والغريب أن الدكتور العودة ينقل كثيرا من الشيعة والمستشرقين ثم يتهمنا بأننا نأخذ ببعض روايات الشيعة وأننا ندافع عنهم أكثر من دفاعهم عن أنفسهم! باطل، لكنه في الوقت نفسه ينقل عن الوضاعين والنواصب ويحتج برواياتهم.
الملحوظة الثامنة
حاول الدكتور العودة أن يربط بيني وبين السيد مرتضى العسكري في تضعيف سيف بن عمر!! وكأن العسكري أول من قال بتكذيب سيف بن عمر!! وفي ظني أن الدكتور العودة يعلم تماما بأن تضعيفي لسيف بن عمر من وجهين:
الأول: اتباع أصحاب الحديث ولولا أنهم أجمعوا على ضعفه أو كادوا لكان للدكتور عذر في الإتهام.
والثاني: دراسة مروياته ومقارنتها بروايات الثقات.
وكثير من المؤرخين المعاصرين ووعاظ التاريخ ينظرون إلى المعلومة من خلال المصدر!! بينما المفترض أن ننظر إلى المعلومة من خلال العلم نفسه أولا، ثم والمصدر ثانيا لكن بعد أن نحاكم هذه المعلومة فإن ثبت صدقها وصحتها لا ننظر لمصدرها وإن ثبت كذبها رددناها.
وهذا مفترق طرق بيني وبين كثير من وعاظ التاريخ وغيرهم، من طلبة العلم المتمذهبين الذين لا يهمهم إلا نصرة ما يقوله المذهب سواء كان حقا أم باطلا.
بل إنهم يتناقضون في هذه القضية تناقضا صارخا فنجد بعضهم كالدكتور العودة لا يتورع أن ينقل من الشيعة والمستشرقين إذا كانت الرواية أو القول في صالحه بينما يحرم على الناس ما يبيحه لنفسه!! وهذا أيضا سمة غالبة في أكثر خصومي من دارسي التاريخ المعاصرين الذين أزعجتهم المنهجية الموجودة في (كتاب الرياض)!! هكذا أزعم ومن حق الدكتور أن يعتبر هذا تزكية للعمل ومن حقي أن أذكر سبب نقدهم للكتاب!! فالعقلية التي نشأنا عليها عقلية تجمع بين الغلو السلفي والظلم الأموي فلذلك لا نستغرب وحشة الكثير من كل إنصاف لعلي ومن كل نقد لمعاوية وبني أمية، والغلو السلفي تزاوج مع الميول الأموية النسق الأموي من قديم والشواهد على ذلك لا يتسع له هذا المقام.
পৃষ্ঠা ২৬