দার্শনিক এবং সঙ্গীত শিল্প

ফুয়াদ জাকারিয়া d. 1431 AH
155

দার্শনিক এবং সঙ্গীত শিল্প

الفيلسوف وفن الموسيقى

জনগুলি

24

وتتفق اللجنة المركزية مع تولستوي في هذه المبادئ الجمالية اتفاقا تاما؛ فهي بدورها تؤكد أن الموسيقى ينبغي أن تكون واقعية لا مجردة أو منعزلة عن الشعب وعن حاجات الحياة السوفييتية. وتقول اللجنة المركزية: إن هذه الوظيفة للموسيقى قد ضاعت؛ لأن المؤلف الموسيقي لأوبرا «الصداقة العظيمة» لم يستغل كنز الألحان والأغاني والأنغام الشعبية، وكذلك الألحان الشعبية الراقصة، التي يزخر بها الفن الخلاق لشعوب الاتحاد السوفييتي. غير أن محور الحجة التي تستند إليها اللجنة المركزية هي أن «ابتعاد بعض الموسيقيين السوفييت عن الشعب قد وصل إلى حد انتشرت فيه بينهم «نظرية» فاسدة مؤداها أن عجز الشعب عن فهم موسيقى كثير من المؤلفين السوفييت المعاصرين يرجع إلى أن الشعب، على ما يقولون، لم «ينضج» بعد إلى الحد الذي يتيح له فهم موسيقاهم المعقدة، وأنه سيفهمها بعد مائة عام، وأنه لا داعي للقلق أو الانزعاج إن كانت بعض المؤلفات الموسيقية لا تجد لها مستمعين.» وتواصل اللجنة المركزية كلامها فتقول: «وهذه النظرية الفردية البحتة التي هي معادية في صميمها للروح الشعبية قد مكنت بعض المؤلفين والباحثين الموسيقيين من أن يزيدوا أنفسهم عزلة عن الشعب وعن نقد المجتمع السوفييتي، وأن يحبسوا أنفسهم بين جدران قواقعهم.»

25

وبعد عام من نشر جريدة «إزفستيا» لقرارات اللجنة المركزية، ألقى ديمتري شوستاكوفتس

Dimitri Shostakovich (المولود سنة 1906م) خطابا في نيويورك دل على تأثير هذه القرارات، فقارن بين الفلسفات الموسيقية للمؤلفين الغربيين وبين الواقعية الفنية التي تتصف بها موسيقاه وموسيقى بروكوفييف، واتهم سترافنسكي، بوصفه ممثلا للموسيقيين الغربيين، بالشكلية المنحلة التي لا تؤدي إلا إلى تدهور الموسيقى.

26

فقد أشار شوستاكوفتش أولا إلى أن سترافنسكي كان موسيقيا ينتظر له مستقبل باهر، حتى انشق على تراث المدرسة الروسية القومية، وانضم إلى معسكر «الموسيقيين الرجعيين من أنصار الاتجاهات التجديدية» ثم اتهم سترافنسكي بأنه يتجاهل الحاجات الموسيقية للجماهير، وأشار إلى تصريحات سترافنسكي التي يقول فيها: «إن الجمهور بالنسبة إلى الفن، هو لفظ كمي لم آخذه أبدا، ولو مرة واحدة، بعين الاعتبار.» كما يقول فيها: «إن الجماهير العريضة لا تضيف إلى الفن شيئا، ولا يمكنها أن ترفع مستواه، والموسيقي الذي يهدف عن وعي إلى اجتذاب الجماهير لا يمكنه أن يحقق هذا الهدف إلا بخفض مستواه. إنني أهتم بروح كل فرد يستمع إلى موسيقاي، لا بالشعور الجماهيري للجماعة.» ثم تساءل شوستاكوفتش: كيف يتسنى لمثل هذه النزعة الذاتية أن تساعد على النهوض بحياة الشعب؟ كيف يمكن لهذه الموسيقى المنحلة أن تخدم فكرة سياسية؟ ثم يواصل كلامه قائلا: إن سترافنسكي يرد على هذه الأسئلة ردا بليغا، وذلك في تصريحات بسيطة يقول فيها: «إن موسيقاي لا تعبر عن أي شيء واقعي.» ويقول: «إن موسيقاي لا تحكي شيئا.» ولكن شوستاكوفتش يحذر مستمعيه قائلا: إن في هذا الإعلان الذي يؤكد انعدام المعنى والمضمون في الموسيقى، تتمثل الفلسفة الانحلالية المميزة لموسيقى سترافنسكي، والتي تسود التفكير الجمالي الموسيقي في البلاد الرأسمالية.

ثم ينتقل شوستاكوفتش إلى إيضاح ما يعنيه السوفييت بالواقعية في الموسيقى، فيميز بين النزعة الطبيعية والنزعة الواقعية؛ فالمحاكاة الطبيعية في الموسيقى هي محاكاة بيتهوفن لصوت الطائر في «السيمفونية الريفية» ومحاكاة شتراوس لأصوات الخراف في «دون كيخوته». ويلاحظ شوست كوفتش أن هذا النوع من المحاكاة الموسيقية قد ظهر في أكثر صوره تطرفا عند أولئك الموسيقيين الذين يقلدون صفير القطارات وضجيج الآلات الصناعية. والواقع أن الموسيقيين الذين يؤمنون بفلسفة الفن للفن إنما يخلطون بين معنى المحاكاة الطبيعية ومعنى الواقعية في الموسيقى. ولقد تعلم الموسيقيون ذوو النزعة الشكلية كيف يصورون كل أنواع الأصوات في الموسيقى، ولكن شوستاكوفتش يشكو من أنهم نسوا كيف يعبرون عن انفعالات البشر ومشاعرهم وتجاربهم ويصورنها بدقة. ونظرا إلى انعزال الموسيقيين من أصحاب النزعة الشكلية عن حياة الجماهير، فإنهم نسوا فن وصف مشاعر الناس وتجاربهم. أما الواقعية في الموسيقى فتعني «التعميم من تجربة الحياة الكبرى، وفي الوقت ذاته إفراد ما له أعظم الأهمية في عملية الحياة؛ فالأمر هنا إنما يتعلق بالفنان من حيث هو عنصر تقدمي في المجتمع البشري، ومرب ومعلم، يعيد في أعماله تأكيد القيم الأخلاقية والجمالية. والمسألة هنا هي أن من الضروري للموسيقى ألا تعود وسيلة للترويح، وألعوبة في أيدي المتحذلقين والمحترفين والمتخصصين الفنيين، وأن تصبح مرة أخرى قوة اجتماعية كبرى تخدم البشرية في كفاحها من أجل التقدم وانتصار العقل.»

ويضرب شوستاكوفتش أمثلة للمبدأ الواقعي السوفييتي في الموسيقى بأعمال مثل كنتاتة (غنائية) بروكوفييف (1891-1953م)، ألكسندر نيفسكي

Alexander Nevsky

অজানা পৃষ্ঠা