هذا وقد كان الناس فيما مضى يغلطون في اليسير دون الكثير، ويحرفون الدقيق دون الجليل، لكثرة الأستاذين، وعناية المتعلمين، فذهب أكثر العلماء، وقل الطالبون، وصار ما يحرفون أكثر مما يصححون، وما يسقطون أكثر مما يضبطون، وكنت جمعت كتابا كبيرا في هذا الفن، وعنيت باستقصاء تقاسيمه حسب الإمكان، وكنت أتكاسل في نقله من الرقاع، وإيداعه ببطون الأوراق، حتى شذ من الرقاع أكثرها، وإلى الآن لم تواتيني الأيام لاستدراك ما غرق واستبدال ما تفرق، لكون الأصول حصلت في البلدان، والمواضع النائية، وقد تكرر التماس جماعة من الطلبة نفعهم الله تعالى بالعلم في تبييض الحاضر، إلى أن يسعف الوقت باستدراك الداثر، فأجبتهم إلى ذلك مستخيرا، والله الموفق المسدد.
পৃষ্ঠা ৮৬