ফি আলাম রুয়া
في عالم الرؤيا: مقالات مختارة لجبران خليل جبران
জনগুলি
ومر هرم منحني الظهر، يجر قدميه كأنهما خرقتان، وقال مرتعشا: «الحب راحة الجسم في سكينة القبر، وسلامة النفس في أعماق الأبدية.»
ومر طفل ابن خمس ضاحكا وقال: «الحب أبي، والحب أمي. ولا يعرف الحب سوى أبي وأمي.» •••
وانقضى النهار والناس يمرون أمام الهيكل، وكل يصور نفسه متكلما عن الحب، ويبوح بأمانيه معلنا سر الحياة.
ولما جاء المساء وسكتت حركة العابرين، سمعت صوتا آتيا من داخل الهيكل يقول: «الحياة نصفان؛ نصف متجلد، والنصف ملتهب؛ فالحب هو النصف الملتهب.»
فدخلت الهيكل إذ ذاك، وسجدت راكعا مبتهلا مصليا: «اجعلني يا رب طعاما للهيب، اجعلني أيها الإله، مأكلا للنار المقدسة، آمين.»
حفار القبور
في وادي ظل الحياة المرصوف بالعظام والجماجم سرت وحيدا في ليلة حجب الضباب نجومها، وخامر الهول سكينتها.
هناك ضفاف نهر الدماء والدموع المنساب كالحية الرقطاء، المتراكض كأحلام المجرمين، وقفت مصغيا لهمس الأشباح محدقا باللاشيء.
ولما انتصف الليل وقد خرجت مواكب الأرواح من أوكارها، سمعت وقع أقدام ثقيلة تقترب مني، فالتفت وإذا بشبح جبار مهيب منتصب أمامي، فصرخت مذعورا: «ماذا تريد مني؟»
فنظر إلي بعينين مشعشعتين كالمسارج، ثم أجاب بهدوء: «لا أريد شيئا، وأريد كل شيء.»
অজানা পৃষ্ঠা