في جبين الزمان منك ومني ... غرة كوكبية النفلاق1 # ولم يعد لمصر إلا بعد أن توفي عباس, وتولى سعيد أريكة مصر؛ فعينه وكيلا للكلية الحربية، ثم ناظرا لها، ومديرا لمدرسة الهندسة، ومدرسة العمارة، مع الاحتفاظ برئاسة قلم الترجمة، بيد أن هذه المدارس جميعها ألغيت في سنة 1860، كما ألغي قلم الترجمة، فظل الشيخ بدون منصب حتى عهد إسماعيل، حين هبت على العلم والتعليم نسمة من الحياة فبعثته قويا فتيا، وأعيد قلم الترجمة بنظارة المعارف العمومية, وتولى رئاسته من جديد رفاعة بك سنة 1863، وعين عضوا في مجلس المعارف الأعلى, الذي كان يعرف حينذاك ب "قومسيون المدارس" وكان لهذا المجلس فضل كبير في تنظيم التعليم، على عهد إسماعيل.
رفاعة والقانون:
حينما فكرت الحكومة في إصلاح نظام القضاء على عهد إسماعيل, رأت أن تبدأ بترجمة القوانين الفرنسية المعروفة ب "الكود" وهو قانون نابليون، وكانت هذه مهمة عسيرة, تتطلب إلماما واسعا بالقوانين الفرنسية، وأحكام الشريعة الإسلامية, لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي، هذا كله يحتاج إلى صبر طويل, ومثابرة وهمة.
ولم تجد الحكومة خيرا من رفاعة وتلاميذه، ليقوم بهذه المهمة الجليلة، فقام بهذا العمل مع بعض من نجباء خريجي مدرسة الألسن، وأخرجوه في مجلدين كبيرين.
رفاعة والمرأة:
وهو أول من نادى بتعليم المرأة وتثقيفها، ووضع كتابا مشتركا لتثقيف البنات والبنين على السواء، وسماه: "المرشد الأمين للبنات والبنين" وهو كتاب في الأخلاق والتربية والآداب.
পৃষ্ঠা ৩৩