أما (ابن حرب) فهل هو (عبد الله بن سبأ) أم (عبد الله بن عمرو بن حرب) الذي تنسب إليه فرقة الحربية من الشيعة (انظر مقالات الإسلاميين 1/68) وهذا ابن حرب هو -عند الأشعري- غير ابن سبأ الذي تنسب إليه السبئية (المقالات 1/86) وهذا غير (عبد الله بن وهب الراسبي) عند أكثر الناس، وهكذا فالدكتور العودة يخلط بين شخصيات هي عند من ينقل عنهم مختلفة وهو بحاجة إلى تثبيت حجته وأنا هنا ليعتبرني لست معه ولا ضده، وإنما أنا كقارئ لن أقتنع بحشر كل هذه الأسماء وجعلها دالة على شخصية واحدة فقط إلا بأدلة وبراهين نخطئ -بتشديد الطاء- بموجبها من فرق بين شخصيات هذه الأسماء! كما أنه بحاجة إلى إجابة القارئ على سؤال وهو (لماذا لم يذكر دور عبد الله بن سبأ المؤرخون المتقدمون قبل سيف بن عمر والمعاصرون له! ولم نجد له ذكرا في تلك الدواووين المشهورة) ! وإنما اشتهر عند المتأخرين من أصحاب كتب الفرق والمقالات! وهكذا أسئلة كثيرة تستوجب على من زعم أنه بحث المسألة بحثا علميا أن يجيب عليها.
على أية حال: سبق أن قلت: إنه إذا كان الدكتور العودة قد جمع سبعا من الروايات فأنا مع أنني لم أزعم أنني بحثت الموضوع إلا أنه عندي فيه من الروايات ضعف ما مع الدكتور! ومع هذا لا زلت أقول إن وجوده تحت البحث والدراسة لضعف أكثر الروايات وتناقضها، والدكتور لم يأت بجديد لأن كل الروايات التي فيها ذكر لعبد الله بن سبأ صريحا روايات باطلة سندا ومتنا وهي ثلاث روايات فقط وكنت أتوقع أن يكون (بحث) الدكتور العودة بعيدا عن مجرد السرد لبعض المرويات التي عثر عليها في تاريخ دمشق! فهذا لا يسمى بحثا علميا لكننا في هذا الزمان تعودنا أن نسمي الأشياء بغير اسمها.
পৃষ্ঠা ৫৮