وهذا العقل المذكور فى المقالة السادسة من كتاب الاخلاق يتزيد مع الانسان طول عمره وتتمكن فيه تلك القضايا وينضاف اليها فى كل زمان قضايا لم تكن عنده فيما تقدم ويتفاضل الناس فى هذا الجزء من النفس الذى سماه عقلا تفاضلا متفاوتا ومن تكاملت فيه هذه القضايا فى جنس ما من الامور صار ذا راى فى ذلك الجنس ومعنى ذى الراى هو الذى اذا اشار بشىء ما قبل رايه ذلك من غير ان يطالب بالبرهان عليه ولا يراجع وتكون مشوراته مقبولة وان لم يقم على شىء منها برهانا ولذلك قلما يصير انسان بهذه الصفة الا اذا شاب لاجل حاجة هذا الجزء من النفس الى طول التجارب الذى ليس يكون الا فى طول الزمان ولان تتمكن فيه تلك القضايا
পৃষ্ঠা ১১