ফি আদাব মিসর ফাতিমিয়্যাহ

মুহাম্মদ কামিল হুসাইন d. 1380 AH
88

ফি আদাব মিসর ফাতিমিয়্যাহ

في أدب مصر الفاطمية

জনগুলি

وتضيف الرواية أن العزيز بالله أقلع عن ادعائه الغيب بعد ذلك. ويروي ابن ميسر في تاريخه أن النيل زاد، وبلغ الماء الباب الجديد أول الشارع خارج القاهرة، فلما بلغ الحافظ ذلك أظهر الحزن والانقطاع، فدخل إليه بعض خواصه، وسأله عن السبب فأخرج له كتابا، فإذا فيه: إذا وصل الماء الباب الجديد انتقل الإمام عبد المجيد. ثم قال: هذا الكتاب الذي نعلم منه أحوالنا، وأحوال دولتنا، وما يأتي بعدها.

1

فإن صحت هذه الرواية فهي تؤيد ما أذاعه الناس وتناقله الرواة عن ادعاء الفاطميين الغيب، وأن الأئمة يعرفون ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. وبين يدي الآن كتاب: «الفترات والقرانات» المنسوب إلى جعفر بن منصور اليمن من علماء الدعوة في القرن الرابع الهجري - ولكني أشك في نسبة هذا الكتاب إليه - يتحدث في هذا الكتاب عن أثر الكواكب في عالم الكون والفساد، ويتنبأ بما سيحدث في الأيام المقبلة، وذهب مؤلفه إلى أن علم القرانات أو علم الجفر علم خص الله سبحانه به آدم - عليه السلام - وورثه آدم وصيه شيث، وتداولته الأنبياء والأوصياء والأئمة إلى الخلفاء الراشدين والنقباء المتوحدين بالتأييد.

2

ويروي علماء الدعوة أن علي بن أبي طالب كان يقول: «لو ثنيت لي وسادة وجلست عليها، لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، ولولا أن يقال إن ابن أبي طالب ساحر لأخبرتكم بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، مما علمني رسول الله

صلى الله عليه وسلم .»

3

فهذا كله يؤيد ما قيل عن الفاطميين إنهم كانوا يدعون الغيب، وإنهم كانوا يستغلون معرفتهم بحركات الأفلاك لادعاء الغيب، ولكن بجانب هذه النصوص التي تثبت ذلك، نجد نصوصا أخرى تثبت عكسها، فالقاضي النعمان يحدثنا في كتابه المجالس والمسايرات: «ذكر الإمام المعز لدين الله يوما، وأنا بين يديه، النجامة والمنجمين، فقال: من نظر في النجامة ليعلم عدة السنين والحساب ومواقيت الليل والنهار، وليعتبر بذلك عظيم قدرة الله جل ذكره، وما في ذلك من الدلائل على توحيده لا شريك له؛ فقد أحسن وأصاب، ومن تعاطى بذلك علم غيب الله والقضاء بما يكون، فقد أساء وأخطأ. ولقد كان المنصور بالله من أعلم الناس بها، ولقد قال لي غير مرة: «والله ما نظرت فيها إلا طلبا لعلم توحيد الله وتأثير قدرته وعجائب خلقه، ولقد عانيت ما عانيت من الحروب وغيرها، فما عملت في شيء من ذلك باختبار مني دلائل النجوم، ولا التفت إليه.» ثم قال المعز: أتاني بعض المنجمين بكتاب ألفه يذكر فيه خلق آدم، وكيف كانت الكواكب يوم خلقه الله عز وجل، وما دلت عليه بما آل أمره وأمر ذريته إليه، ورأى أنه أتى في ذلك إلي بفائدة وعلم سبق إليه، فلما وقفت على كتابه سألته هل كان قبل آدم شيء؟ قال: نعم، قد كان قبله. ومن كان؟ وكيف كانت هذه الكواكب قبل ذلك، وما دلت عليه قبل خلق آدم؟ فلم يحر جوابا، وقال: هذا شيء ما ظننت أني أسأل عنه. قلت: وهذا الذي تكلفته وجئت به ما سئلت عنه أيضا فكيف تكلفته؛ فعجبت من قوم ينتهون فيما لا يعلمون ويتعاطون ما لا يدرون.

4

فهذا يدل على أن المنصور بالله والمعز لدين الله لم يدعيا الغيب، ولم يدرسا الكواكب وحركاتها لعلم ما كان وما سيكون. ويقول جعفر بن منصور اليمن في كتابه الكشف: «قال الله تعالى:

অজানা পৃষ্ঠা