الوقفة الثانية
أن الحوار مع الدكتور العودة فيه صعوبة بالغة لأن الدكتور العودة لا يثبت على منهج محدد فنجده أحيانا يحتج بمنهج أهل الحديث إذا كان يخدم فكرته فقط وأحيانا أخرى يهاجم منهج أهل الحديث ويزعم أنه غير صالح لتطبيقه على الرواية التاريخية! ومرة ثالثة نجد الدكتور محتجا بكتب الفرق والمقالات ومرة رابعة مع كتب الشيعة والمستشرقين ومرة يذمها ومرة خامسة نجد الدكتور مع منهج المؤرخين وسادسة مع كتب الأدب والأنساب وهكذا إن وجد شحا في منهج انتقل إلى غيره، وذم المنهج السابق! وهذا يصلح أن يطلق عليه (منهج تهريب عبد الله بن سبأ) مثلما يفعل الذين يهربون البضائع والأسلحة من بلد لآخر فإنهم لا يسلكون طريقا واحدا وإنما إن شعروا بالخوف من هذا الطريق انتقلوا إلى غيره! ولا ريب أن هذا يشكل عائقا كبيرا من عوائق الحوار، وفيه صعوبة على المتحاور مع الدكتور العودة لأنه ينتقل ويتجول بين مناهج مختلفة ومتباينة يرفضها إذا شاء ويأخذ بها إذا شاء ويهاجم من يتمسك بها في مسألة لا يراها ويهاجم من تركها في مسألة يراها وهكذا.. فإذا كانت تناقضاته في المنهج نفسه فكيف يريد منا أن نتفق معه؟!
وأنا أريد أن اسأل الدكتور العودة أسئلة محددة وهي:
- هل ترى تطبيق منهج المحدثين على الرواية التاريخية أو لا؟
- إذا كنت ترى هذا فهل ترى تطبيقه على كل المؤرخين أم ترى تطبيقه على سائر المؤرخين ما عدا سيف بن عمر؟
ولماذا يكون سيف فوق مستوى منهج المحدثين؟
وما ذنب الواقدي وأبي مخنف واليعقوبي وغيهم من الذين تضربهم بهذا المنهج بينما لا تطبقه على سيف؟!
هل سيف بهذه القدسية؟! وما سراختصاصه بها؟
পৃষ্ঠা ৪৩