الدكتور وبراقش
والدكتور نفسه هو الذي جنى على نفسه ووضعها في هذا الموضع الحرج، فلو اختار لرسالته موضوعا آخر يكون فيه مساحة للتعويض ومصادر كثيرة متنوعة لكان أفضل أما أن (يربط نفسه بسيف بن عمر) بحيث يحيا بتوثيقه ويموت بتضعيفه فهذا انتحار، ويعد هذا الاختيار من ضعف تقديره للأمور وسوء استشرافه للمستقبل، خاصة وأن الرجوع عن توثيق سيف إلى تضعيفه سيكون مسبة وعارا في مجتمعنا الذي لا يرحم الراجع على الحق، وربما لو كان العودة في المجتمع الغربي لرجع عن رأيه في سيف منذ زمن لأن المجتمع يساعده على هذا، أما المجتمع عندنا -وخاصة النوعية النادرة التي تحيط بالعودة فهو يمنع العودة من العودة، ويحتاج هذا من العودة لإرادة تهز الجبال، وصبر يضاهي صبر الجمال، وهذه الإرادة وهذا الصبر غير متوفرين فينا ولا في الأخ العودة ، لأن مناهج التربية عندنا تعلمنا الفضائل نظرية فقط أما التطبيق فموضوع آخر تماما، ولا شك أننا نرحم العودة من الوضع الذي هو فيه، فالأمور تنكشف يوما بعد يوم وخاصة مع التقدم العلمي الذي لا يرحم كتابا ولا كاتبا.
পৃষ্ঠা ৩৭