قل: إن الكون نور، قل: إن الله نور السموات والأرض، فإذا قصر بك الحس عن نور الله فثق أن هذا الضياء الذي يملأ الفضاء هو النور الإلهي، الذي كتب لابن الفناء أن يراه. •••
وكان النهار بساما مدلا بشمسه، مزهوا بنوره، كأنما يحس روعته في الأنظار وبهجته في الأرواح، وكأنما يتوهج من نظر العيون إليه كما تتوهج الوجنة الصبوح تحت لمحات الأحداق، كان نهارا مبتكرا عليه جدة لا تحسبها قد مضت عليها سويعة من يوم! خلقا مبتكرا يخيل إليك أنه يتلألأ في فضائه الأول للمرة الأولى، وهل هنالك من فارق بين نور نهارنا هذا وبين النور في أبعد مكان من الفضاء، وفي أبعد فترة من الزمان؟ ها هنا شيء على الأقل تستطيع أن تقول: إنه لم يفتك أن تراه قبل ألف ألف من السنين، وأنك تذهب معه إلى أبعد من مذهب أبي العلاء حين سأل الفرقدين:
واسأل الفرقدين عمن أحسا
من قبيل وآنسا من بلاد
كم أقاما على بياض نهار
وأنارا لمدلج في سواد
العقاد يستمع إلى المذياع في حجرة الصالون.
إن الفرقدين وأخواتهما في السماء لأطفال تلعب في حجر هذا الشيخ السرمدي، يلوح لك من جدته اليوم كأنه لم تنقض عليه ساعة من نهار!
قال صاحبي وهو يرسل الطرف في السماء، ولا نهاية لمد البصر تصعيدا ولا تصويبا ولا من يمين ولا شمال: قصرت عين تحسب وهي تنظر إلى هذا النور أنها تنظر إلى شيء مكشوف لا عمق فيه، ولا طوية وراءه: كاشف الخفاء هذا هو ينبوع الخفاء!
وشاء أن يتكلم بلغة المكان، لغة المكتبة، لغة المجازيين والبلغاء، فقال:
অজানা পৃষ্ঠা