ফয়সাল প্রথম: ভ্রমণ ও ইতিহাস
فيصل الأول: رحلات وتاريخ
জনগুলি
ولكني لم أطلعك على غير نصف الحقيقة فيما تقدم، وهاك النصف الآخر؛ إن الحكومة الفرنسية أو القيادة الفرنسية العامة التي كانت مسئولة عن الأمن في البلاد، كانت تستطيع - لو شاءت - أن ترد عن البلاد هذه النكبات كلها، فكان قد جاء الجنرال غورو ومعه بعض القوات العسكرية التي استمرت تزداد لتحقيق مقاصد حكومته في المدن الأربع بالرغم عن اتفاق 15 أيلول.
فإذا ألقينا بعض التبعة على الحكومة العربية وآخذنا الأمير؛ لأنه لم يسع - وإذا كان قد سعى فلم يفلح - في استيلائه على تلك الحكومة وإرشادها إلى ما فيه الحكمة والسداد، فإننا نلوم أولا الفرنسيين الذين جاءوا لحماية المسيحيين، وما كانوا في البلاد إلا بفضل المسيحيين؛ نلومهم لأنهم وقفوا متفرجين وكان في إمكانهم أن يخمدوا النار.
والذي يثبت فوق كل إثبات ما أقول هو أن تلك الفظائع تكررت بعد خمسة أشهر، في 15 حزيران، في عين أبل والقليعة والجديدة نفسها، ولم تكن الحكومة مستعدة لمقاومتها. طلب أهل الجديدة إسعافا منها فلم تمدهم بشيء. جاء أحد خوارنة عين أبل إلى المسيو شاربنتيه، المستشار الفرنسي في لواء الجنوب، يشكو العصابات، وقد كان في صيدا قوة كافية لمطاردتهم والتنكيل بهم، فكان الجواب منه أن دافعوا عن أنفسكم. وجاء أحد أهالي الجديدة إلى قومندان الموقع يطلب منه بعض الذخيرة، وكان قد نفد ما عنده وهو يدافع عن نفسه وأهله، فوجد القومندان في فناء الدار يلاعب أرنبا، فطلب منه ذخيرة فأبى. فقال الرجل: «لا تدافعون عنا، ولا تعطوننا سلاحا وذخيرة لندافع عن أنفسنا!» فلم يكترث، ظل يلاعب أرنبه، ثم نظر إليه بعين الاحتقار قائلا: «مات من الفرنسيين ألوف في الخنادق، وأنتم تشكون إذا مات منكم عشرة رجال.»
وجاء - بعد خراب البصرة - الكولونل نياجر لينكل بالعصابات، ففرض على أهل جبل عامل مائة وخمسين ألف ليرة ذهبا، وفوض حاكم صيدا العسكري ورجاله، وفيهم ثلاثة من السوريين، بجمعها. فجمعوا ضعفي المبلغ بطرائق لا حاجة الآن لذكرها - وقال العارفون المدققون إن الجباة الماهرين جمعوا أربعمائة وخمسة وثمانين ألف ليرة - فدفعوا تعويضا لأهل الجديدة خمسين ألف ليرة منها و... وأطلقت الحكومة على شارع من شوارع بيروت اسم الكولونل نياجر
Le Colonel Nieger !
ملك سوريا
كان الشهر الأول من سنة 1920 ويلا على المسيحيين وعارا على الفرنسيين، وكان الشهر الثاني من هذه السنة بداءة الويل على العرب؛ هاجت حول الأمير فيصل الأحزاب، وهدرت في الأسواق وفي المساجد شقشقة الخطباء، واستفحلت في المؤتمر السوري قرون النعرات الدينية، فاشتد تحمس بعض الأعضاء وتغيظ الآخرون، وسمو الأمير يكافح تارة ويستسلم طورا، يردد كلمة الملك الفرنسي
1
ساعة الشدة، ويعود إذا ما صفا الجو هنيهة إلى بطانته وزعمائه، حتى انتهى دور الاضطراب الأول أو علته، فأخفته أفراح اليوم الثامن من شهر آذار؛ يوم انتخب المؤتمر السوري العام بصوت حي فيصل بن الحسين ملكا دستوريا على البلاد السورية.
حملت الأنباء البرقية خبر التتويج إلى عواصم العالم، فجاء من إحداها، من باريس من مؤتمر فرساي، نبأ الغضب والغرور؛ مؤتمر يتوج ومؤتمر يعترض ويحتج، بل يصدر الأوامر وهو يتوهم أن أحكامه نافذة في كل مكان، لماذا قبلت التاج يا فيصل؟ احضر عاجلا إلى هذا المجلس الأعلى وأفصح عن شذوذك وشذوذ الأمة السورية. إنها من مضحكات السياسة الأوروبية. هو ذا أمير عربي، في بلاد عربية، وقد انتخبه مؤتمر عربي، فما دخل أوروبا أو بالحري فرنسا وبريطانيا بذلك؟! ألا يجوز لأمة شرقية عربية سورية أن تقيم ملكا عليها دون أن تستأذن اثنين أو ثلاثة من وزراء أوروبا؟! وهم يتهمون العرب بأنهم يهتمون بأمور غيرهم أكثر من اهتمامهم بأنفسهم. ولكن الملك فيصلا لم يهتم بغير أمره وأمر بلاده، فلم يلب دعوة مؤتمر الصلح المبجل.
অজানা পৃষ্ঠা