ফি আদাব মিসর ফাতিমিয়্যাহ
في أدب مصر الفاطمية
জনগুলি
وقبل أن يموت ابن المزرع كان في حلقته يلقي دروسه الأدبية واللغوية على المصريين، فتطرق الحديث عن أبي بكر وعمر وعلي، فانقسم الناس إلى طائفتين؛ طائفة تزيد فضائل علي، وطائفة تزيد فضائل أبي بكر، وكانت هذه الطائفة الأخيرة أكبر،
20
فهذا كله يدل على أن المصريين أخذوا ينقسمون بين أبي بكر وعلي، وأن الحديث قد كثر في التفضيل بينهما، ولكن الذين كانوا يفضلون عليا كانوا يتسترون خوفا من شغب العامة، وبطش الولاة وجندهم من السودان.
على أن أمر الشيعة بمصر أخذ يقوى منذ استطاع دعاة عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية بسط دعوتهم في شمال أفريقيا، وتقويض أركان دولة بني الأغلب، وقد كان للمهدي دعاة وأنصار بمصر، ويحدثنا القاضي النعمان في كتابه افتتاح الدعوة، أن المهدي نفسه دخل مصر مستترا في زي التجار هربا من العباسيين، فأتت الكتب من بغداد إلى والي مصر بصفة المهدي والأمر في طلبه، وكان بعض أهل خاصة ذلك الوالي وليا مؤمنا «بدعوة المهدي» فأسرع إلى المهدي بالخبر، ولطف في أمره إلى أن خرج المهدي من مصر ومعه القائم وبعض عبيده.
21
ويروي صاحب سيرة جعفر بن علي الحاجب: وسرنا - أي المهدي ورجاله - من الرملة إلى مصر، فاستقبلنا أبو علي الداعي، وكان مقيما يدعو بها وأكثر دعاة الإمام من قبله، وكان فيروز الذي رعاه ورباه وزوجه ابنته أم أبي الحسين ولده، فتقدم إليه المهدي قبل دخولنا مصر بأن لا ينزله عنده ولا عند من يشار إليه بشيء من أمرنا، وأن ينزله عند من يثق به، فأنزله عند ابن عياش.
22
ويقول في موضع آخر عن داعي المهدي بمصر: ولما صح عند فيروز خروج المهدي إلى المغرب تغيرت نيته وعزم على النفاق، وكان قد زوج ابنته كما ذكرنا أولا بأبي علي الداعي بمصر، ومحمد أبو الحسين بن أبي علي الداعي ولده، وقد بلغ محمد أبو الحسين هذا مع الأئمة المهدي بالله والقائم بأمر الله والمنصور بالله والمعز لدين الله - صلوات الله عليهم - المحل الجليل العظيم، وكان داعي الدعاة.
23
ولما تم الأمر للمهدي بالمغرب سنة 296ه راسله شيعته بمصر للنهوض إليها، وفعلا حاول الفاطميون غزو مصر عدة مرات، منها تلك الحملة التي كانت بقيادة حباسة بن يوسف الكتامي التي نجحت في دخول الإسكندرية، ولكن تكاثرت جيوش العباسيين فانهزم حباسة،
অজানা পৃষ্ঠা