاتى يلدن وربما كانت الفضلة كثيرة بقدر ما يخرج الى خارج، وافواه بعض ارحام النساء تنغلق بعد تنقية الطمث. فاذا ذهبت كثرة الفضلة وبقيت منها بقية ولم يخف الرحم من كثرة نزف الدم قبل الرحم الزرع عند الجماع وكان منه حمل. وربما كان بعض الطمث بعد الحمل وذلك ليس برديء وقد عرض فيما سلف لبعض النساء الحوامل الطمث زمانا ولكن كان نزف الدم يسيرا ليس بتام. وذلك من قبل مرض لازم للجسد ولذلك كان يعرض قليلا فى الفرط واذا كان الطمث بقدر معروف فهو يكون خاصة على قدر الطباع. فهو بين ان للانثى موافقة فى الولاد من قبل الهيولى اعنى تقويم الطمث، وانما الطمث فضلة. 20- فاما ما يظن بعض الناس ان الانثى توافق الولاد لحال الزرع الذى تفضى عند الجماع لحال اللذة التى تجد مثل لذة الذكر فباطل فانه يخرج من الانثى شىء رطب ايضا، وليس تلك الرطوبة زرعية بل خاصة للمكان. اعنى انها تخرج من الرحم وهى تعرض لبعض النساء ولا تعرض لبعضهن. وانما تعرض للذين الوانهن بيض اكثر ذلك واللاتى يلدن اناثا ولا تعرض للسود وللمذكرات فى بعض الاوقات. وكثرة الرطوبة تكون ليس مثل إفضاء الزرع بل اكثر منه كثيرا. وايضا اختلاف الاطعمة يكون علة اختلاف خروج الرطوبة ويكون لهذه العلة اقل واكثر، مثل ما يعرض لاجساد اصحاب الحضار والجرى، فانه يعرض لهم خروج رطوبة كثيرة من اجسادهم. فاما اللذة التى تعرض عند الجماع فهى تكون ليس من خروج الزرع فقط بل من خررج الروح ايضا اعنى الروح التى من تقويمه يكون الزرع. وذلك بين من الاحداث الذين لا يقوون بعد على إفضاء الزرع وهم قريب من الاحتلام، وهو بين من الرجال الذين لا يولد لهم، فان اللذة تعرض لجميع الذين ذكرنا لحال الدغدغة التى تصيبهم *** ولحال الفضلة التى تصير الى البطن وتسهله لأنه لا يقوى على ان ينضج ويصير زرعا. والمرأة فى منظرها تشبه الغلام والحدث الذى لم يبلغ مبلغ الرجال وهى مثل رجل لا يولد له. وذلك يعرض لما من قبل ضعف الحرارة التى لا تقوى على نضوج زرع <من> الغذاء الاخير اعنى الدم او الذى هو ملايم له فى الحيوان غير الدمى لحال برودة الطباع. وكمثل ما يعرض اختلاف البطن لحال التخمة كذلك يعرض للدم الذى فى العروق ويكون خروج الطمث والدم الذى يسيل من افواه العروق التى فى المقعدة، لأن الطمث مسيل دم، ولكن هناك تكون لحال مرض فاما مسيل الدم فطباعى. فهو بين انه بحق يكون من الطمث ولاد، لأن الطهث دم ليس بنقى بل يحتاج الى عمل مثل ما يعرض لكينونة الثمرات اذا لم يكن غذاؤها تاما، فان الشجر يحتاج فى ذلك الاوان الى عمل وتنقية. من اجل هذه العلة اذا خالط الزرع الذى هو غذاء نقى لهذا الدم الذى ليس بنقى يكون الولاد من الزرع ويكون الغذاء من دم الطمث. والعلامة الدليلة على ان الانثى لا تفضى زرعا اللذة التى تصيبها فى الجماع من المس بمثل الفن الذى يصيب الذكر وليس يخرج هذا الندى من هناك. ولذلك لا يعرض خروج هذه الرطوبة لجميع الاناث بل الاناث الدمية فقط، وليس لجميع الاناث الدمية بل للاتى ارحامهن ليست تحت الحجاب وهو المكان الذى يكون فيه تقويم البيض وليس يعرض هذا العرض للاناث اللاتى ليس لهن دم بل شىء آخر ملايم للدم، لأنه مثل ما يكون فى بعض الحيوان الدم كذلك يكون شىء آخر فى الحيوان الذى ليس له دم. ويبس الاجساد علة عدم التنقية اعنى نزف الدم الذى ولا يكون فى الاناث الدمية ولا فى الاناث التى تكون ارحامهن قريبة من الحجاب ويبضن بيضا، فان يبس الاجساد يصير الفضلة ناقصة لا تكون تلك الفضلة إلا بقدر ما يوافق تقويم الولاد فقط، فاما خارج فليس يخرج منها شىء. فاما الحيوان الذى يلد حيوانا بغير ان يبيض بيضا مثل الانسان وذوات الاربعة الارجل التى تثنى الرجلين الى خلف فهى تخرج رطوبة. وجميع اهذه لاصناف تلد حيوانا بغير ان يبيض بيضا. فلجميع هذه الاصناف يعرض خروج هذه الرطوبة ما خلاما كان منها مضرورا فى الولاد مثل جنس البغال، وليس نزف الدم بينا فى اناث ساير الحيوان مثل ما هو فى النساء. وقد وصفنا فى الاقاويل التى وصفنا فى مناظر الحيوان كيف تعرض هذه الاشياء لكل واحد من الحيوان. فاما طمث النساء فكثير والزرع الذى يفضى الرجال كثير بقدر قياس عظم الاجساد. وانما يكثر الزرع من مزاج الجسد الرطب الحار. وباضطرار ينبغى ان تكون فضلة كثيرة فى مثل هذا المزاج. وايضا ليس فى اجساد النساء اعضاء تميل اليها الفضلة مثل ما لساير الحيوان، لأنه ليس فى اجسادهن كثرة شعر ولا عظام ولا قرون. والعلامة الدليلة على ان الزرع فى دم الطمث، من قبل ان الطمث يعرض للنساء فى الوقت الذى فيه يعرض خروج الزرع من الذكورة كا قلنا فيما سلف، وانما يكون ذلك لأن الاماكن القابلة للفضلتين تنفتح فى ذلك الاوان معا. وتسخف الاماكن التى تقرب منها وتهيج نبات الشعر الذى يكون فى العانة وما يليها. واذا بدت تلك الاما كن تنفتح من الروح*** ارتفعت اماكن الثديين فى الاناث، ولا سيما اذا ارتفعت قدر اصبعين فان الطمث يعرض لهن فى ذلك الوقت وترم خصيتى الذكورة ايضا فى ذلك الزمان. فاما اجناس الحيوان التى ليست ذكورتها مفترقة من الاناث*** فهو يمكن ان يكون <فيها> حيوان كثيرة من زرع واحد، لأن طباع الزرع مختلف فى الشجر والحيوان. والعلامة الدليلة على ذلك من قبل ان سفادا واحدا يكون منه حيوان كثير فى الاناث التى تقوى على اولاد كثيرة. ومن هناك يستبين ان الزرع لا يخرج من كل الجسد لأنه لا يخرج من ساعته مفترقا من الجزء الذى هو فهو. ولا يخرج معا ويصير الى الرحم ثم يفترق هناك بل يعرض كما ينبغى اعنى ان الذكر يعطى الصورة ومبدأ الحركة والانثى تعطى الجسد والهيولى، كما يعرض فى جمود اللبن، فان الجسد يكون من اللبن، ومن المسوة يكون الجمود وابتداء التقويم، وكذلك يكون الذى يتجزأ من الذكر فى الانثى. وقد قلنا فيما سلف العلة التى من اجلها يتجزأ الزرع فى كثرة فى بعض ويتجزأ فى قلة فى بعض وربما كان منه ولد واحد فقط. وسنقول فى ذلك قولا الطف ايضا. ولكن من قبل انه ليس بالصورة اختلاف بل الذى يتجزأ واحد معتدل فقط بقدر الهيولى وليس هو اكثر ولا اقل بقدر ما لا ينضج ولا يمتنع من التقويم ولا هو اكثر فيعرض منه الجفاف واليبس تكون فى الرحم اولاد كثيرة. ومن الاول الذى يقوم يكون الولد فقط. وهو بين من الحجج التى ذكرنا ان الانثى لا توافق ولاد المولود لحال الزرع الذى يخرج منا، بل شىء آخر وهو تقويم دم الطمث وما يلايمه فى الحيوان غير الدمى ومن نظر فى ذلك نظرا كليا وجد قولنا حقا كما ينبغى لأنه باضطرار ينبغى ان يكون الذى يلد والذى منه يكون المولود وليس يكون مختلفا اذا كان الجنس واحدا هو فهو وانما الاختلاف من قبل الكلمة والصورة، فاما فى الاشياء التى لها قوى مفترقة واجساد مفترقة وطباع مختلف فباضطرار تختلف قوة الفاعل والمفعول به. فان كان الذكر مثل محرك وفاعل والانثى مثل لافى ومفعول به، فهو بين ان زرع الانثى ليس بموافق لزرع الذكر فى الولاد بل هو موافق مثل هيولى. وذلك يستبين انه يعرض على ما وصفنا لأن الهيولى الاولى طباع الطمث. 21- فقد اكتفينا بما قلنا وميزنا من هذه الاشياء بقدر هذا الفن. والذى يتلو ما قلنا الفحص والنظر عن حال الزرع وكيف تكون موافقة الذكر للولاد وكيف يكون الزرع علة تقويم المولود، وهل هو مثل جزء الجسد الذى يكون من ساعته، لأنه يخالط الهيولى التى توجد من الانثى او ليس للجسد شركة من الزرع، بل القوة والحركة التى فيه، لأنها الفاعلة الصانعة، فاما بقية ذلك فهو الذى يقوم ويقبل الغذاء اعنى الفضلة التى تكون من الانثى. وبمثل هذا النوع يظهر العرض الذى يعرض لاعمال المهن، لأنه لا يظهر للذين نظروا نظرا كليا ان الذى يكون انما بكون لحال الذى يلقى والذى يفعل لأن الفاعل فى المولود ولا القوة التى من المحرك البتة. وهو واضح1 ان الانثى هى المفعول بها والذكر الفاعل الصانع الذى منه ابتداء الحركة. فان اخذت اطراف كلاهما صار الذكر الفاعل والمحرك والانثى المتحركة والمفعول بها*** مثل ما يكون السرير من النجار والعود ومثل ما تكون الاكرة من الموم والصورة. فهو بين انه ليس باضطرار ينبغى ان يخرج زرع من كل ذكر، ولا إن خرج يكون مثل جزء الولود بل هو مثل المحرك والصورة ومثل الصحة التى تعرض للسقيم من علم الطب. والاشياء التى تعرض للكلام والاعمال موافقة لما ذكرنا. ومن اجل ذلك بعض الذكورة اذا جامعت الاناث لا تدلى عضو وتدخله فى الاناث،*** كما يعرض لبعض الحيوان الحزز الجسد*** فان الاناث تدخل فى الذكورة العضو القابل للزرع. ولذلك هذا الصنف من الحيوان يتشبك بعضه ببعض عند الجاع <حينا> كثيرا. فاذا افترق ولد عاجلا. فهو يجامع الى حين يكون تقويم الرطوبة مثل تقويم الزرع فاذا افترق ولد عاجلا. وانما يلد ولدا غير تام، لأن جميع هذه الاصناف تلد دودا. والعلامة العظيمة ما يعرض لاجناس الطير وجنس السمك الذى يبيض بيضا، فانها تدل على ان الزرع لا يخرج من جميع الاعضاء، ولا يفضى الذكر بجزء مثل هذا يكون فى المولود بل يصير المحمول حيوانا بالقوة التى فى المنى فقط كما وصفنا من حال الحيوان المحزز الجسد الذى اناثه تدخل عضوا من اعضائها فى الذكر. وإن كان فى الانثى بيض من الريح ثم سفدت قبل ان تتغير البيضة من الصفرة وتبيض كلها يكون ذلك البيض موافقا للولاد بعد ان كان من بيض الريح. وإن سفدت من آخر والبيضة بعد صفراء يخرج الفرخ الذى يكون من تلك البيضة شبيه بجنس الذى سفد اخيرا. ولذلك بعض الناس الذين يحكمون تعاهد الطير يفعلون مثل هذا الفعل ويغيروا ما يكون من السفاد الاول ويصيرونه مثل جنس الذى سفد اخيرا، وذلك <لا> يعرض لحال الخلط ولا <من> القوة الفاعلة، وليس لأن الزرع يخرج من كل الجسد، فانه كان ينبغى ان يخرج من كليهما فمن اجل ذلك كان ينبغى ان يكون فيه اعضاؤهما. بل زرع الذكر يفعل ذلك بقوته وانما يفعل بالهيول ويهيئ طعما بنوع من الانواع. ويمكن ان يفعل ذلك الذى دخل اخيرا فهو يدفئ وينضج، لأنه يأخذ غذاء من البيضة ما كان ذلك ممكنا له. ومثل هذا العرض يعرض لاجناس بعض السمك الذى يبيض بيضا، فانه اذا باضت الانثى البيض تبعها الذكر والقى عليه الزرع. فكلما يمس الزرع من البيض يكون منه سمك وما لا يمس لا يكون منه سمك، فهو بين ان زرع الذكر ليس بموافق لكثير من الحيوان بالكمية لكن بالكيفية. وقد استبان ان الزرع لا يخرج من جميع الجسد اعنى جسد ذكورة الحيوان الذى يفضى زرعا، ولا للانثى موافقة لتقويم الولد مثل موافقة الذكر، بل من الذكر يكون ابتداء الحركة ومن الانثى تكون الهيولى. وقد اوضحنا ذلك من الحجج التى احتججنا بها. ومن اجل هذه العلة لا تلد الانثى مفردة بذاتها، لأنها تحتاج الى ابتداء المحرك والمفصل، وفى بعض الحيوان مثل الطير يقوى الطباع على ان يولد فى الاناث الى مبلغ شىء وليس الى التمام، لأن تقويم البيض يكون فيها، ولكن يكون غير تام مثل البيض الذى يسمى بيض الريح. 22- وهذا الولاد يكون فى الاناث وليس فى الذكورة ولا يفضى الذكر زرعا ولا الانثى، بل يكون ذلك التقويم فى الاناث، لأن الهيولى التى منها يخلق المخلوق فى الانثى. وباضطرار تكون تلك الهيولى مجتمعة من ساعتها اعنى الهيولى التى منها يكون الحمل الاول وينبغى ان تأتى هيولى أخرى لكى يغذا المحمول وينشو. فباضطرار ينبغى ان يكون المحمول فى الانثى، فان النجار يعمل بالعود والفخارى يعمل بالطين، وبقول كلى عام كل عمل والحركة الاخيرة فى الهيولى مثل البناء فى الذى يبنى. ومن هذه الحجج يعلم كل احد ان الذكر موافق للولاد. وليس كل ذكر يفضى زرعا، والذكورة التى تفضى زرعا ليس يقال ان ذلك الزرع جزء للمحمول كما لا يقال ان النجار جزء من هيولى الخشب فليس يقال ان الزرع جزء من اجزاء ذلك الذى يكون كما لا يقال النجار جزء من النجارة، بل يقال منظر وصورة لأنه مصور يصور تلك اليولى بالحركة التى يحركها، والنفس هى التى فيها الصورة والعلم ومن قبل العلم تتحرك اليدين او جزء من اجزاء أخر بصنف من اصناف الحركة ومن تلك الحركة يكون الذى يكون آخر***. كذلك يفعل الطباع بالزرع الذى يخرج من الذكر لأنه يستعمل ذلك الزرع مثل آلة ومثل شىء فيه قوة لأن الحركة تفعل كا تتحرل الآلة فى الاشياء التى تعمل بالمهنة، فان عمل المهنة فى تلك الآلة بنوع من الانواع . فبهذا الفن يكون زرع الحيوان الذى يفضى موافقا للولاد. فاما اصناف الحيوان التى لا تدخل ذكورتها فى الاناث عضوا بل الاناث تفعل ذلك فالعرض الذى يعرض شبيه بالصانع اعنى انه شبيه بالعمل الذى يخالط الهيولى، فانه من اجل ضعف هذه الذكورة لا يقوى الطباع على ان يفعل شيئا تاما، وبعسرة تقوى الحركات ان تفعل شيئا مع مرابطة وملازمة الطباع، فذلك يشبه عمل الذين يجبلون ولا يشبه ما يعمل من النجارين، لأن الطباع لا يخلق الذى يقوم بآلة أخرى بل الطباع بعينه يفعل ذلك ببعض اجزائه. 23- وفى جميع الحيوان السيار يوجد الذكر مفترقا من الانثى والذكر حيوان آخر والانثى حيوان آخر، فاما بالصورة فشىء واحد هو فهو كقولنا انسان او فرس، فان هذا الاسم دليل على الاناث والذكورة لأنها تشترك بالصورة. فاما فى الشجر فهذه القوة مخلوطة وليس الانثى مفترقة من الذكر ولذلك تثمر من ذاتها ولا يخرج منها زرع بل حمل اعنى البزر. وقد اصاب انبدوقليس حيث قال مثل هذا القول ان الشجر الطوال يبيض بيضا يعنى بقوله يبيض حمل الثمرة فتلك الشجرة مثل حيوان، وانما تكون الثمرة من بعض قوة الشجر، وساير القوة يكون غذاء لتللك الثمرة ومن جزء من اجزاء الزرع يكون النابت، وساير ذلك باضطرار يكون غذاء له وللاصل الاول. وبنوع من الانواع تعرض هذه الاعراض لاجناس الحيوان التى فيها ذكر وانثى مفترقة، فانها اذا احتاجت الى الولاد لا يفارق بعضها بعضا كما يعرض للشجر فالطباع يصير الذكر والانثى مثل شىء واحد. وذلك بين للبصر اذا كان فى الجماع ولذلك يكون من الذكر والانثى حيوان واحد. والاصناف التى لا تفضى زرعا تلزم بعضها بعضا حينا طويلا حتى يتم تقويم المحمول، مثل ما يجامع من الحيوان المزز الجسد. ومنه ما يبقى حتى يخرج منه عضو من اعضائه ويدخل فى الانثى فهذه الاصناف تلبث تجامع حينا كثيرا، وانما يكون تقويم الزرع فى ايام كثيرة. فاذا خرج الزرع من الحيوان الذى يجامع افترق الذكر والانثى فالحيوان يشبه ان يكون مثل الشجر مجزأ، فانه اذا حمل الشجر بزرا يمكن ان يفرق احد الاناث من الذكورة. وبحق يخلق الطباع جميع هذه الاشياء. وليس للجوهر عمل ولا فعل آخر البتة غير ولاد الزرع فان ذلك يكون بالذكر والانثى اذا اجتمع خلطهما ووضعهما بعض مع بعض. ولذلك ليس الذكر والانثى مفترقة فى الشجر وسنلطف النظر فى حال الشجر فى غير هذا الكتاب. فاما عمل الحيوان فهو <ليس> الولاد فقط وهذا العمل مشترك لجميع الحيوان، ولجميع اجناس الحيوان شركة علم بعضه اكثر وبعضه اقل، لأن للحيوان حسا والحس علم. فذلك فى الحيوان اختلاف كثير فى الافعال التى يفعل بنوع حلم*** ومن الحيوان ما يحلم يظن انه لا يشارك الحلم بنوع من الانواع ولا يحس إلا بحس المس والمذاقة فقط، فبين هذا الحيوان والنصب فصل عجيب لأنه يشتهى ان تكون له شركة من هذا العلم ولا يكون موضوعا مثل ميت ومثل لا كون. وبين الحيوان اختلاف كثير بالحس، لأن منه ما يكون له حس بليغ ومنه ما لا يكون له إلا حس ضعيف. وباضطرار ينبغى ان يكون حس إن كان حيوان، فاذا احتاج ان يعمل عمل الحى حينئذ يجامع ويخالط ويكون ابدا مثل شجرة كما قلنا. فاما الحيوان الخزفى الجلد فهو فما بين الحيوان والشجر لأن فيه شركة من الجنين لا يعمل عمله الآخر. فمن اجل انه مثل شجرة ليس فيه الانثى ولا الذكر ولا يلد فى آخر ومثل حيوان لا يثمر ثمرة كما يثمر الشجر بل يتولد من بعض التقويم اعنى من هيولى رطبة. وسنصف كينونة ولاد هذه الاصناف. وقد بينا فيما سلف من قولنا ان الذكر والانثى اوايل الولاد. تم تفسير القول الخامس عشر من كتاب طبايع الحيوان لأرسطوطاليس
পৃষ্ঠা ৪৯