ফি আদাব মিসর ফাতিমিয়্যাহ
في أدب مصر الفاطمية
জনগুলি
ومهما يكن من شيء فإن مروان استطاع أن يقضي على هذه الحركة وأن يقتل زعماءها ، ولكن القدر لم يمهله كي يستمر في حكم مصر، فقد دخلت جيوش العباسيين مصر سنة 133ه، وقبض على مروان بن محمد ومن معه من الموالين للأمويين، وخضعت مصر للعباسيين، وكان العباسيون في مبدأ أمرهم يتحببون إلى الشيعة، فمحي من مصر سب علي وآله، وظن العلويون أن الأيام أقبلت عليهم، وجاءت دولتهم التي طالما حلموا بها، ولكنهم سرعان ما فطنوا إلى أن العباسيين نقمة حلت بهم؛ ذلك أن العباسيين نكلوا بأهل البيت ومن لاذ بهم أو من عرف بولايتهم، فلا غرابة إذا كنا نرى في العصر العباسي سلسلة حركات شيعية تظهر من وقت إلى آخر، وأمعن الشيعة في التقية، وأكثروا من الدعوات السرية المختلفة، وكانت مصر من الميادين التي ظهرت فيها بعض حركات الشيعة في العصر العباسي، ففي خلافة أبي جعفر المنصور قدم مصر سنة 144ه علي بن محمد بن عبد الله ودعا لأبيه النفس الزكية، وانتشرت دعوته في البلاد على يد الداعي خالد بن سعيد بن ربيعة الصدفي، ولكن الوالي العباسي استطاع أن يقضي على هذه الحركة.
6
وفي عهد المتوكل العباسي أرسل إلى والي مصر بإخراج كل أهل البيت من مصر إلى العراق، فأخرج الوالي إسحاق بن يحيى سنة 235ه بعض أهل البيت بعد أن فرق فيهم الأموال ليتحملوا بها، فأعطى كل رجل ثلاثين دينارا والمرأة خمسة عشر دينارا،
7
فاضطر من كان بمصر من الشيعة إلى التقية خوفا من بطش العباسيين، ولا سيما بعد أن أصبح أكثر الولاة في مصر من الأترك الذين كانوا شديدي التعصب ضد الشيعة، ولعل أكثر الولاة الأتراك اضطهادا للشيعة ومطاردة لهم هو الوالي يزيد بن عبد الله الذي ولي مصر سنة 242ه، وظل على مصر حتى سنة 255ه، وتذكر كتب التاريخ قصصا عديدة عما أتاه هذا الوالي من اضطهاد للشيعة، من ذلك أنه ضرب رجلا من الجند في شيء وجب عليه، فأقسم الجندي بحق الحسن والحسين إلا أعفاه، فزاده الوالي ثلاثين درة، ورفع صاحب البريد أمر هذا الجندي إلى الخليفة في بغداد ، فأمر بضربه مائة سوط، ثم حمل بعد ذلك إلى بغداد،
8
وفي أيامه دل على علوي هو محمد بن علي بن الحسن بن علي زين العابدين، فذهب الوالي وأحرق الموضع الذي به العلوي بعد أن قبض عليه،
9
وفي أيامه أيضا أتاه من بغداد بأن لا يقبل علوي ضيعة ولا يركب فرسا، ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها، وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد، ومن كانت بينه وبين أحد العلويين خصومة قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة،
10
অজানা পৃষ্ঠা